عـيدكم مبـارك

| عبدعلي الغسرة

يأتي‭ ‬عيد‭ ‬الفطر‭ ‬السعيد‭ ‬ليفتح‭ ‬معه‭ ‬الأبواب،‭ ‬أبواب‭ ‬اللقاء‭ ‬مع‭ ‬الأهل‭ ‬والأصدقاء،‭ ‬فالعيد‭ ‬مناسبة‭ ‬جليلة‭ ‬تسعد‭ ‬القلوب‭ ‬وتبهج‭ ‬النفوس،‭ ‬ويلتقي‭ ‬القريب‭ ‬بالبعيد‭ ‬ويتبادل‭ ‬الجميع‭ ‬التهاني‭ ‬وأجمل‭ ‬الأماني‭ ‬في‭ ‬المجالس‭ ‬والمساجد‭ ‬أو‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭.‬

‭ ‬العيد‭ ‬مناسبة‭ ‬ذات‭ ‬رسائل‭ ‬كثيرة‭ ‬للإنسان‭. ‬الرسالة‭ ‬الأولى‭ ‬للعيد،‭ ‬أن‭ ‬العيد‭ ‬يحمل‭ ‬طابع‭ ‬الفرح‭ ‬والبهجة‭ ‬والسعادة‭ ‬للكبار‭ ‬والصغار،‭ ‬ومن‭ ‬مقومات‭ ‬السعادة‭ ‬المجتمعية‭ ‬أن‭ ‬يحتفل‭ ‬الناس‭ ‬بالعيد‭ ‬بما‭ ‬يحقق‭ ‬أهدافه‭ ‬وغاياته،‭ ‬فللعيد‭ ‬مكانته‭ ‬وقدسيته‭ ‬وبهجته‭ ‬وتتجلى‭ ‬فيه‭ ‬معاني‭ ‬الكرامة‭ ‬والرفعة‭ ‬الإنسانية،‭ ‬والرسالة‭ ‬الثانية‭ ‬صلة‭ ‬القربى‭ ‬والأهل‭ ‬أولا‭ ‬والمعارف‭ ‬والأصدقاء‭ ‬ثانيًا،‭ ‬بما‭ ‬يحقق‭ ‬التآلف‭ ‬والتواد‭ ‬بين‭ ‬الناس‭ ‬ونشر‭ ‬السعادة‭ ‬بين‭ ‬أفراد‭ ‬المجتمع،‭ ‬والرسالة‭ ‬الثالثة،‭ ‬العيد‭ ‬دعوة‭ ‬لتفقد‭ ‬الأسر‭ ‬الفقيرة‭ ‬والمحتاجة،‭ ‬ما‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬تحقيق‭ ‬التكافل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬وجمع‭ ‬صف‭ ‬المجتمع‭ ‬وتماسكه‭ ‬وقوته،‭ ‬وفيه‭ ‬تقوية‭ ‬لعزيمة‭ ‬الأمم‭ ‬وتجديد‭ ‬روحها‭ ‬لتواصل‭ ‬دربها‭ ‬نحو‭ ‬الخير‭ ‬في‭ ‬تذكر‭ ‬الفقراء‭ ‬والمحتاجين‭ ‬وتقديم‭ ‬يد‭ ‬المساعدة‭ ‬لهم‭.‬

الرسالة‭ ‬الرابعة‭ ‬للعيد،‭ ‬سكون‭ ‬النفس‭ ‬وفرحها،‭ ‬فالترفيه‭ ‬والفرح‭ ‬من‭ ‬الحاجات‭ ‬الأساسية‭ ‬للإنسان،‭ ‬وفرح‭ ‬الإنسان‭ ‬في‭ ‬العيد‭ ‬بإنجاز‭ ‬فريضة‭ ‬الصيام‭ ‬بعد‭ ‬تأديتها‭ ‬إيمانًا‭ ‬واحتسابًا،‭ ‬وفرح‭ ‬المناسبة‭ ‬حيث‭ ‬يُلبس‭ ‬اللباس‭ ‬الجديد‭ ‬وتناول‭ ‬الطعام‭ ‬المُعد‭ ‬لهذه‭ ‬المناسبة‭ ‬وإعطاء‭ ‬العيدية‭ ‬للأطفال‭ ‬التي‭ ‬تزيدهم‭ ‬فرحا‭ ‬في‭ ‬العيد‭.‬

الرسالة‭ ‬الخامسة‭ ‬أن‭ ‬العيد‭ ‬مدرسة‭ ‬تربوية‭ ‬ومالية‭ ‬ودينية‭ ‬واجتماعية‭ ‬علينا‭ ‬استغلالها‭ ‬إيجابيا‭ ‬والاستفادة‭ ‬منها‭ ‬جميعا،‭ ‬فالله‭ ‬سبحانه‭ ‬وتعالى‭ ‬شرع‭ ‬العيد‭ ‬لحكم‭ ‬جليلة‭ ‬سامية‭ ‬أهمها‭ ‬تساوي‭ ‬الغني‭ ‬والفقير‭ ‬في‭ ‬العبادة‭ ‬ومحبته،‭ ‬وانتصارًا‭ ‬لبواعث‭ ‬الرجاء‭ ‬ودفنا‭ ‬لحالات‭ ‬اليأس،‭ ‬وأن‭ ‬العيد‭ ‬يوم‭ ‬من‭ ‬الزمن‭ ‬ينهي‭ ‬الإنسان‭ ‬فيه‭ ‬همومه‭ ‬ويستجمع‭ ‬قواه‭ ‬ليعيش‭ ‬ما‭ ‬تبقى‭ ‬من‭ ‬حياته‭ ‬آملا‭ ‬لنفسه‭ ‬وغيره‭ ‬الخير‭ ‬والعزة‭ ‬والكرامة،‭ ‬وقبل‭ ‬أن‭ ‬يقبل‭ ‬المُسلم‭ ‬على‭ ‬العيد‭ ‬عليه‭ ‬أن‭ ‬يخرج‭ ‬عنه‭ ‬وعن‭ ‬مَن‭ ‬يكون‭ ‬تحت‭ ‬مسؤوليته‭ ‬الزكاة‭ ‬إيمانا‭ ‬بأن‭ ‬ما‭ ‬لديه‭ ‬من‭ ‬المال‭ ‬هو‭ ‬لله‭ ‬سبحانه‭ ‬وتعالى‭ ‬وأن‭ ‬للفقير‭ ‬والمحتاج‭ ‬جزءا‭.‬

وبهذه‭ ‬المناسبة‭ ‬الجليلة‭ ‬نرفع‭ ‬أسمى‭ ‬التهاني‭ ‬والأماني‭ ‬لقيادتنا‭ ‬السياسية‭ ‬الرشيدة‭ ‬وإلى‭ ‬الشعب‭ ‬البحريني‭ ‬وأبناء‭ ‬الأمة‭ ‬العربية‭ ‬والإسلامية‭.‬‭ ‬وكل‭ ‬عام‭ ‬وجميعنا‭ ‬بخير‭.‬