من جديد

“سامحني يا بني”

| د. سمر الأبيوكي

أطلب‭ ‬منك‭ ‬المعذرة‭ ‬وحدك،‭ ‬وأعلم‭ ‬جيدا‭ ‬أن‭ ‬داخلك‭ ‬عالما‭ ‬مختلجا‭ ‬ينبض‭ ‬بالأسئلة،‭ ‬أطلب‭ ‬منك‭ ‬الغفران‭ ‬للهفتي‭ ‬الشديدة‭ ‬أن‭ ‬أراك‭ ‬راشدا‭ ‬بالغا،‭ ‬واعذرني‭ ‬لأنني‭ ‬أعاملك‭ ‬كالكبار،‭ ‬أسرد‭ ‬لك‭ ‬التفاصيل‭ ‬وأطلب‭ ‬منك‭ ‬تكوين‭ ‬رأي‭ ‬وأضغط‭ ‬عليك‭ ‬أحيانا‭ ‬دون‭ ‬سبب‭ ‬سوى‭ ‬الأماني‭ ‬الكثيرة‭ ‬في‭ ‬خاطري‭. ‬اعذرني‭ ‬حين‭ ‬أصادر‭ ‬طفولتك‭ ‬ككثيرين‭ ‬في‭ ‬عالمنا‭ ‬عندما‭ ‬أطلب‭ ‬منك‭ ‬ألا‭ ‬تبكي،‭ ‬فالدموع‭ ‬لا‭ ‬تناسب‭ ‬الرجال،‭ ‬واسمح‭ ‬لي‭ ‬يا‭ ‬بني‭ ‬فعروقي‭ ‬تسري‭ ‬فيها‭ ‬دماء‭ ‬قبلية‭ ‬ملتزمة‭ ‬تماما‭ ‬بما‭ ‬جبلت‭ ‬عليه‭ ‬رغم‭ ‬كل‭ ‬العلم‭ ‬والمعرفة،‭ ‬فالرجل‭ ‬لا‭ ‬يبكي‭ ‬حتى‭ ‬إن‭ ‬كان‭ ‬صغيرا‭.‬

أود‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬شديد‭ ‬البأس‭ ‬لا‭ ‬يلين‭ ‬قلبك‭ ‬فتضعف،‭ ‬فالعقل‭ ‬إن‭ ‬قاده‭ ‬القلب‭ (‬ضاعت‭ ‬علومه‭!)‬،‭ ‬وهكذا‭ ‬ضاع‭ ‬كثيرون‭ ‬لطيبة‭ ‬قلوبهم،‭ ‬مازلت‭ ‬أستسمحك،‭ ‬فأنا‭ ‬في‭ ‬صراع‭ ‬كبير‭ ‬كغيري‭ ‬ألقنك‭ ‬دروس‭ ‬الحياة‭ ‬وما‭ ‬تعلمته؟‭ ‬أم‭ ‬ألقيك‭ ‬في‭ ‬يم‭ ‬التجربة‭ ‬وعلى‭ ‬الله‭ ‬توكلي؟‭ ‬وفيهما‭ ‬أفوض‭ ‬أمرك‭ ‬لله‭ ‬وحده‭. ‬أيا‭ (‬حمد‭) ‬كن‭ ‬صلبا‭ ‬كما‭ ‬الجبال‭ ‬كن‭ ‬عاليا‭ ‬كما‭ ‬السماء‭ ‬كن‭ ‬لينا‭ ‬كما‭ ‬الرياح‭ ‬وكن‭ ‬نديا‭ ‬كما‭ ‬القطرات‭ ‬على‭ ‬الأوراق‭... ‬كن‭ ‬كما‭ ‬أنت،‭ ‬كما‭ ‬قدر‭ ‬لك‭ ‬أن‭ ‬تكون‭... ‬لكنني‭ ‬أوصيك‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬خيرا‭ ‬ففي‭ ‬طريق‭ ‬الخير‭ ‬النجاة‭ ‬دوما‭.‬

 

ومضة‭ ‬

في‭ ‬تقلب‭ ‬الليل‭ ‬والنهار‭ ‬وفي‭ ‬مرور‭ ‬الأيام،‭ ‬وبين‭ ‬الأمس‭ ‬واليوم‭ ‬دروس‭ ‬مستقاة‭ ‬وددت‭ ‬لو‭ ‬كان‭ ‬بيدي‭ ‬أن‭ ‬ألقم‭ ‬كل‭ ‬صغير‭ ‬ما‭ ‬مررنا‭ ‬به‭ ‬لكنها‭ ‬وحدها‭ ‬الأقدار‭ ‬التي‭ ‬ترسم‭ ‬ممرات‭ ‬نسيرها‭ ‬باختيار‭ ‬ووعي‭ ‬كامل‭ ‬ونحصد‭ ‬على‭ ‬إثرها‭ ‬ما‭ ‬زرعناه،‭ ‬أبناؤنا‭ ‬أمانة‭ ‬نُسأل‭ ‬عليها،‭ ‬فاحفظوهم‭ ‬يحفظكم‭ ‬الله‭.‬