من جديد

وداعا لطفي نصر

| د. سمر الأبيوكي

بحزن‭ ‬شديد‭ ‬ودع‭ ‬المجتمع‭ ‬البحريني‭ ‬بأسره‭ ‬قامة‭ ‬إعلامية‭ ‬كبيرة‭ ‬ككبر‭ ‬حجم‭ ‬الأستاذ‭ ‬لطفي‭ ‬نصر‭ ‬أحد‭ ‬أهم‭ ‬أعمدة‭ ‬الإعلام‭ ‬في‭ ‬مملكتنا،‭ ‬حيث‭ ‬تتلمذ‭ ‬على‭ ‬يده‭ ‬عشرات‭ ‬الصحافيين،‭ ‬وأعطى‭ ‬بكل‭ ‬حب‭ ‬كلمات‭ ‬تنبع‭ ‬من‭ ‬القلب‭ ‬وتصل‭ ‬للقلب،‭ ‬ولست‭ ‬هنا‭ ‬في‭ ‬حديثي‭ ‬أكتب‭ ‬عن‭ ‬مآثر‭ ‬الراحل‭ ‬الذي‭ ‬لامست‭ ‬وفاته‭ ‬قلوب‭ ‬جميع‭ ‬العاملين‭ ‬في‭ ‬حقل‭ ‬الإعلام،‭ ‬إنما‭ ‬أسلط‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬مدرسة‭ ‬مهمة‭ ‬فقدت‭ ‬مؤسسها،‭ ‬مدرسة‭ ‬تُعنى‭ ‬بالوسطية‭ ‬وحب‭ ‬الوطن‭ ‬وأُلفة‭ ‬المجتمع‭ ‬الواحد،‭ ‬تهب‭ ‬للدفاع‭ ‬عنه‭ ‬إن‭ ‬حاول‭ ‬العدو‭ ‬أيا‭ ‬كان‭ ‬تشتيته‭ ‬أو‭ ‬تضليله‭... ‬هكذا‭ ‬كان‭ ‬الصحافي‭ ‬الأستاذ‭ ‬الكبير‭ ‬الراحل‭ ‬لطفي‭ ‬نصر‭.‬

“دينامو‭ ‬الصحافة”‭ ‬الذي‭ ‬لم‭ ‬يحط‭ ‬قلمه‭ ‬منذ‭ ‬العدد‭ ‬الأول‭ ‬للزميلة‭ ‬أخبار‭ ‬الخليج،‭ ‬ترجل‭ ‬وآثر‭ ‬الرحيل‭.. ‬لكنه‭ ‬رحيل‭ ‬مباغت‭ ‬دون‭ ‬عودة‭ ‬هذه‭ ‬المرة‭ ‬ودون‭ ‬عموده‭ ‬الذي‭ ‬سيبقى‭ ‬مسطرا‭ ‬كلمات‭ ‬خطها‭ ‬لنتعلم‭ ‬ونظل‭ ‬نتعلم‭ ‬منها‭ ‬وضوح‭ ‬الكلمات‭ ‬والمعاني‭ ‬والمفردات‭ ‬والنصح‭ ‬والإرشاد‭ ‬ولعبة‭ ‬الإعلام‭ ‬وأهمية‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬السطور،‭ ‬فهو‭ ‬من‭ ‬زرع‭ ‬في‭ ‬قلوب‭ ‬صحافيي‭ ‬البحرين‭ ‬الإيمان‭ ‬الحقيقي‭ ‬بالكلمة‭ ‬وتجديد‭ ‬الخطاب‭ ‬والتواجد‭ ‬الدائم‭ ‬على‭ ‬الساحة‭ ‬وربط‭ ‬الأحداث‭ ‬ومتابعتها‭ ‬وتحليلها‭ ‬دون‭ ‬كلل‭ ‬أو‭ ‬ملل‭. ‬

 

ومضة‭: ‬ما‭ ‬جرح‭ ‬فؤادي‭ ‬حقيقة‭ ‬في‭ ‬وفاة‭ ‬الأستاذ‭ ‬الكبير‭ ‬أنه‭ ‬جاء‭ (‬في‭ ‬الصميم‭) ‬كعموده؛‭ ‬فقد‭ ‬رحل‭ ‬الرجل‭ ‬أثناء‭ ‬توجهه‭ ‬إلى‭ ‬مقر‭ ‬عمله‭ ‬ليشهد‭ ‬رحيله‭ ‬أيضا‭ ‬تفانيه‭ ‬وإخلاصه‭ ‬التام‭ ‬وحبه‭ ‬الصحافة‭ ‬والإعلام،‭ ‬وختم‭ ‬سلسلة‭ ‬لا‭ ‬تعد‭ ‬ولا‭ ‬تحصى‭ ‬من‭ ‬الدروس‭ ‬المستخلصة‭ ‬من‭ ‬حياة‭ ‬الراحل،‭ ‬غير‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬يثلج‭ ‬الصدر‭ ‬رغم‭ ‬مرارة‭ ‬الرحيل‭ ‬هو‭ ‬أنه‭ ‬غادر‭ ‬الدنيا‭ ‬في‭ ‬شهر‭ ‬مبارك‭ ‬وليلة‭ ‬مباركة‭ ‬يتمناها‭ ‬الآلاف‭ ‬في‭ ‬شهر‭ ‬الغفران‭.. ‬غفر‭ ‬الله‭ ‬لفقيدنا‭ ‬الراحل‭ ‬وتغمده‭ ‬بواسع‭ ‬رحمته‭ ‬وأسكنه‭ ‬فسيح‭ ‬جناته‭.‬