سقوط النظام حقيقة لا يمكن التهرب منها

| فلاح هادي الجنابي

طوال‭ ‬40‭ ‬عاما‭ ‬من‭ ‬الحكم‭ ‬السرطاني‭ ‬لنظام‭ ‬الفاشية‭ ‬الدينية‭ ‬في‭ ‬إيران،‭ ‬كان‭ ‬الهدف‭ ‬الأكبر‭ ‬والأهم‭ ‬لطغمة‭ ‬الدجالين‭ ‬الحاكمين‭ ‬هو‭ ‬ضمان‭ ‬بقاء‭ ‬النظام‭ ‬والحيلولة‭ ‬دون‭ ‬سقوطه‭ ‬خصوصا‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬باتت‭ ‬هذه‭ ‬الطغمة‭ ‬الموغلة‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬أنواع‭ ‬الجرائم‭ ‬تنعم‭ ‬بكل‭ ‬أنواع‭ ‬الترف‭ ‬والملذات‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬يعاني‭ ‬الشعب‭ ‬الإيراني‭ ‬من‭ ‬أوضاع‭ ‬بائسة‭ ‬يرثى‭ ‬لها‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬قامت‭ ‬هذه‭ ‬الطغمة‭ ‬بتبديد‭ ‬ثرواته‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬سياساتها‭ ‬الفاشلة‭ ‬وعن‭ ‬طريق‭ ‬عمليات‭ ‬السلب‭ ‬والنهب‭ ‬لثرواته‭ ‬خصوصا‭ ‬أنهم‭ ‬وأبناؤهم‭ ‬وأحفادهم‭ ‬أصبحوا‭ ‬أصحاب‭ ‬مليارات‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬البنوك‭.‬

المقاومة‭ ‬الإيرانية‭ ‬ومنظمة‭ ‬مجاهدي‭ ‬خلق‭ ‬التي‭ ‬آلت‭ ‬على‭ ‬نفسها‭ ‬التصدي‭ ‬لهذه‭ ‬الطغمة‭ ‬المجرمة‭ ‬والمعادية‭ ‬للشعب‭ ‬الإيراني‭ ‬وعدم‭ ‬السماح‭ ‬لها‭ ‬بالتمادي‭ ‬في‭ ‬جرائمها‭ ‬والوقوف‭ ‬بوجهها‭ ‬والعمل‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬خلق‭ ‬الأجواء‭ ‬المناسبة‭ ‬والملائمة‭ ‬التي‭ ‬سترسم‭ ‬الطريق‭ ‬لسقوطها،‭ ‬كانت‭ ‬هذه‭ ‬الطغمة‭ ‬تتخوف‭ ‬منها‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬شيء،‭ ‬لذلك‭ ‬فإنها‭ ‬كانت‭ ‬قاسية‭ ‬في‭ ‬التعامل‭ ‬معها‭ ‬إلى‭ ‬أبعد‭ ‬حد‭ ‬وتجاوزت‭ ‬كل‭ ‬القيم‭ ‬والمعايير‭ ‬القانونية‭ ‬والإنسانية‭ ‬وحتى‭ ‬السماوية‭ ‬في‭ ‬التعامل‭ ‬معها،‭ ‬ولاسيما‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬صار‭ ‬الشعب‭ ‬الإيراني‭ ‬والمجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬يصدقون‭ ‬المقاومة‭ ‬الإيرانية‭ ‬ومنظمة‭ ‬مجاهدي‭ ‬خلق‭ ‬ويعتبرون‭ ‬أطروحاتها‭ ‬ومواقفها‭ ‬وبياناتها‭ ‬تعكس‭ ‬الحقيقة‭ ‬والصدق‭ ‬بخصوص‭ ‬الأوضاع‭ ‬في‭ ‬إيران‭.‬

أزمة‭ ‬السقوط‭ ‬التي‭ ‬تحيط‭ ‬بزمرة‭ ‬الملالي‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬جانب‭ ‬والتي‭ ‬يحاولون‭ ‬بمختلف‭ ‬الطرق‭ ‬الخلاص‭ ‬منها‭ ‬ولكن‭ ‬دون‭ ‬جدوى،‭ ‬إذ‭ ‬إن‭ ‬الشعب‭ ‬الإيراني‭ ‬الغاضب‭ ‬والمتربص‭ ‬بهم‭ ‬بعد‭ ‬كل‭ ‬الذي‭ ‬فعلوه‭ ‬به‭ ‬طوال‭ ‬40‭ ‬عاما‭ ‬من‭ ‬حكم‭ ‬قمعي‭ ‬إجرامي،‭ ‬والعقوبات‭ ‬الأميركية‭ ‬التي‭ ‬تمسك‭ ‬بعنق‭ ‬النظام‭ ‬وتضيق‭ ‬الخناق‭ ‬عليه‭ ‬أكثر‭ ‬فأكثر‭ ‬ويزداد‭ ‬خوف‭ ‬ورعب‭ ‬النظام‭ ‬مع‭ ‬تزايد‭ ‬التحركات‭ ‬الاحتجاجية‭ ‬للشعب‭ ‬الإيراني‭ ‬وإستمرار‭ ‬نشاطات‭ ‬معاقل‭ ‬الانتفاضة‭ ‬لأنصار‭ ‬مجاهدي‭ ‬خلق‭ ‬وتلك‭ ‬التظاهرة‭ ‬الضخمة‭ ‬التي‭ ‬من‭ ‬المٶمل‭ ‬أن‭ ‬يقوم‭ ‬بها‭ ‬عشرات‭ ‬الآلاف‭ ‬من‭ ‬الإيرانيين‭ ‬الأحرار‭ ‬وتنظمها‭ ‬المقاومة‭ ‬الإيرانية‭ ‬في‭ ‬بروكسل‭ ‬في‭ ‬15‭ ‬من‭ ‬الشهر‭ ‬الجاري‭ ‬والتي‭ ‬ستطالب‭ ‬بإسقاط‭ ‬النظام‭ ‬وتؤكد‭ ‬للعالم‭ ‬كله‭ ‬أن‭ ‬إسقاط‭ ‬النظام‭ ‬المطلب‭ ‬الأساسي‭ ‬للشعب‭ ‬الإيراني‭ ‬والذي‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يحيد‭ ‬عنه‭ ‬لأي‭ ‬سبب‭ ‬كان‭.‬

نظام‭ ‬الملالي‭ ‬وبعد‭ ‬أن‭ ‬علم‭ ‬عدم‭ ‬مقدرته‭ ‬على‭ ‬مواجهة‭ ‬الأوضاع‭ ‬الحالية‭ ‬وتجاوز‭ ‬أزمة‭ ‬السقوط‭ ‬التي‭ ‬تعصف‭ ‬به،‭ ‬فإنه‭ ‬يسعى‭ ‬كذبا‭ ‬للتعتيم‭ ‬على‭ ‬دور‭ ‬المقاومة‭ ‬الإيرانية‭ ‬ومنظمة‭ ‬مجاهدي‭ ‬خلق‭ ‬كبديل‭ ‬له‭ ‬والسعي‭ ‬لتقديم‭ ‬بدائل‭ ‬هزيلة‭ ‬ووهمية‭ ‬لا‭ ‬دور‭ ‬ولا‭ ‬وجود‭ ‬لها‭ ‬في‭ ‬ساحة‭ ‬النضال‭ ‬والمواجهة‭ ‬ضد‭ ‬النظام‭ ‬وهو‭ ‬مسعى‭ ‬خائب‭ ‬ومفضوح‭. ‬“الحوار”‭.‬