ستة على ستة

في إيران... ذكاء طفلة وغباء نظام

| عطا السيد الشعراوي

هللت‭ ‬بعض‭ ‬المواقع‭ ‬الإخبارية‭ ‬التابعة‭ ‬للدولة‭ ‬الإيرانية‭ ‬وأدواتها‭ ‬من‭ ‬حزب‭ ‬الله‭ ‬وغيره‭ ‬لخبر‭ ‬مفاده‭ ‬تفوق‭ ‬الفتاة‭ ‬الإيرانية‭ ‬“تارا‭ ‬شريفي”‭ ‬التي‭ ‬تبلغ‭ ‬من‭ ‬العمر‭ ‬11‭ ‬عاما‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬ذكاء‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬العالم‭ ‬الفيزيائي‭ ‬ألبرت‭ ‬آينشتاين‭ ‬والعالم‭ ‬ستيفن‭ ‬هوكينغ‭ ‬الذي‭ ‬يعد‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬علماء‭ ‬الفيزياء‭ ‬النظرية‭ ‬وعلم‭ ‬الكون،‭ ‬إذ‭ ‬حصلت‭ ‬شريفي‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬“العبقرية”‭ ‬في‭ ‬الاختبار‭ ‬الذي‭ ‬نظمته‭ ‬مؤسسة‭ ‬منسا‭ ‬لاختبار‭ ‬نسبة‭ ‬الذكاء‭ ‬في‭ ‬أوكسفورد،‭ ‬وهذه‭ ‬الجمعية‭ ‬أسسها‭ ‬المحاميان‭ ‬الإنجليزيان‭ ‬لانس‭ ‬وار‭ ‬ورونالد‭ ‬بيرل‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1946‭ ‬بإنجلترا،‭ ‬وتعتير‭ ‬أشهر‭ ‬وأقدم‭ ‬جمعية‭ ‬تضم‭ ‬الأفراد‭ ‬ذوي‭ ‬نسبة‭ ‬الذكاء‭ ‬المرتفعة،‭ ‬وتنتشر‭ ‬فروعها‭ ‬في‭ ‬80‭ ‬دولة‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬وتضم‭ ‬في‭ ‬عضويتها‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬100‭ ‬ألف‭ ‬شخص‭.‬

طبيعي‭ ‬أن‭ ‬تتلقف‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬المواقع‭ ‬الإخبارية‭ ‬هذه‭ ‬العينة‭ ‬من‭ ‬الأخبار‭ (‬بفرض‭ ‬صحتها‭) ‬كدليل‭ ‬على‭ ‬إنجازات‭ ‬ومظاهر‭ ‬تفوق‭ ‬ستحسب‭ ‬بالنهاية‭ ‬للدولة‭ ‬أي‭ ‬لإيران،‭ ‬لكنها‭ ‬لا‭ ‬تدرك‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الأخبار‭ ‬تؤكد‭ ‬للجميع‭ ‬مدى‭ ‬فداحة‭ ‬الجرائم‭ ‬التي‭ ‬يرتكبها‭ ‬النظام‭ ‬الإيراني‭ ‬وانتهاكاته‭ ‬بحق‭ ‬أبناء‭ ‬الشعب‭ ‬الإيراني‭ ‬وأن‭ ‬هذا‭ ‬الشعب‭ ‬يستحق‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬أفضل‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬النظام‭ ‬الذي‭ ‬يصر‭ ‬بغبائه‭ ‬على‭ ‬سحق‭ ‬هذا‭ ‬الشعب‭ ‬وإفقاره‭ ‬والقضاء‭ ‬على‭ ‬مواهبه‭ ‬ونوابغه‭ ‬بتبديد‭ ‬ثرواته‭ ‬وموارده‭ ‬في‭ ‬إرضاء‭ ‬نزواته‭ ‬وتحقيق‭ ‬مطامعه‭ ‬التوسعية‭ ‬والإنفاق‭ ‬على‭ ‬تنظيماته‭ ‬وميلشياته‭ ‬الإرهابية‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مكان‭.‬

لقد‭ ‬تزامنت‭ ‬مع‭ ‬هذا‭ ‬الخبر‭ ‬الذي‭ ‬تراقصت‭ ‬له‭ ‬بعض‭ ‬المواقع‭ ‬الإخبارية‭ ‬“الإيرانية”‭ ‬طربًا‭ ‬تطورات‭ ‬وأخبار‭ ‬أخرى‭ ‬تجسد‭ ‬الغباء‭ ‬الإيراني،‭ ‬ومن‭ ‬بينها‭ ‬تعليق‭ ‬إيران‭ ‬بالأسف‭ ‬على‭ ‬البيان‭ ‬الختامي‭ ‬للقمة‭ ‬العربية‭ ‬الطارئة‭ ‬في‭ ‬مكة‭ ‬المكرمة‭ ‬والزعم‭ ‬بأنه‭ ‬لا‭ ‬أساس‭ ‬للاتهامات‭ ‬التي‭ ‬وجهت‭ ‬إليها‭ ‬رغم‭ ‬أن‭ ‬كل‭ ‬شبر‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬الآن‭ ‬يشهد‭ ‬على‭ ‬إرهاب‭ ‬إيران‭ ‬وينطق‭ ‬بتدخلاتها‭ ‬الخطيرة‭ ‬ويطلب‭ ‬النجدة‭ ‬وسرعة‭ ‬التحرك‭ ‬لمنع‭ ‬العواقب‭ ‬الكارثية‭ ‬لها‭ ‬وكان‭ ‬آخرها‭ ‬الهجمات‭ ‬الإجرامية‭ ‬ضد‭ ‬أربع‭ ‬ناقلات‭ ‬نفط‭ ‬قبالة‭ ‬سواحل‭ ‬الإمارات‭ ‬ومحطتين‭ ‬لضخ‭ ‬النفط‭ ‬في‭ ‬السعودية‭.‬

وصار‭ ‬الأتباع‭ ‬والوكلاء‭ ‬على‭ ‬ذات‭ ‬النهج‭ ‬الإيراني‭ ‬“الغبي”،‭ ‬إذ‭ ‬حذر‭ ‬أمين‭ ‬عام‭ ‬حزب‭ ‬الله‭ ‬الإرهابي‭ ‬المدعو‭ ‬حسن‭ ‬نصر‭ ‬الله‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬الحرب‭ ‬على‭ ‬إيران‭ ‬لن‭ ‬تتوقف‭ ‬عند‭ ‬حدود‭ ‬إيران،‭ ‬إنما‭ ‬ستشمل‭ ‬كل‭ ‬المنطقة‭ ‬في‭ ‬تجاهل‭ ‬أحمق‭ ‬للمتسبب‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الوضع‭ ‬الذي‭ ‬يحذر‭ ‬منه‭.‬