صور مختصرة

“ذي فوق ذي”

| عبدالعزيز الجودر

لقد‭ ‬دقت‭ ‬ساعة‭ ‬الصفر‭ ‬كي‭ ‬نطرح‭ ‬ملف‭ ‬تنظيم‭ ‬الإنجاب‭ ‬والنسل‭ ‬لمواطني‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬محاصرته‭ ‬واحتواء‭ ‬أضراره‭ ‬والخروج‭ ‬منه‭ ‬بأقل‭ ‬الخسائر‭ ‬الآنية‭ ‬والمستقبلية،‭ ‬ولن‭ ‬يتحقق‭ ‬هذا‭ ‬إلا‭ ‬بالأخذ‭ ‬بالمنهج‭ ‬المبني‭ ‬على‭ ‬الأدلة‭ ‬الشرعية‭ ‬التي‭ ‬تدل‭ ‬على‭ ‬جواز‭ ‬تأجيل‭ ‬الإنجاب‭ ‬والحمل‭ ‬باتباع‭ ‬أسلوب‭ ‬المباعدة‭ ‬الزمنية‭ ‬بين‭ ‬مولود‭ ‬وآخر،‭ ‬بحيث‭ ‬يكون‭ ‬الفارق‭ ‬بين‭ ‬الأطفال‭ ‬3‭ ‬إلى‭ ‬4‭ ‬سنوات،‭ ‬والذي‭ ‬أجازه‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬كبار‭ ‬العلماء‭ ‬والمشايخ‭ ‬الأفاضل‭.‬

مع‭ ‬ذلك‭ ‬هناك‭ ‬دول‭ ‬وشعوب‭ ‬كثيرة‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬أوضاعها‭ ‬الاقتصادية‭ ‬أفضل‭ ‬منا‭ ‬بكثير،‭ ‬لكنها‭ ‬استطاعت‭ ‬معالجة‭ ‬هذا‭ ‬الملف‭ ‬“العويص”‭ ‬بتحديد‭ ‬الإنجاب‭ ‬ونجحت‭ ‬في‭ ‬تنمية‭ ‬أوطانها‭ ‬وازدهار‭ ‬اقتصادها‭ ‬وانعكس‭ ‬ذلك‭ ‬التوجه‭ ‬الحضاري‭ ‬برفاهية‭ ‬شعوبها‭ ‬وبلدانها‭. ‬

اليوم‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬باتت‭ ‬المصلحة‭ ‬العامة‭ ‬تقتضي‭ ‬معالجة‭ ‬هذا‭ ‬الملف‭ ‬والتركيز‭ ‬عليه‭ ‬وتصحيح‭ ‬مساره‭ ‬والحد‭ ‬من‭ ‬عشوائية‭ ‬الإنجاب‭ ‬المفرط‭ ‬بما‭ ‬يتماشى‭ ‬مع‭ ‬موارد‭ ‬الدولة‭ ‬ووضعها‭ ‬الاقتصادي‭ ‬والمساحة‭ ‬الجغرافية‭ ‬التي‭ ‬نتحرك‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬وأمور‭ ‬أخرى‭ ‬مستقبلية‭ ‬غير‭ ‬مطمئنة،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬ذلك‭ ‬تنظيم‭ ‬الإنجاب‭ ‬له‭ ‬فوائد‭ ‬لا‭ ‬تعد‭ ‬ولا‭ ‬تحصى‭ ‬من‭ ‬بينها‭ ‬تعزيز‭ ‬الصحة‭ ‬العامة‭ ‬للأم‭ ‬وأطفالها‭ ‬وتجنب‭ ‬الإصابة‭ ‬بالأمراض‭ ‬التي‭ ‬من‭ ‬المحتمل‭ ‬الإصابة‭ ‬بها‭ ‬أثناء‭ ‬فترة‭ ‬الحمل‭ ‬والولادة،‭ ‬وبالإمكان‭ ‬تجنبها‭ ‬قبل‭ ‬حدوثها‭ ‬وبالتالي‭ ‬المحافظة‭ ‬على‭ ‬صحة‭ ‬الأم‭ ‬جراء‭ ‬الولادات‭ ‬المتتالية‭ ‬“ذي‭ ‬فوق‭ ‬ذي”‭ ‬بما‭ ‬يسرع‭ ‬عملية‭ ‬الشيخوخة‭ ‬للأم،‭ ‬ويجنب‭ ‬تعرض‭ ‬النساء‭ ‬الحوامل‭ ‬لعملية‭ ‬الإجهاض،‭ ‬مع‭ ‬هذا‭ ‬هناك‭ ‬عملية‭ ‬تحكم‭ ‬في‭ ‬كيفية‭ ‬الاهتمام‭ ‬والرعاية‭ ‬والعناية‭ ‬الصحية‭ ‬والتربوية‭ ‬والتعليمية‭ ‬للأبناء،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬الضغط‭ ‬العالي‭ ‬على‭ ‬موازنة‭ ‬ومصاريف‭ ‬الأسرة‭ ‬متوسطة‭ ‬الدخل‭ ‬والأخرى‭ ‬منخفضة‭ ‬الدخل،‭ ‬وحصول‭ ‬الأبناء‭ ‬على‭ ‬احتياجاتهم‭ ‬المعيشية‭ ‬والحياتية‭ ‬الضرورية‭ ‬بالصورة‭ ‬المطلوبة،‭ ‬ونذكر‭ ‬بأنه‭ ‬تنتج‭ ‬عن‭ ‬كثرة‭ ‬الإنجاب‭ ‬مشاكل‭ ‬كبيرة‭ ‬تنشأ‭ ‬بين‭ ‬الزوجين‭ ‬وأروقة‭ ‬المحاكم‭ ‬الشرعية‭ ‬شاهدة‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬“لو‭ ‬تنهز‭ ‬جان‭ ‬انبطت‭ ‬من‭ ‬كثر‭ ‬ما‭ ‬تنظر‭ ‬في‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬القضايا”‭.‬

الذي‭ ‬نريده‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬يصل‭ ‬طرحنا‭ ‬هذا‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬شعرنا‭ ‬بأن‭ ‬“الشاخص‭ ‬وصل‭ ‬العظم”،‭ ‬وأن‭ ‬يتحرك‭ ‬المسؤولون‭ ‬في‭ ‬البلاد‭ ‬لمعالجة‭ ‬إشكالية‭ ‬التضخم‭ ‬البشري‭ ‬وازدياد‭ ‬الكثافة‭ ‬السكانية‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يتفاقم‭ ‬هذا‭ ‬الملف‭ ‬الحساس‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬القليلة‭ ‬المقبلة،‭ ‬وحتما‭ ‬سيكون‭ ‬له‭ ‬تأثير‭ ‬ضار‭ ‬وسلبي‭ ‬ومباشر‭ ‬على‭ ‬الخدمات‭ ‬الصحية‭ ‬والتعليمية‭ ‬والإسكانية‭ ‬وفرص‭ ‬العمل‭... ‬وعساكم‭ ‬عالقوة‭.‬