مواقف إدارية

‭... ‬ورحل‭ ‬المعلم

| أحمد البحر

كنت‭ ‬أكتب‭ ‬في‭ ‬أخبار‭ ‬الخليج‭ ‬بين‭ ‬الفينة‭ ‬والأخرى،‭ ‬ثم‭ ‬توقفت‭ ‬عن‭ ‬ذلك‭ ‬لفترة‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬الحنين‭ ‬إليهما،‭ ‬أقصد‭ ‬الكتابة‭ ‬والصحيفة‭ ‬معا،‭ ‬أخذني‭ ‬إلى‭ ‬مكتب‭ ‬المعلم‭ ‬الراحل‭ ‬لطفي‭ ‬نصر‭ ‬رحمه‭ ‬الله‭ ‬لأبادرة‭ ‬قائلا‭: ‬أريد‭ ‬العودة‭ ‬إلى‭ ‬مدرستي‭ ‬أستاذ‭. ‬نظر‭ ‬إليَّ‭ ‬للحظات‭ ‬ثم‭ ‬أجابني‭ ‬باسما‭: ‬المدرسة‭ ‬تفتح‭ ‬أبوابها‭ ‬للجميع،‭ ‬أنت‭ ‬تكتب‭ ‬في‭ ‬الإدارة،‭ ‬وهذا‭ ‬يساهم‭ ‬في‭ ‬تنويع‭ ‬المواد‭ ‬الصحافية‭ ‬بصورة‭ ‬أشمل‭.‬

أعجبت‭ ‬بشخص‭ ‬هذا‭ ‬الرجل،‭ ‬وأعجبت‭ ‬بمهنيته،‭ ‬وأعجبت‭ ‬بولائه‭ ‬وإخلاصه‭ ‬وعشقه‭ ‬لمهنته‭. ‬يقول‭ ‬أمين‭ ‬الريحاني‭: ‬“ليست‭ ‬قوة‭ ‬الصحافي‭ ‬في‭ ‬توجيه‭ ‬الأسئلة،‭ ‬قوته‭ ‬في‭ ‬المطالبة‭ ‬بالأجوبة”،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬يلمسه‭ ‬القارئ‭ ‬في‭ ‬أسلوب‭ ‬المعلم‭ ‬الراحل‭ ‬لطفي‭ ‬رحمه‭ ‬الله‭ ‬وهو‭ ‬يجري‭ ‬حوارا‭ ‬أو‭ ‬يعد‭ ‬لقاء‭ ‬أو‭ ‬يعمل‭ ‬تحقيقا‭ ‬صحافيا،‭ ‬فمهنة‭ ‬الصحافة‭ ‬لديه،‭ ‬كما‭ ‬كنت‭ ‬أرى‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تلك‭ ‬المساقات‭ ‬وعموده‭ ‬المميز‭ ‬إنها‭ ‬علم‭ ‬وفن‭.‬

تعرفت‭ ‬عليه‭ ‬رحمه‭ ‬الله‭ ‬وعرفته‭ ‬أكثر‭ ‬في‭ ‬فترة‭ ‬عملي‭ ‬مع‭ ‬ديوان‭ ‬الخدمة‭ ‬المدنية،‭ ‬فقد‭ ‬كان‭ ‬المرحوم‭ ‬مهتما‭ ‬بتغطية‭ ‬أخبار‭ ‬الديوان‭ ‬محللا‭ ‬ومتابعا‭ ‬للقضايا‭ ‬والمسائل‭ ‬المتعلقة‭ ‬بشؤون‭ ‬الموارد‭ ‬البشرية‭. ‬كان‭ ‬رحمه‭ ‬الله‭ ‬أمينا‭ ‬وصادقا‭ ‬وحريصا‭ ‬على‭ ‬نقل‭ ‬الرأي‭ ‬والرأي‭ ‬الآخر‭ ‬في‭ ‬ذات‭ ‬الوقت،‭ ‬مبتعدا‭ ‬عن‭ ‬أسلوب‭ ‬الإثارة‭ ‬غير‭ ‬المبررة‭ ‬جانحا‭ ‬دائما‭ ‬إلى‭ ‬ترسيخ‭ ‬مبدأ‭ ‬التفاؤل‭ ‬والإيجابية‭ ‬وتقدير‭ ‬الجهود‭ ‬عند‭ ‬تناوله‭ ‬وتفكيكه‭ ‬للأحداث‭ ‬والوقائع،‭ ‬وقد‭ ‬اكسبه‭ ‬هذا‭ ‬التوجه‭ ‬ثقة‭ ‬المسؤولين‭ ‬بمختلف‭ ‬درجاتهم‭ ‬ومناصبهم‭.‬

وداعا‭ ‬سيدي،‭ ‬فقد‭ ‬كنت‭ ‬دائما‭ ‬القدوة‭ ‬الحسنة‭ ‬والمعلم‭ ‬المخلص‭ ‬لنا‭ ‬جميعا،‭ ‬وثق‭ ‬سيدي‭ ‬إننا‭ ‬سنظل‭ ‬نضيء‭ ‬شموعنا‭ ‬على‭ ‬شعلة‭ ‬مصباحك‭. ‬رحمك‭ ‬الله‭ ‬وأحسن‭ ‬مثواك‭. ‬إنا‭ ‬لله‭ ‬وإنا‭ ‬إليه‭ ‬راجعون‭.‬