ريشة في الهواء

الثقة‭ ‬بالقائد‭ ‬ثقة‭ ‬بالنفس

| أحمد جمعة

“القائد‭ ‬هو‭ ‬الذي‭ ‬يجعل‭ ‬الآخرين‭ ‬يثقون‭ ‬به،‭ ‬أما‭ ‬القائد‭ ‬المميز‭ ‬فهو‭ ‬الذي‭ ‬يجعل‭ ‬الآخرين‭ ‬يثقون‭ ‬بأنفسهم”،‭ ‬لهذا‭ ‬تجدنا‭ ‬واثقين‭ ‬من‭ ‬أنفسنا‭ ‬بعلاقتنا‭ ‬بقائدنا‭ ‬سمو‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬حفظه‭ ‬الله،‭ ‬ففي‭ ‬الكلمة‭ ‬السامية‭ ‬التي‭ ‬وجهها‭ ‬سموه‭ ‬نهاية‭ ‬الأسبوع‭ ‬الماضي،‭ ‬والتي‭ ‬جاء‭ ‬فيها‭ ‬“ان‭ ‬شعب‭ ‬البحرين‭ ‬يستحق‭ ‬الكثير‭ ‬ورضا‭ ‬المواطن‭ ‬المؤشر‭ ‬لنجاح‭ ‬أي‭ ‬برنامج‭ ‬خدمي‭ ‬أو‭ ‬تنموي،‭ ‬وما‭ ‬لم‭ ‬يتحقق‭ ‬ذلك‭ ‬فإنه‭ ‬يجب‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬تطوير‭ ‬هذه‭ ‬البرامج‭ ‬للوصول‭ ‬إلى‭ ‬هذا‭ ‬الهدف،‭ ‬فالمواطن‭ ‬المعيار‭ ‬الرئيسي‭ ‬في‭ ‬تحديد‭ ‬الأولويات‭ ‬باعتباره‭ ‬جوهر‭ ‬التنمية‭ ‬ومقصدها‭ ‬الأساسي”‭.‬

هذا‭ ‬هو‭ ‬سموه،‭ ‬رهانه‭ ‬الدائم،‭ ‬واهتمامه‭ ‬الأول،‭ ‬وتركيزه‭ ‬الأهم‭ ‬المواطن،‭ ‬لا‭ ‬يحيد‭ ‬عن‭ ‬هذا‭ ‬المبدأ‭ ‬مهما‭ ‬كانت‭ ‬الظروف‭ ‬والأزمات‭ ‬بالمنطقة،‭ ‬ومهما‭ ‬اشتدت‭ ‬التحديات‭ ‬التي‭ ‬تواجه‭ ‬الوضع‭ ‬الراهن،‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬الأحداث‭ ‬الساخنة‭ ‬بالمنطقة،‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬لم‭ ‬يشغل‭ ‬سموه‭ ‬عن‭ ‬المواطن‭ ‬البحريني‭ ‬واحتياجاته‭ ‬ومتطلبات‭ ‬حياته‭ ‬اليومية‭ ‬من‭ ‬الخدمات‭ ‬والمصالح‭ ‬والهموم‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬دائماً‭ ‬هاجسه‭ ‬من‭ ‬منطلق‭ ‬رعايته‭ ‬الدائمة‭ ‬لشؤون‭ ‬الناس‭ ‬بالدرجة‭ ‬الأولى،‭ ‬إلى‭ ‬الحد‭ ‬الذي‭ ‬أكد‭ ‬فيه‭ ‬دائماً‭ ‬أن‭ ‬أية‭ ‬خدمات‭ ‬لا‭ ‬ترضي‭ ‬المواطن‭ ‬لابد‭ ‬من‭ ‬إعادة‭ ‬النظر‭ ‬فيها،‭ ‬وهذه‭ ‬أعلى‭ ‬قمة‭ ‬للاهتمام‭ ‬يبديها‭ ‬قائد‭ ‬نحو‭ ‬شعبه،‭ ‬‭ ‬وأبلغ‭ ‬رسالة‭ ‬لمسؤول‭ ‬إلى‭ ‬شعبه‭.‬

ما‭ ‬أريد‭ ‬أن‭ ‬أوضحه‭ ‬بجلاء‭ ‬وصراحة،‭ ‬أن‭ ‬سمو‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء،‭ ‬لمن‭ ‬يعرفه‭ ‬وقريب‭ ‬منه،‭ ‬ويدرك‭ ‬جوهره‭ ‬الناصع‭ ‬بالصدق‭ ‬والإخلاص،‭ ‬هو‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬يصدر‭ ‬تلك‭ ‬التصريحات‭ ‬والتوجيهات‭ ‬والأوامر،‭ ‬للاستهلاك‭ ‬الإعلامي،‭ ‬ولا‭ ‬لمجرد‭ ‬إرضاء‭ ‬الرأي‭ ‬العام،‭ ‬إن‭ ‬هذا‭ ‬الحرص‭ ‬الشديد‭ ‬المتكرر‭ ‬بكل‭ ‬المواقف،‭ ‬ينبع‭ ‬من‭ ‬إحساس‭ ‬سموه‭ ‬بمعاناة‭ ‬الناس‭ ‬وحاجتهم‭ ‬للرعاية‭ ‬الحقيقية‭ ‬السريعة‭ ‬والمؤكدة‭ ‬والتي‭ ‬تضفي‭ ‬على‭ ‬حياتهم‭ ‬الطمأنينة‭ ‬والاستقرار‭ ‬والأمان‭ ‬لأسرهم‭ ‬وأبنائهم،‭ ‬فحرصه‭ ‬الشديد‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الرعاية‭ ‬لأبناء‭ ‬وطنه‭ ‬لا‭ ‬يتمثل‭ ‬فقط‭ ‬بتوجيه‭ ‬الأوامر‭ ‬للمسؤولين‭ ‬فحسب،‭ ‬بل‭ ‬الحرص‭ ‬بدأب‭ ‬وإصرار‭ ‬على‭ ‬متابعة‭ ‬تنفيذ‭ ‬تلك‭ ‬التوجيهات‭ ‬والأوامر‭ ‬حتى‭ ‬يتأكد‭ ‬بنفسه‭ ‬من‭ ‬إنجازها،‭ ‬وكثيرا‭ ‬ما‭ ‬شهدنا‭ ‬بمجلسه‭ ‬العامر،‭ ‬توجيهه‭ ‬اللوم‭ ‬لمن‭ ‬يقصر‭ ‬أو‭ ‬يتلكأ‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بشؤون‭ ‬المواطن،‭ ‬فكل‭ ‬شيء‭ ‬يمكن‭ ‬تقبل‭ ‬مبرراته‭ ‬وحججه‭ ‬إلا‭ ‬شأن‭ ‬المواطن‭ ‬وهذه‭ ‬ذروة‭ ‬العلاقة‭ ‬الإنسانية‭ ‬بين‭ ‬القائد‭ ‬وشعبه‭.‬

إن‭ ‬عبارة‭ ‬رضا‭ ‬المواطن‭ ‬مؤشر‭ ‬النجاح‭ ‬نظرية‭ ‬عصرية‭ ‬صادقة‭ ‬نابعة‭ ‬من‭ ‬سياسة‭ ‬حكيمة‭ ‬ورحيمة‭ ‬تجسد‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الزمن‭ ‬الصعب‭ ‬المليء‭ ‬بالتحديات‭ ‬الشاقة‭ ‬أهمية‭ ‬العلاقة‭ ‬بين‭ ‬الشعب‭ ‬والقائد،‭ ‬ورأينا‭ ‬حال‭ ‬الشعوب‭ ‬التي‭ ‬فقدت‭ ‬تلك‭ ‬العلاقة‭ ‬وما‭ ‬نالها‭ ‬من‭ ‬خراب،‭ ‬فدمت‭ ‬ودام‭ ‬عزك‭ ‬وسلمت‭ ‬لشعبك‭ ‬ولبلدك‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭.‬

 

تنويرة‭:

‬لا‭ ‬يكفي‭ ‬وجود‭ ‬عقل،‭ ‬الأهم‭ ‬محتواه‭.‬