سوالف

حسابات تخرج بمنظر الورد وهي تخفي الشوك

| أسامة الماجد

ترجع‭ ‬جذور‭ ‬أية‭ ‬ظاهرة‭ ‬مسيئة‭ ‬للوطن‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬الافتراضي‭ ‬إلى‭ ‬الحسابات‭ ‬الكاذبة‭ ‬المسيئة‭ ‬والمثيرة‭ ‬للفتنة‭ ‬وذات‭ ‬الضياع‭ ‬الكلي‭ ‬في‭ ‬السلوك‭ ‬والأخلاق،‭ ‬والتركيبات‭ ‬الفصامية‭ ‬في‭ ‬الشخصية‭ ‬والأمراض‭ ‬النفسية،‭ ‬لهذا‭ ‬“شددت‭ ‬وزارة‭ ‬الداخلية‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬إلغاء‭ ‬متابعة‭ ‬الحسابات‭ ‬المسيئة‭ ‬إلى‭ ‬الأمن‭ ‬الاجتماعي‭ ‬البحريني‭ ‬والمثيرة‭ ‬للفتنة‭ ‬وعدم‭ ‬التعامل‭ ‬معها،‭ ‬إذ‭ ‬تتخذ‭ ‬الإدارة‭ ‬الإجراءات‭ ‬القانونية‭ ‬ضد‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬يُروج‭ ‬لها،‭ ‬كما‭ ‬تؤكد‭ ‬أن‭ ‬متابعة‭ ‬هذه‭ ‬الحسابات‭ ‬المثيرة‭ ‬للفتنة‭ ‬وإعادة‭ ‬بث‭ ‬ما‭ ‬تنشره‭ ‬تعرّضان‭ ‬مستخدمي‭ ‬حسابات‭ ‬التواصل‭ ‬للمساءلة‭ ‬القانونية‭).‬

للأسف‭ ‬هناك‭ ‬من‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬ينقل‭ ‬الصورة‭ ‬المقلدة‭ ‬من‭ ‬تلك‭ ‬الحسابات،‭ ‬ويعيد‭ ‬ما‭ ‬تنشره‭ ‬من‭ ‬شائعات‭ ‬ومعلومات‭ ‬مكذوبة‭ ‬هدفها‭ ‬إلحاق‭ ‬الضرر‭ ‬بالمجتمع‭ ‬ونشر‭ ‬الفتنة‭ ‬والأحقاد،‭ ‬وهذا‭ ‬الأمر‭ ‬يمثل‭ ‬ذروة‭ ‬الخطأ‭ ‬وجريمة‭ ‬في‭ ‬حق‭ ‬الوطن،‭ ‬فتلك‭ ‬الحسابات‭ ‬أشبه‭ ‬بالأرض‭ ‬الخربة‭ ‬وهي‭ ‬مكان‭ ‬للخائنين‭ ‬ومرتع‭ ‬للعملاء‭ ‬بصورة‭ ‬مطلقة،‭ ‬وهدفها‭ ‬استهداف‭ ‬السلم‭ ‬الأهلي‭ ‬وزرع‭ ‬روح‭ ‬الفرقة‭ ‬في‭ ‬نفوس‭ ‬المواطنين،‭ ‬وتدار‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الخونة‭ ‬الذين‭ ‬تهافتوا‭ ‬على‭ ‬مسرح‭ ‬الأحداث‭ ‬أيام‭ ‬“الدوار”‭ ‬اللعين،‭ ‬وروجوا‭ ‬للأفكار‭ ‬والآيديولوجيات‭ ‬الهدامة‭... ‬مجرمون‭ ‬وحلفاء‭ ‬للنظام‭ ‬الإيراني‭ ‬والأجهزة‭ ‬الطائفية‭.‬

الداخلية‭ ‬أشارت‭ ‬أيضا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ (‬هذه‭ ‬الحسابات‭ ‬تدعي‭ ‬كذبا‭ ‬أنها‭ ‬توالي‭ ‬شخصية‭ ‬معينة‭ ‬أو‭ ‬مؤسسة،‭ ‬لكن‭ ‬هدفها‭ ‬الإضرار‭ ‬بمصلحة‭ ‬البلاد‭ ‬ومحاولة‭ ‬تفريق‭ ‬وحدة‭ ‬شعبها،‭ ‬وقد‭ ‬دأبت‭ ‬هذه‭ ‬الحسابات‭ ‬منذ‭ ‬فترة‭ ‬على‭ ‬تنفيذ‭ ‬خطة‭ ‬ممنهجة‭ ‬لتشويه‭ ‬سمعة‭ ‬البحرين‭ ‬وشعبها‭). ‬

بالفعل‭... ‬فالإساءة‭ ‬للوطن‭ ‬تتطلب‭ ‬أشكالا‭ ‬من‭ ‬الخبث‭ ‬والانحراف‭ ‬والتمويه‭ ‬القذر،‭ ‬وقد‭ ‬دأبت‭ ‬هذه‭ ‬الحسابات‭ ‬على‭ ‬الخروج‭ ‬بمنظر‭ ‬الورد‭ ‬وهي‭ ‬تخفي‭ ‬الشوك‭ ‬والحرائق‭ ‬والدمار‭ ‬والسموم،‭ ‬إنها‭ ‬من‭ ‬أذرع‭ ‬الطابور‭ ‬الخامس‭ ‬الذي‭ ‬يزرع‭ ‬الأحقاد‭ ‬والتعويذات‭ ‬والفبركات‭ ‬والتضليل،‭ ‬ولديها‭ ‬براعة‭ ‬لا‭ ‬نظير‭ ‬لها‭ ‬في‭ ‬الكذب‭ ‬وخلق‭ ‬الإشاعات‭ ‬وافتعال‭ ‬الأزمات،‭ ‬فتارة‭ ‬تلبس‭ ‬ثوب‭ ‬شخصيات،‭ ‬وتارة‭ ‬أخرى‭ ‬تخرج‭ ‬بقناع‭ ‬مؤسسة،‭ ‬وأصحابها‭ ‬مشعوذون‭ ‬يداعبون‭ ‬الأفاعي‭ ‬ومتخصصون‭ ‬في‭ ‬الإشاعات‭ ‬والدعايات،‭ ‬وكل‭ ‬فرد‭ ‬منهم‭ ‬محدد‭ ‬له‭ ‬دور‭ ‬مناسب‭ ‬ومبارزة‭ ‬معينة‭.‬

لذلك‭ ‬تتطلب‭ ‬المسؤولية‭ ‬الوطنية‭ ‬عدم‭ ‬الالتفات‭ ‬ومتابعة‭ ‬تلك‭ ‬الحسابات‭ ‬المرتبطة‭ ‬بجهات‭ ‬خارجية‭ ‬معادية،‭ ‬والرجوع‭ ‬إلى‭ ‬الجهات‭ ‬الرسمية‭ ‬ذات‭ ‬الشأن‭ ‬في‭ ‬حال‭ ‬نشر‭ ‬أي‭ ‬خبر،‭ ‬فعلى‭ ‬كل‭ ‬مواطن‭ ‬اتخاذ‭ ‬مكانه‭ ‬الصحيح‭ ‬وأداء‭ ‬دوره‭ ‬المشرف‭ ‬في‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬البحرين‭.‬