نحو بيئة آمنة ومستدامة

| عبدعلي الغسرة

البيئة‭ ‬جزء‭ ‬لا‭ ‬يتجزأ‭ ‬من‭ ‬الوجود‭ ‬الإنساني،‭ ‬فهي‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الأخضر‭ ‬للأرض‭ ‬بل‭ ‬الأفضل‭ ‬لها‭ ‬ولجميع‭ ‬الكائنات،‭ ‬فالبيئة‭ ‬النظيفة‭ ‬تعني‭ ‬إنسانا‭ ‬نظيفا‭ ‬وسليما‭ ‬من‭ ‬الأمراض،‭ ‬وتهبه‭ ‬حياةً‭ ‬أطول،‭ ‬وحماية‭ ‬البيئة‭ ‬تجعل‭ ‬الإنسان‭ ‬يعيش‭ ‬في‭ ‬مكان‭ ‬مُفعم‭ ‬بالجمال،‭ ‬والمحافظة‭ ‬عليها‭ ‬من‭ ‬الدولة‭ ‬وشعبها‭ ‬ومؤسساتها‭ ‬ومنظماتها‭ ‬تمثل‭ ‬وعيا‭ ‬حضاريا‭ ‬للتعامل‭ ‬مع‭ ‬معطيات‭ ‬الكون‭ ‬الذي‭ ‬يعيش‭ ‬فيه‭ ‬الإنسان‭ ‬وجميع‭ ‬الكائنات‭. ‬ولأهمية‭ ‬البيئة‭ ‬ودورها‭ ‬في‭ ‬تحسين‭ ‬الحياة‭ ‬الإنسانية‭ ‬اعتمدت‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬يوم‭ ‬الخامس‭ ‬من‭ ‬يونيو‭ ‬ليكون‭ ‬يوما‭ ‬عالميا‭ ‬للبيئة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬توعية‭ ‬الرأي‭ ‬العام‭ ‬العالمي‭ ‬بأهميتها‭ ‬ودورها‭ ‬حاضرًا‭ ‬ومستقبلًا،‭ ‬وناقشت‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المواضيع‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالبيئة،‭ ‬وموضوع‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬“دحر‭ ‬تلوث‭ ‬الهواء”‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬التصدي‭ ‬لأزمة‭ ‬التلوث‭ ‬التي‭ ‬اجتاحت‭ ‬العالم،‭ ‬والعمل‭ ‬على‭ ‬التخفيف‭ ‬من‭ ‬كميته‭ ‬وتنظيف‭ ‬الكون‭ ‬منه،‭ ‬فللتلوث‭ ‬أضرار‭ ‬صحية‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬الكائنات‭ ‬بجانب‭ ‬أثره‭ ‬السلبي‭ ‬على‭ ‬المناخ‭ ‬العالمي‭.‬

إن‭ ‬تلوث‭ ‬الهواء‭ ‬موجود‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مساحات‭ ‬الأرض‭ ‬بمستويات‭ ‬غير‭ ‬مأمونة،‭ ‬وفي‭ ‬البيوت‭ ‬والمؤسسات‭ ‬وينبعث‭ ‬التلوث‭ ‬من‭ ‬المصانع‭ ‬والمعامل‭ ‬والطاقة‭ ‬باختلاف‭ ‬أنواعها،‭ ‬ومن‭ ‬المركبات‭ ‬باختلافها،‭ ‬ومن‭ ‬النفايات‭ ‬التي‭ ‬تحرق‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬مصادر‭ ‬التلوث‭ ‬الأخرى‭ ‬التي‭ ‬تساهم‭ ‬في‭ ‬الوفاة‭ ‬المُبكرة‭ ‬للإنسان‭ ‬بجانب‭ ‬الأمراض‭ ‬التي‭ ‬يُصاب‭ ‬بها‭.‬

لقد‭ ‬كفلت‭ ‬أهداف‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬حماية‭ ‬دائمة‭ ‬لكوكب‭ ‬الأرض‭ ‬وموارده‭ ‬الطبيعية‭ ‬باستخدامها‭ ‬استخدامًا‭ ‬مُستدامًا،‭ ‬فالاحتفال‭ ‬بهذا‭ ‬اليوم‭ ‬يُجسد‭ ‬أهداف‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬للبيئة‭ ‬بالعمل‭ ‬على‭ ‬مكافحة‭ ‬تلوث‭ ‬الهواء‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم،‭ ‬وأن‭ ‬تكون‭ ‬ممارسات‭ ‬الإنسان‭ ‬اليومية‭ ‬سواء‭ ‬في‭ ‬البيت‭ ‬أو‭ ‬المعمل‭ ‬أو‭ ‬حين‭ ‬استخدامه‭ ‬الطاقة‭ ‬وكل‭ ‬أنواع‭ ‬المركبات‭ ‬بطريقة‭ ‬لا‭ ‬تسبب‭ ‬أضرارا‭ ‬للكائنات‭ ‬الأخرى‭. ‬

على‭ ‬الدولة‭ ‬أن‭ ‬تضع‭ ‬قيودًا‭ ‬محددة‭ ‬على‭ ‬الصناعة‭ ‬ومعاملها‭ ‬بما‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬تخفيض‭ ‬التلوث‭ ‬وزيادة‭ ‬الاستثمار‭ ‬في‭ ‬مصادر‭ ‬الطاقة‭ ‬المتجددة‭ ‬والتقنيات‭ ‬الخضراء‭ ‬وتحسين‭ ‬جودة‭ ‬الهواء‭ ‬في‭ ‬المدن‭ ‬والمناطق‭ ‬وتشجيع‭ ‬انتشار‭ ‬السيارات‭ ‬التي‭ ‬تعمل‭ ‬بالطاقة‭ ‬الكهربائية،‭ ‬ويتحمل‭ ‬عبء‭ ‬هذه‭ ‬المهمة‭ ‬أيضًا‭ ‬قطاع‭ ‬الأعمال‭ ‬والمجتمع‭ ‬المدني‭ ‬والمؤسسات‭ ‬التربوية‭.‬