ما وراء الحقيقة

الشعوبيون الجدد... ترانيم إبليس

| د. طارق آل شيخان الشمري

عندما‭ ‬نزغ‭ ‬إبليس‭ ‬عليه‭ ‬اللعنة‭ ‬المقبور‭ ‬الخميني،‭ ‬وأغراه‭ ‬بأنه‭ ‬سيصبح‭ ‬زعيم‭ ‬الأمة‭ ‬الإسلامية،‭ ‬وأنه‭ ‬سيأتي‭ ‬بمذهب‭ ‬جديد‭ ‬ينافس‭ ‬فيه‭ ‬المذهب‭ ‬الشيعي‭ ‬والسني،‭ ‬وأن‭ ‬كل‭ ‬المسلمين‭ ‬سيتبعون‭ ‬هذا‭ ‬المذهب،‭ ‬كانت‭ ‬وصية‭ ‬ابليس‭ ‬له‭ ‬أن‭ ‬ابدأ‭ ‬أولا‭ ‬بالسيطرة‭ ‬على‭ ‬عقول‭ ‬العرب‭ ‬من‭ ‬شيعتهم‭ ‬وسنتهم،‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬ستأتيك‭ ‬كل‭ ‬أعراق‭ ‬المسلمين‭ ‬طوعا‭ ‬وكرها،‭ ‬وتحقق‭ ‬النبوءة‭ ‬بأنك‭ ‬الولي‭ ‬الفقيه‭ ‬على‭ ‬الأمة‭.‬

وتعهد‭ ‬إبليس‭ ‬بإنجاح‭ ‬هذا‭ ‬المخطط‭ ‬عبر‭ ‬وسوسته‭ ‬للدول‭ ‬الغربية‭ ‬بأنني‭ ‬لكم‭ ‬من‭ ‬الناصحين،‭ ‬ألا‭ ‬فادعموا‭ ‬الخميني‭ ‬وثورته‭ ‬ليكون‭ ‬سيفا‭ ‬مسلطا‭ ‬على‭ ‬الأمة‭ ‬العربية‭ ‬المسلمة،‭ ‬ويعيث‭ ‬بأرضهم‭ ‬الطائفية‭ ‬والفرقة‭ ‬وينشغلوا‭ ‬بمحاربته‭ ‬ومواجهته،‭ ‬وتستطيعون‭ ‬ابتزاز‭ ‬هذه‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬المسلمة،‭ ‬وبالتالي‭ ‬سيعم‭ ‬التشرذم‭ ‬وتنتشر‭ ‬الفوضى‭ ‬وتتصارع‭ ‬الأنظمة‭ ‬العربية‭ ‬فيما‭ ‬بينها،‭ ‬وتضيع‭ ‬الهوية‭ ‬العربية‭ ‬المسلمة‭ ‬لهذا‭ ‬الشعب،‭ ‬وبالنهاية‭ ‬ستصبح‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬في‭ ‬خبر‭ ‬كان،‭ ‬وستستطيعون‭ ‬ضم‭ ‬الجولان‭ ‬والقدس‭ ‬الشرقية‭ ‬لإسرائيل‭ ‬ولن‭ ‬يفرح‭ ‬الفلسطينيون‭ ‬حتى‭ ‬بحل‭ ‬الدولتين‭ ‬لانشغال‭ ‬العرب‭ ‬المسلمين‭ ‬بمواجهة‭ ‬الحوثي‭ ‬والحشد‭ ‬وحزب‭ ‬الله‭ ‬من‭ ‬جهة،‭ ‬وقطر‭ ‬والإخوان‭ ‬من‭ ‬جهة‭ ‬أخرى‭.‬

كما‭ ‬وسوس‭ ‬إبليس‭ ‬لمؤسس‭ ‬حماس‭ ‬أن‭ ‬ابدأ‭ ‬بتحقيق‭ ‬حلمك‭ ‬وحلم‭ ‬حسن‭ ‬البنا،‭ ‬بتأسيس‭ ‬أول‭ ‬دولة‭ ‬إخوانية‭ ‬بالعالم‭ ‬الإسلامي‭ ‬قاطبة،‭ ‬وانتزع‭ ‬النضال‭ ‬الفلسطيني‭ ‬من‭ ‬منظمة‭ ‬فتح‭ ‬حتى‭ ‬تكون‭ ‬مقاومة‭ ‬إسرائيل‭ ‬العباءة‭ ‬التي‭ ‬تحمي‭ ‬دولتك،‭ ‬وستتلقى‭ ‬الدعم‭ ‬والمساندة‭ ‬من‭ ‬أناس‭ ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬من‭ ‬هو‭ ‬أطهر‭ ‬منهم‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الكون،‭ ‬وهم‭ ‬الخميني‭ ‬وخامنئي‭ ‬وقطر‭ ‬والطوراني‭ ‬صاحب‭ ‬حلم‭ ‬عودة‭ ‬الامبراطورية‭ ‬العثمانية‭ ‬لكي‭ ‬يستعبد‭ ‬العرب‭ ‬المسلمين‭.‬

ولم‭ ‬يكتف‭ ‬إبليس‭ ‬بهذا‭ ‬الأمر،‭ ‬فقد‭ ‬وسوس‭ ‬لمرشد‭ ‬إخوان‭ ‬مصر،‭ ‬أن‭ ‬الوقت‭ ‬حان‭ ‬لبناء‭ ‬امبراطورية‭ ‬الإخوان‭ ‬بإلحاق‭ ‬هذه‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬الإسلامية‭ ‬إلى‭ ‬ملك‭ ‬حفيد‭ ‬العثمانيين،‭ ‬وتقديم‭ ‬نساء‭ ‬ورجال‭ ‬وقبائل‭ ‬وشيوخ‭ ‬العرب‭ ‬المسلمين‭ ‬قربانا‭ ‬لزعيم‭ ‬وسلطان‭ ‬هذه‭ ‬الأمة‭ ‬حفيد‭ ‬العثمانيين،‭ ‬وتقديم‭ ‬الولاء‭ ‬والسمع‭ ‬والطاعة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬كبار‭ ‬الإخوان،‭ ‬وتقبيلهم‭ ‬أقدام‭ ‬هذا‭ ‬الزعيم‭ ‬العثماني‭ ‬لكي‭ ‬يرضى‭ ‬عنهم،‭ ‬وسيفتح‭ ‬بلاده‭ ‬لزعمائكم‭ ‬لتبثوا‭ ‬منها‭ ‬حملاتكم‭ ‬وهجماتكم‭ ‬الإعلامية‭ ‬ضد‭ ‬مصر‭ ‬والسعودية‭ ‬والإمارات‭ ‬خصوصا‭.‬

لكن‭ ‬إبليس‭ ‬فشل‭ ‬لأن‭ ‬تحالف‭ ‬الشرف‭ ‬والكبرياء‭ ‬والعزة‭ ‬العربية‭ ‬الإسلامية‭ ‬مصر‭ ‬والسعودية‭ ‬والإمارات،‭ ‬أفشل‭ ‬وتصدى‭ ‬وأنهى‭ ‬تحالف‭ ‬الخيانة‭ ‬والغدر‭ ‬الشعوبي‭ ‬“الإخوان‭ ‬ولقطاء‭ ‬العرق‭ ‬الذين‭ ‬يسمون‭ ‬أنفسهم‭ ‬الفرس،‭ ‬والقوقازيون‭ ‬الوثنيون‭ ‬الذين‭ ‬يسمون‭ ‬أنفسهم‭ ‬أحفاد‭ ‬العثمانيين”‭. ‬وسترى‭ ‬يا‭ ‬إبليس‭ ‬ماذا‭ ‬سيفعل‭ ‬هذا‭ ‬التحالف‭ ‬الثلاثي‭ ‬بمن‭ ‬طعننا‭ ‬من‭ ‬الخلف‭ ‬من‭ ‬العرب‭. ‬وللحيث‭ ‬بقية‭.‬