فجر جديد

ليسوا مرضى بل “شواذ”

| إبراهيم النهام

في‭ ‬جولة‭ ‬عائلية‭ ‬قضيتها‭ ‬مع‭ ‬أفراد‭ ‬عائلتي‭ ‬بعدد‭ ‬من‭ ‬المجمعات‭ ‬التجارية‭ ‬أمس،‭ ‬فوجئت‭ ‬بعدد‭ ‬ليس‭ ‬بالقليل،‭ ‬من‭ ‬“الشواذ”‭ ‬و‭ ‬“البويات”‭ ‬وهم‭ ‬يتمخطرون”‭ ‬أمام‭ ‬الجميع،‭ ‬وكأن‭ ‬الأمر‭ ‬عادي‭ ‬ومن‭ ‬البديهيات‭.‬

وكان‭ ‬هؤلاء‭ ‬المستنكرون،‭ ‬قد‭ ‬تواروا‭ ‬الأنظار‭ - ‬مضطرين‭ ‬وليس‭ ‬برضاهم‭ - ‬طيلة‭ ‬شهر‭ ‬الله‭ ‬الفضيل،‭ ‬ليطفحوا‭ ‬إلى‭ ‬السطح‭ ‬مجددا،‭ ‬بعد‭ ‬انقضاءه‭ ‬مباشرة،‭ ‬بلهفة‭ ‬وإجهار‭ ‬بالغين‭.‬

وتشكل‭ ‬هذه‭ ‬الفئة‭ ‬بكل‭ ‬أصنافها‭ ‬وأنواعها،‭ ‬تحديا‭ ‬حقيقيا‭ ‬أمام‭ ‬المجتمع‭ ‬والدولة،‭ ‬لوقف‭ ‬هذا‭ ‬العبث،‭ ‬والخزعبلات،‭ ‬التي‭ ‬يفسرها‭ ‬البعض‭ ‬بالمرض،‭ ‬وهو‭ ‬العذر‭ ‬الأقبح‭ ‬من‭ ‬ذنب،‭ ‬الذي‭ ‬أفشل‭ ‬مساعي‭ ‬النواب‭ ‬في‭ ‬الدور‭ ‬الماضي،‭ ‬لتجريم‭ ‬التشبه‭ ‬بالجنس‭ ‬الآخر‭.‬

إن‭ ‬الإضرار‭ ‬بالأمن‭ ‬والسلم‭ ‬الأهليين،‭ ‬لا‭ ‬يرتبط‭ ‬بالضرورة‭ ‬بقنبلة‭ ‬“مولوتوف”‭ ‬تقذف،‭ ‬أو‭ ‬خطبة‭ ‬تحريضية‭ ‬تلقى،‭ ‬أو‭ ‬دعوة‭ ‬للخروج‭ ‬على‭ ‬النظام‭ ‬العام،‭ ‬بقدر‭ ‬ما‭ ‬ترتبط‭ ‬بمحاولات‭ ‬ضرب‭ ‬قيم‭ ‬المجتمع،‭ ‬وجوهر‭ ‬أخلاقياته‭.‬

كل‭ ‬رجالات‭ ‬البلد،‭ ‬وأخيارها،‭ ‬ومثقفيها،‭ ‬وساستها،‭ ‬ورجال‭ ‬دينها،‭ ‬مدعوون‭ ‬لأن‭ ‬يسجلوا‭ ‬موقفهم‭ ‬الحق‭ ‬أمام‭ ‬الله‭ ‬عز‭ ‬وجل،‭ ‬ثم‭ ‬الوطن‭ ‬والمجتمع،‭ ‬لوقف‭ ‬هذا‭ ‬المد‭ ‬والاختراق‭ ‬الخطير،‭ ‬الذي‭ ‬ستصل‭ ‬نيرانه‭ ‬إلى‭ ‬كل‭ ‬بيت،‭ ‬واسره،‭ ‬وبيئة‭ ‬عمل،‭ ‬ما‭ ‬لم‭ ‬يحسم‭ ‬جذريا‭ ‬من‭ ‬البدايات،‭ ‬وأعني‭ ‬الآن‭.‬