زبدة القول

ومازلنا نبحث مسألة إرضاع الكبير!

| د. بثينة خليفة قاسم

ما‭ ‬هذا‭ ‬بحق‭ ‬السماء‭ ‬أيها‭ ‬السادة؟‭ ‬الأرض‭ ‬تهتز‭ ‬تحت‭ ‬أرجلنا‭ ‬والمنطقة‭ ‬تنتظر‭ ‬جحيما‭ ‬لا‭ ‬يعرف‭ ‬مداه‭ ‬إلا‭ ‬الله،‭ ‬والصواريخ‭ ‬توجه‭ ‬إلى‭ ‬أكثر‭ ‬الأماكن‭ ‬قداسة‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬الصواريخ‭ ‬توجه‭ ‬إلى‭ ‬مكة‭ ‬المكرمة،‭ ‬وإسرائيل‭ ‬تستعد‭ ‬لتصفية‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬وحرب‭ ‬الوجود‭ ‬تدور‭ ‬بين‭ ‬غالبية‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬وبين‭ ‬الإرهاب،‭ ‬ووسط‭ ‬كل‭ ‬هذا‭ ‬البلاء‭ ‬يطلع‭ ‬علينا‭ ‬من‭ ‬يبحث‭ ‬في‭ ‬قضية‭ ‬إرضاع‭ ‬الكبير‭! ‬ألا‭ ‬يدعو‭ ‬هذا‭ ‬إلى‭ ‬اليأس‭ ‬والإحباط؟‭ ‬

كنت‭ ‬أحسب‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬القضية‭ ‬نسيت‭ ‬وسط‭ ‬الهموم‭ ‬الكبيرة‭ ‬التي‭ ‬تعيشها‭ ‬الأمة‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬أخذ‭ ‬المتنطعون‭ ‬وقتا‭ ‬طويلا‭ ‬في‭ ‬بحثها‭ ‬منذ‭ ‬سنوات،‭ ‬لكنني‭ ‬فوجئت‭ ‬بعودتها‭ ‬إلى‭ ‬السطح‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬وأفرد‭ ‬لها‭ ‬الكثيرون‭ ‬مساحات‭ ‬في‭ ‬أحاديثهم‭ ‬ومنشوراتهم‭ ‬على‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭! ‬يا‭ ‬لها‭ ‬من‭ ‬خيبة‭ ‬أمل‭ ‬كبيرة‭ ‬أن‭ ‬نرى‭ ‬بعض‭ ‬المشايخ‭ ‬يسقطون‭ ‬في‭ ‬الفخ‭ ‬ويبحثون‭ ‬قضية‭ ‬لا‭ ‬جدوى‭ ‬من‭ ‬ورائها‭ ‬ويمعنون‭ ‬في‭ ‬التفاصيل‭ ‬بشكل‭ ‬يدعو‭ ‬إلى‭ ‬التهكم‭!‬

أي‭ ‬نفع‭ ‬سيعود‭ ‬على‭ ‬أمة‭ ‬حالها‭ ‬كما‭ ‬نرى‭ ‬من‭ ‬البحث‭ ‬في‭ ‬قضية‭ ‬إرضاع‭ ‬الكبير؟‭ ‬أي‭ ‬نفع‭ ‬سيعود‭ ‬على‭ ‬من‭ ‬يرضع‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬ترضع؟‭ ‬وما‭ ‬الذي‭ ‬سيعود‭ ‬على‭ ‬الدين‭ ‬أو‭ ‬الدنيا‭ ‬إذا‭ ‬ثبت‭ ‬أنها‭ ‬حلال‭ ‬أو‭ ‬حرام؟‭ ‬ففي‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬تخشى‭ ‬فيه‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬على‭ ‬أمنها‭ ‬من‭ ‬شركة‭ ‬هواوي‭ ‬الصينية‭ ‬وما‭ ‬وصلت‭ ‬إليه‭ ‬في‭ ‬تكنولوجيا‭ ‬الـ‭ ‬5g‭ ‬وتقوم‭ ‬بحظر‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬هذه‭ ‬الشركة‭ ‬خوفا‭ ‬من‭ ‬ممارسة‭ ‬التجسس‭ ‬عليها،‭ ‬نجد‭ ‬شيخنا‭ ‬الجليل‭ ‬يبحث‭ ‬كيفية‭ ‬الرضاعة‭ ‬ومدى‭ ‬حدوث‭ ‬إثارة‭ ‬الرجل‭ ‬عند‭ ‬رؤيته‭ ‬المرأة؟‭ ‬ونحن‭ ‬لا‭ ‬نملك‭ ‬سوى‭ ‬أن‭ ‬نقول‭ ‬لا‭ ‬حول‭ ‬ولا‭ ‬قوة‭ ‬إلا‭ ‬بالله‭ ‬العلي‭ ‬العظيم‭! ‬الأمة‭ ‬في‭ ‬كرب‭ ‬وهناك‭ ‬من‭ ‬يقوم‭ ‬عن‭ ‬عمد‭ ‬أو‭ ‬عن‭ ‬جهل‭ ‬بتسطيح‭ ‬وعي‭ ‬الناس‭ ‬وشغل‭ ‬عقولهم‭ ‬بتوافه‭ ‬الأمور‭ ‬والقضايا‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تقدم‭ ‬ولا‭ ‬تؤخر،‭ ‬والشيء‭ ‬المحزن‭ ‬أن‭ ‬أئمة‭ ‬مساجد‭ ‬كبيرة‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬عربية‭ ‬قاموا‭ ‬بدور‭ ‬في‭ ‬إثارة‭ ‬هذه‭ ‬القضية‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬قد‭ ‬انتهت‭ ‬منذ‭ ‬أعوام‭.‬