“وحدة الصف الخليجي” وفق رؤية صباح الأحمد

| سعيد محمد

تؤمن‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬ودولة‭ ‬الكويت‭ ‬الشقيقة‭ ‬بأدوارهما‭ ‬المشتركة‭ ‬في‭ ‬إرساء‭ ‬الاستقرار‭ ‬والسلام‭ ‬الخليجي‭ ‬والإقليمي‭ ‬والعالمي،‭ ‬ففي‭ ‬الزيارة‭ ‬الرمضانية‭ ‬التي‭ ‬قام‭ ‬بها‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬إلى‭ ‬دولة‭ ‬الكويت‭ ‬والتقائه‭ ‬بصاحب‭ ‬السمو‭ ‬الشيخ‭ ‬صباح‭ ‬الأحمد‭ ‬الجابر‭ ‬الصابح،‭ ‬أمير‭ ‬دولة‭ ‬الكويت،‭ ‬تتأكد‭ ‬هذه‭ ‬الأدوار‭ ‬لتعزيز‭ ‬العمل‭ ‬والتنسيق‭ ‬المشترك‭ ‬تجاه‭ ‬كافة‭ ‬القضايا‭ ‬ضمن‭ ‬منظومة‭ ‬الأمن‭ ‬الخليجي‭.‬

للجهود‭ ‬التي‭ ‬تبذلها‭ ‬دولة‭ ‬الكويت‭ ‬مكانة‭ ‬مميزة‭ ‬من‭ ‬التقدير‭ ‬الذي‭ ‬يستحق‭ ‬الشكر‭ ‬والثناء،‭ ‬وهذه‭ ‬الجهود‭ ‬كما‭ ‬يصفها‭ ‬سمو‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ (‬دعامة‭ ‬رئيسة‭) ‬لمسيرة‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬لما‭ ‬تمثله‭ ‬من‭ ‬قيمة‭ ‬خليجية‭ ‬وعربية‭ ‬عالية‭ ‬لها‭ ‬مكانتها‭ ‬وتقديرها‭ ‬من‭ ‬الجميع‭.‬

يصف‭ ‬تقرير‭ ‬صادر‭ ‬عن‭ ‬معهد‭ ‬“واشنطن”‭ ‬للدراسات‭ ‬باختصار‭ ‬دور‭ ‬دولة‭ ‬الكويت‭ ‬الشقيقة‭ ‬وأميرها‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الشيخ‭ ‬صباح‭ ‬الأحمد‭ ‬الجابر‭ ‬الصباح‭ ‬في‭ ‬الأزمات‭ ‬بأنه‭ ‬“دور‭ ‬فعال‭ ‬يحظى‭ ‬بتأييد‭ ‬دولي”‭ ‬للحفاظ‭ ‬على‭ ‬الاستقرار‭ ‬الخليجي‭ ‬والعربي‭ ‬والإسلامي‭ ‬والعالمي،‭ ‬ووفق‭ ‬ذلك‭ ‬التقرير،‭ ‬فإن‭ ‬الشيخ‭ ‬صباح‭ ‬الأحمد‭ ‬“أحد‭ ‬الشخصيات‭ ‬الحكيمة‭ ‬والمتمرسة‭ ‬في‭ ‬المنطقة”،‭ ‬وهو‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬جعل‭ ‬دولة‭ ‬الكويت‭ ‬“حاضرة”‭ ‬دائمًا‭ ‬في‭ ‬القضايا‭ ‬الأساسية‭ ‬لإيمانها‭ ‬بوحدة‭ ‬الصف‭ ‬الخليجي‭.‬

وتأملًا‭ ‬في‭ ‬خطابين‭ ‬للشيخ‭ ‬صباح‭ ‬الأحمد،‭ ‬الأول‭ ‬بمناسبة‭ ‬العشر‭ ‬الأواخر‭ ‬من‭ ‬شهر‭ ‬رمضان‭ ‬المبارك،‭ ‬والثاني‭ ‬في‭ ‬“قمم‭ ‬مكة”،‭ ‬تتجلى‭ ‬رؤية‭ ‬أمير‭ ‬دولة‭ ‬الكويت‭ ‬في‭ ‬المضي‭ ‬لصيانة‭ ‬الكيان‭ ‬الخليجي‭ ‬أمام‭ ‬“الواقع‭ ‬المرير”‭ ‬الذي‭ ‬تشهده‭ ‬المنطقة‭ ‬ويستوجب‭ ‬الحيطة‭ ‬والحذر،‭ ‬ويعني‭ ‬ذلك‭ ‬التمسك‭ ‬بالضمانات،‭ ‬وأولها‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬مكتسبات‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬الخليجي‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬المخاطر‭ ‬والتحديات‭ ‬المحدقة‭ ‬بالمنطقة،‭ ‬باعتبار‭ ‬ذلك‭ ‬المسار‭ ‬هو‭ ‬الذي‭ ‬يحقق‭ ‬آمال‭ ‬وتطلعات‭ ‬أبناء‭ ‬الخليج‭ ‬وتجاوز‭ ‬الخلافات‭ ‬التي‭ ‬تضر‭ ‬بالمصالح‭ ‬ووحدة‭ ‬الموقف‭.‬

إن‭ ‬مفردة‭ ‬“التطورات‭ ‬الخطيرة”‭ ‬تنبعث‭ ‬من‭ ‬تشخيص‭ ‬واقعي‭ ‬يضاعف‭ ‬من‭ ‬أهمية‭ ‬اللقاءات‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬المنظومة‭ ‬الخليجية‭ ‬والحرص‭ ‬على‭ ‬وحدة‭ ‬الصف‭ ‬التي‭ ‬تنبني‭ ‬عليها‭ ‬متطلبات‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬المصالح‭ ‬ومستقبل‭ ‬شعوب‭ ‬المنطقة،‭ ‬فبعد‭ ‬أن‭ ‬عانت‭ ‬لسنوات‭ ‬من‭ ‬الصراعات‭ ‬والحروب‭ ‬التي‭ ‬“ضاعفت‭ ‬من‭ ‬الآلام‭ ‬وعمقت‭ ‬الجراح،‭ ‬ولا‭ ‬يزال‭ ‬المحيط‭ ‬العربي‭ ‬يعاني‭ ‬التوتر‭ ‬والتأزيم”،‭ ‬وبالتأكيد،‭ ‬فإن‭ ‬دور‭ ‬دولة‭ ‬الكويت‭ ‬وأميرها‭ ‬يحظى‭ ‬ببالغ‭ ‬التقدير‭ ‬والعرفان‭ ‬بين‭ ‬شعوب‭ ‬الخليج،‭ ‬لأنه‭ ‬دور‭ ‬يصيغ‭ ‬صورة‭ ‬المستقبل‭ ‬الواعد‭ ‬بالتنمية‭ ‬والتطور‭ ‬لبلدانهم‭.‬