ضحايا العدوان من الأطفال

| عبدعلي الغسرة

تشتعل‭ ‬الحروب‭ ‬ويكون‭ ‬ضحاياها‭ ‬الصغار‭ ‬الأبرياء‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬ذنب،‭ ‬هذه‭ ‬الحروب‭ ‬التي‭ ‬تقوم‭ ‬للوصول‭ ‬إلى‭ ‬كرسي‭ ‬السِلطة،‭ ‬فالأطفال‭ ‬لا‭ ‬يحتاجون‭ ‬فقط‭ ‬إلى‭ ‬الطعام‭ ‬والملابس‭ ‬والتعليم‭ ‬والصحة،‭ ‬يحتاجون‭ ‬إلى‭ ‬بيئة‭ ‬يظللها‭ ‬السلام‭ ‬والحماية‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬الأوقات‭ ‬في‭ ‬الحرب‭ ‬والسِلم،‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬الشِدة‭ ‬والرخاء،‭ ‬سواء‭ ‬كانوا‭ ‬في‭ ‬الوطن‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬الملاجئ،‭ ‬تحت‭ ‬سلطة‭ ‬بلادهم‭ ‬أو‭ ‬تحت‭ ‬الاحتلال‭. ‬وتحقيقًا‭ ‬لهذه‭ ‬الحماية‭ ‬وتوفيرها‭ ‬أعلنت‭ ‬الجمعية‭ ‬العامة‭ ‬للأمم‭ ‬يوم‭ ‬4‭ ‬يونيو‭ ‬يومًا‭ ‬دوليًا‭ ‬لضحايا‭ ‬العدوان‭ ‬من‭ ‬الأطفال،‭ ‬وحظرت‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬استخدامهم‭ ‬وتجنيدهم‭ ‬في‭ ‬الحروب،‭ ‬ومنعت‭ ‬حرمانهم‭ ‬من‭ ‬المساعدات‭ ‬الإنسانية،‭ ‬وتهدف‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬الاعتراف‭ ‬بمعاناة‭ ‬الأطفال‭.‬

وأثمر‭ ‬التعاون‭ ‬الدولي‭ ‬إطلاق‭ ‬سراح‭ ‬الآلاف‭ ‬من‭ ‬الأطفال‭ ‬من‭ ‬براثن‭ ‬الجماعات‭ ‬المُسلحة،‭ ‬ومازال‭ ‬الكثير‭ ‬منهم‭ ‬يتعرضون‭ ‬للتجنيد‭ ‬والاستغلال‭ ‬والعُنف‭ ‬وإهمالهم‭ ‬تعليميًا‭ ‬وصحيًا‭ ‬في‭ ‬المناطق‭ ‬التي‭ ‬تنتشر‭ ‬فيها‭ ‬الصراعات‭ ‬المُسلحة‭ ‬كما‭ ‬هو‭ ‬حاصل‭ ‬في‭ ‬اليمن‭ ‬وسوريا‭ ‬وليبيا‭ ‬وغزة‭ ‬وبعض‭ ‬المناطق‭ ‬من‭ ‬أفريقيا‭ ‬والروهينغا،‭ ‬حيث‭ ‬تتعرض‭ ‬مراكز‭ ‬التعليم‭ ‬والعلاج‭ ‬والمنازل‭ ‬للاعتداء‭ ‬المُسلح‭ ‬فيحرمون‭ ‬من‭ ‬التعليم‭ ‬والعلاج‭ ‬والرعاية‭ ‬فيصبحون‭ ‬حينها‭ ‬عُمالًا‭ ‬سخرة‭ ‬أو‭ ‬مُشردين‭ ‬داخليًا‭ ‬أو‭ ‬لاجئين‭ ‬في‭ ‬الخارج‭.‬

وتبذل‭ ‬الفرق‭ ‬المساعدة‭ ‬للونسيف‭ ‬جهودًا‭ ‬استثنائية‭ ‬لحماية‭ ‬الأطفال‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬الأرقام‭ ‬التي‭ ‬تعلنها‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬عن‭ ‬حالات‭ ‬حرمان‭ ‬الأطفال‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬أشكال‭ ‬الرعاية‭ ‬كثيرة‭ ‬وتتزايد‭ ‬كُلما‭ ‬اشتدت‭ ‬النزاعات‭ ‬المُسلحة‭ ‬بين‭ ‬الجماعات‭ ‬التي‭ ‬يجب‭ ‬عليها‭ ‬أن‭ ‬تحمي‭ ‬الأطفال‭ ‬وتبعدهم‭ ‬عن‭ ‬أماكن‭ ‬القتال‭ ‬وتوفر‭ ‬لهم‭ ‬ما‭ ‬يحتاجونه‭ ‬من‭ ‬الرعاية‭ ‬الصحية‭ ‬والغذائية‭ ‬والتعليمية‭ ‬والسكنية‭. ‬إن‭ ‬حماية‭ ‬الأطفال‭ ‬واجب‭ ‬مُقدس‭ ‬على‭ ‬الدول‭ ‬والأفراد‭ ‬والمنظمات،‭ ‬فالأطفال‭ ‬غرس‭ ‬الوطن‭ ‬وحصاده‭ ‬في‭ ‬الغد،‭ ‬لنمنحهم‭ ‬حياة‭ ‬أفضل‭ ‬ونقدم‭ ‬لهم‭ ‬التعليم‭ ‬الأحسن‭ ‬والعلاج‭ ‬الشافي‭ ‬والترفيه‭ ‬الهادف‭ ‬ليصبحوا‭ ‬مؤهلين‭ ‬لخدمة‭ ‬بلادهم‭. ‬

إن‭ ‬الأمة‭ ‬التي‭ ‬تعتني‭ ‬بأطفالها‭ ‬تكون‭ ‬أمة‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬البناء‭ ‬والنماء،‭ ‬والأمة‭ ‬التي‭ ‬تحرق‭ ‬أطفالها‭ ‬في‭ ‬أتون‭ ‬الحروب‭ ‬وتهمِلهُم‭ ‬أمة‭ ‬تحرق‭ ‬نفسها‭ ‬وتعيش‭ ‬خرابًا‭ ‬أبدا‭.‬