زبدة القول

يتقمص دور الناصح الأمين!

| د. بثينة خليفة قاسم

كل‭ ‬صاحب‭ ‬فكر‭ ‬أو‭ ‬موقف‭ ‬يرى‭ ‬أنه‭ ‬على‭ ‬حق‭ ‬وأن‭ ‬ما‭ ‬يراه‭ ‬ويقوله‭ ‬الحق‭ ‬والعدل‭ ‬الذي‭ ‬يؤدي‭ ‬لصلاح‭ ‬الكون،‭ ‬وهذا‭ ‬ليس‭ ‬جديدا،‭ ‬فالكثير‭ ‬من‭ ‬أهل‭ ‬الباطل‭ ‬اتهموا‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬أهل‭ ‬الحق‭ ‬بالضلال‭ ‬المبين،‭ ‬ولنتذكر‭ ‬فرعون‭ ‬الذي‭ ‬قال‭ ‬ذروني‭ ‬أقتل‭ ‬موسى‭ ‬وليدعو‭ ‬ربه،‭ ‬إني‭ ‬أخاف‭ ‬أن‭ ‬يبدل‭ ‬دينكم‭ ‬أو‭ ‬أن‭ ‬يظهر‭ ‬في‭ ‬الأرض‭ ‬الفساد،‭ ‬فرعون‭ ‬إذا‭ ‬يريد‭ ‬أن‭ ‬يحمي‭ ‬الإنسانية‭ ‬من‭ ‬خطر‭ ‬موسى‭ ‬والفساد‭ ‬الذي‭ ‬سينشره‭ ‬في‭ ‬الأرض‭.‬

تذكرت‭ ‬هذا‭ ‬الموقف‭ ‬عندما‭ ‬قرأت‭ ‬رسالة‭ ‬ياسين‭ ‬أقطاي‭ ‬مستشار‭ ‬الرئيس‭ ‬التركي‭ ‬الذي‭ ‬تقمص‭ ‬دور‭ ‬الناصح‭ ‬الأمين‭ ‬لخادم‭ ‬الحرمين‭ ‬الشريفين‭ ‬الملك‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬عبدالعزيز‭ ‬آل‭ ‬سعود،‭ ‬هذا‭ ‬الأقطاي‭ ‬يتدخل‭ ‬في‭ ‬أحكام‭ ‬القضاء‭ ‬السعودي‭ ‬لصالح‭ ‬بعض‭ ‬المحكوم‭ ‬عليهم‭ ‬من‭ ‬أتباع‭ ‬حزبه،‭ ‬والذين‭ ‬أدينوا‭ ‬في‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬بتهم‭ ‬تتصل‭ ‬بالإرهاب‭ ‬ويوجه‭ ‬النصائح‭ ‬لخادم‭ ‬الحرمين‭ ‬الشريفين‭ ‬مطالبا‭ ‬بالعفو‭ ‬عن‭ ‬هؤلاء‭ ‬المدانين‭ ‬وإلا‭ ‬سيأتي‭ ‬شر‭ ‬عظيم‭ ‬حسب‭ ‬رؤية‭ ‬هذا‭ ‬الأقطاي‭!‬

وبغض‭ ‬النظر‭ ‬عن‭ ‬كون‭ ‬ما‭ ‬جرى‭ ‬حكما‭ ‬قضائيا‭ ‬سعوديا‭ ‬لا‭ ‬يجوز‭ ‬له‭ ‬أو‭ ‬لغيره‭ ‬التدخل‭ ‬فيه،‭ ‬فهل‭ ‬هو‭ ‬أهل‭ ‬لتقديم‭ ‬النصائح‭ ‬في‭ ‬أمور‭ ‬تتصل‭ ‬بحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬لأية‭ ‬دولة‭ ‬في‭ ‬العالم؟‭ ‬هل‭ ‬يجوز‭ ‬أن‭ ‬يقوم‭ ‬بدور‭ ‬الواعظ‭ ‬لأية‭ ‬دولة‭ ‬من‭ ‬الدول؟‭ ‬هل‭ ‬يجوز‭ ‬لمن‭ ‬يدعم‭ ‬الجماعات‭ ‬الإرهابية‭ ‬بالمال‭ ‬والسلاح‭ ‬لتمارس‭ ‬الدمار‭ ‬والخراب‭ ‬في‭ ‬بلاد‭ ‬المسلمين‭ ‬وتمارس‭ ‬القتل‭ ‬أن‭ ‬يعطي‭ ‬دروسا‭ ‬لغيره؟‭ ‬كم‭ ‬مسلما‭ ‬قتل‭ ‬في‭ ‬ليبيا‭ ‬وسوريا‭ ‬والعراق‭ ‬ومصر‭ ‬على‭ ‬أيدي‭ ‬الجماعات‭ ‬الإرهابية‭ ‬المجرمة‭ ‬التي‭ ‬تنال‭ ‬التأييد‭ ‬والدعم‭ ‬والإيواء‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬ذلك‭ ‬الحزب؟

إن‭ ‬الرسالة‭ ‬التي‭ ‬نشرت‭ ‬ووجهت‭ ‬للمملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬هي‭ ‬رسالة‭ ‬باطل‭ ‬يراد‭ ‬بها‭ ‬باطل،‭ ‬لأن‭ ‬الهدف‭ ‬منها‭ ‬التحريض‭ ‬ضد‭ ‬السعودية‭.‬