أيامنا المباركة

| د. عبدالله الحواج

انتهى‭ ‬شهر‭ ‬رمضان‭ ‬الفضيل‭ ‬ومن‭ ‬بعده‭ ‬عيد‭ ‬الفطر‭ ‬المبارك،‭ ‬عشنا‭ ‬أياما‭ ‬لا‭ ‬تنسى‭ ‬في‭ ‬مجالسنا،‭ ‬تواصلنا‭ ‬مع‭ ‬الأصدقاء‭ ‬والأحباء،‭ ‬زارتنا‭ ‬البركات‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬صاحب‭ ‬فضل‭ ‬ومروءة،‭ ‬حلت‭ ‬علينا‭ ‬الخيرات‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬حريص‭ ‬على‭ ‬مد‭ ‬جسور‭ ‬المودة‭ ‬بين‭ ‬أبناء‭ ‬الوطن‭ ‬الواحد،‭ ‬هي‭ ‬عادات‭ ‬توارثناها،‭ ‬وخصال‭ ‬حميدة‭ ‬تعلمناها،‭ ‬وأيام‭ ‬مجيدة‭ ‬تذكرناها‭. ‬سنن‭ ‬تعودنا‭ ‬عليها‭ ‬من‭ ‬قادتنا‭ ‬الأوفياء،‭ ‬صلات‭ ‬أرحام‭ ‬مرتبطة‭ ‬بحبل‭ ‬سري‭ ‬لا‭ ‬يخطئ‭ ‬مجراه،‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه،‭ ‬ربما‭ ‬يكون‭ ‬من‭ ‬القادة‭ ‬القلائل‭ ‬في‭ ‬تاريخنا‭ ‬العربي‭ ‬الذين‭ ‬حرصوا‭ ‬أن‭ ‬يمتد‭ ‬هذا‭ ‬التواصل‭ ‬طوال‭ ‬أيام‭ ‬السنة،‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬مجلسه‭ ‬العامر‭ ‬بإذن‭ ‬الله‭ ‬شهرا‭ ‬رمضانيا‭ ‬مباركا‭ ‬على‭ ‬الدوام،‭ ‬وأن‭ ‬يكون‭ ‬تجمع‭ ‬رموز‭ ‬الوطن‭ ‬مرة‭ ‬واحدة‭ ‬أسبوعيا‭ ‬بمثابة‭ ‬البرلمان‭ ‬الشعبي‭ ‬“هايد‭ ‬بارك”‭ ‬الأمة،‭ ‬يقول‭ ‬فيه‭ ‬النخب‭ ‬كل‭ ‬شيء،‭ ‬ويطرح‭ ‬فيه‭ ‬المسئولون‭ ‬مرئياتهم‭ ‬عن‭ ‬عالم‭ ‬أفضل،‭ ‬وتصوراتهم‭ ‬حول‭ ‬آليات‭ ‬عمل‭ ‬لاستنفار‭ ‬مكنونات‭ ‬الإنجاز‭ ‬للشعب‭. ‬إنها‭ ‬حالة‭ ‬فريدة‭ ‬من‭ ‬التجمع‭ ‬الوطني،‭ ‬من‭ ‬شهر‭ ‬رمضاني‭ ‬ممتد‭ ‬لطول‭ ‬العام،‭ ‬لحوار‭ ‬ابدي‭ ‬لا‭ ‬تتقطع‭ ‬به‭ ‬السبل‭ ‬مهما‭ ‬كانت‭ ‬التحديات‭ ‬جاثمة‭ ‬والمخاطر‭ ‬على‭ ‬بعد‭ ‬فرصة‭ ‬من‭ ‬ديارنا‭ ‬المثابرة‭. ‬إنه‭ ‬الوطن‭ ‬الواحد،‭ ‬لمة‭ ‬العيلة‭ ‬في‭ ‬شكلها‭ ‬الحضاري‭ ‬البديع،‭ ‬وهمزة‭ ‬الوصل‭ ‬في‭ ‬أدق‭ ‬شرايين‭ ‬المجتمع‭ ‬المصطف‭ ‬خلف‭ ‬قيادته‭ ‬والمتفق‭ ‬على‭ ‬أخطر‭ ‬ثوابته‭. ‬العالم‭ ‬من‭ ‬حولنا‭ ‬يموج‭ ‬بتيارات‭ ‬دخيلة‭ ‬على‭ ‬إنسانيتنا،‭ ‬حيث‭ ‬الآلة‭ ‬تحرك‭ ‬كل‭ ‬شيء،‭ ‬تفكر‭ ‬بالنيابة‭ ‬عنا‭ ‬وقد‭ ‬تتخذ‭ ‬القرارات‭ ‬بدلا‭ ‬منا،‭ ‬هذا‭ ‬في‭ ‬حد‭ ‬ذاته‭ ‬ما‭ ‬يدفعنا‭ ‬إلى‭ ‬التجمع،‭ ‬إلى‭ ‬مواجهة‭ ‬القادم‭ ‬وأيدينا‭ ‬متفقة‭ ‬على‭ ‬التلاحم‭ ‬والسلام،‭ ‬على‭ ‬التكاتف‭ ‬والانسجام،‭ ‬وعلى‭ ‬الوحدة‭ ‬ونبذ‭ ‬الفرقة‭ ‬والانقسام‭. ‬ودعنا‭ ‬الشهر‭ ‬الكريم‭ ‬ولم‭ ‬نودع‭ ‬أفضاله‭ ‬ومناسكه،‭ ‬سنواصل‭ ‬مجالسنا،‭ ‬سنلتقي‭ ‬على‭ ‬كلمة‭ ‬سواء،‭ ‬سنعطي‭ ‬الفضل‭ ‬لصاحب‭ ‬الفضل،‭ ‬سنعترف‭ ‬دائما‭ ‬بالحق‭ ‬الذي‭ ‬هو‭ ‬فينا‭ ‬فضيلة،‭ ‬وبالرأي‭ ‬الآخر‭ ‬الذي‭ ‬يكمل‭ ‬رأينا‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬الأحوال،‭ ‬وبالحسنات‭ ‬لأنها‭ ‬تُذهب‭ ‬السيئات‭. ‬ثقافة‭ ‬الشكر‭ ‬والعرفان‭ ‬سمة‭ ‬من‭ ‬سمات‭ ‬الشهر‭ ‬الفضيل،‭ ‬تكبيرة‭ ‬فوق‭ ‬المآذن‭ ‬المباركة‭ ‬والمنارات‭ ‬المؤمنة،‭ ‬فرض‭ ‬عين‭ ‬لم‭ ‬يعرف‭ ‬في‭ ‬الفضائل‭ ‬أصلها‭ ‬وفصلها،‭ ‬وفي‭ ‬علوم‭ ‬الإنسان‭ ‬تاريخه‭ ‬وخلفيته‭ ‬وجذور‭ ‬منشئه،‭ ‬عيد‭ ‬فطر‭ ‬سعيد‭ ‬عليكم‭ ‬يا‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬وعودة‭ ‬ميمونة‭ ‬إلى‭ ‬أرض‭ ‬الوطن‭ ‬من‭ ‬استراحتكم‭ ‬وسفرتكم‭ ‬المباركة‭ ‬إلى‭ ‬وطنكم‭ ‬الغالي‭ ‬ومجلسكم‭ ‬العتيد‭. ‬وكل‭ ‬عام‭ ‬وسموكم‭ ‬وشعبنا‭ ‬الوفي‭ ‬بألف‭ ‬خير‭.‬