سوالف

من أجل أمن واستقرار السودان الشقيق

| أسامة الماجد

يشهد‭ ‬تعقيد‭ ‬البنى‭ ‬السياسية‭ ‬والآيديولوجية‭ ‬السائدة‭ ‬في‭ ‬السودان‭ ‬منذ‭ ‬استقلاله‭ ‬ملامح‭ ‬سياسية‭ ‬نادرة‭ ‬بل‭ ‬مدهشة‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬الظروف‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬الخاصة‭ ‬التي‭ ‬يمر‭ ‬بها،‭ ‬كما‭ ‬ينقسم‭ ‬السودانيون‭ ‬بين‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬530‭ ‬قبيلة‭ ‬تختلف‭ ‬أصولها‭ ‬العرقية‭ ‬بين‭ ‬العروبة‭ ‬والزنجية،‭ ‬كما‭ ‬تختلف‭ ‬لغاتها‭ ‬ولهجاتها‭ ‬المحلية،‭ ‬ويعد‭ ‬السودان‭ ‬بتكوينه‭ ‬الاجتماعي‭ ‬أكثر‭ ‬البلدان‭ ‬العربية‭ ‬تفرقا‭ ‬في‭ ‬ثقافته‭ ‬السياسية،‭ ‬وعلى‭ ‬الجانب‭ ‬الخارجي‭ ‬نجد‭ ‬السودان‭ ‬بمساحته‭ ‬الواسعة‭ ‬وموقعه‭ ‬الفريد‭ ‬يشترك‭ ‬في‭ ‬حدود‭ ‬ثماني‭ ‬دول‭ ‬من‭ ‬الشمال‭ ‬والغرب‭ ‬والجنوب،‭ ‬بما‭ ‬يعني‭ ‬تأثره‭ ‬لا‭ ‬محالة‭ ‬بهؤلاء‭ ‬الجيران‭ ‬الذين‭ ‬يشترك‭ ‬معهم‭ ‬أيضا‭ ‬في‭ ‬الظروف‭ ‬المناخية‭ ‬والأصول‭ ‬العرقية‭ ‬والقبلية‭. ‬

هذا‭ ‬البلد‭ ‬العربي‭ ‬الكبير‭ ‬والعزيز‭ ‬على‭ ‬قلوبنا‭ ‬يدخل‭ ‬اليوم‭ ‬في‭ ‬دوامة‭ ‬من‭ ‬الصراعات‭ ‬وفوضى‭ ‬سياسية‭ ‬بين‭ ‬الأحزاب‭ ‬والنقابات‭ ‬والقيادات‭ ‬المختلفة،‭ ‬والخبرة‭ ‬التاريخية‭ ‬تبين‭ ‬لنا‭ ‬أن‭ ‬حدوث‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الصراعات‭ ‬والمد‭ ‬والجزر‭ ‬يشكل‭ ‬تهديدا‭ ‬خطيرا‭ ‬للسلم‭ ‬الأهلي‭ ‬وتفتيتا‭ ‬للبلاد،‭ ‬وهذا‭ ‬لن‭ ‬يخدم‭ ‬سوى‭ ‬أعداء‭ ‬العرب‭ ‬الذين‭ ‬يريدون‭ ‬إشعال‭ ‬المنطقة‭ ‬برمتها‭ ‬وإعادة‭ ‬سيناريوهات‭ ‬الحرب‭ ‬الأهلية‭ ‬التي‭ ‬تطحن‭ ‬الشعوب‭ ‬وتقضي‭ ‬على‭ ‬مقدراتها‭ ‬وخيراتها،‭ ‬وإذا‭ ‬لم‭ ‬يلتفت‭ ‬السودان‭ ‬إلى‭ ‬خطواته‭ ‬سيجد‭ ‬نفسه‭ ‬في‭ ‬متاهات‭ ‬لا‭ ‬يعلم‭ ‬بها‭ ‬إلا‭ ‬الله‭.‬

على‭ ‬الجميع‭ ‬في‭ ‬السودان‭ ‬الشقيق‭ ‬أن‭ ‬يعي‭ ‬المرحلة‭ ‬الخطيرة‭ ‬التي‭ ‬تمر‭ ‬بها‭ ‬الأمة‭ ‬العربية‭ ‬والتحديات‭ ‬الكثيرة،‭ ‬فهناك‭ ‬من‭ ‬يريد‭ ‬طمس‭ ‬“جوهر”‭ ‬العرب‭ ‬ومحتواه،‭ ‬وكل‭ ‬المؤشرات‭ ‬تبين‭ ‬بوضوح‭ ‬حجم‭ ‬الاختراقات‭ ‬والتحالفات‭ ‬المشبوهة‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬وكثرة‭ ‬الأعداء‭ ‬الذين‭ ‬لا‭ ‬يريدون‭ ‬للدول‭ ‬العربية‭ ‬دوام‭ ‬الازدهار‭ ‬والتقدم،‭ ‬فالمؤامرات‭ ‬علينا‭ ‬حاضرة‭ ‬وبقوة‭ ‬وقد‭ ‬تتخذ‭ ‬أشكالا‭ ‬جديدة‭ ‬تحتم‭ ‬علينا‭ ‬أن‭ ‬نعمل‭ ‬بوعي‭ ‬ومعرفة‭ ‬تامة،‭ ‬ووحدة‭ ‬السودان‭ ‬الشقيق‭ ‬وسيادته‭ ‬الهدف‭ ‬الأسمى‭ ‬وينبغي‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬الأطراف‭ ‬الفاعلة‭ ‬في‭ ‬الساحة‭ ‬العمل‭ ‬بمسؤولية‭ ‬وطنية‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬أمن‭ ‬واستقرار‭ ‬البلاد‭ ‬وتقدمها‭.‬

يكفينا‭ ‬كعرب‭ ‬ما‭ ‬حصل‭ ‬من‭ ‬مخططات‭ ‬وتراجعات‭ ‬وسلبيات‭ ‬أثرت‭ ‬كثيرا‭ ‬في‭ ‬مسيرتنا‭ ‬وآفاق‭ ‬تطورنا،‭ ‬فقد‭ ‬استوعبنا‭ ‬وحددنا‭ ‬الخطأ‭ ‬ويفترض‭ ‬أن‭ ‬نسعى‭ ‬إلى‭ ‬التخلص‭ ‬منه‭.‬