الآمال‭ ‬على‭ ‬السعودية‭ ‬لوأد‭ ‬خطاب‭ ‬الكراهية

| سعيد محمد

وقعت‭ ‬كلمة‭ ‬خادم‭ ‬الحرمين‭ ‬الشريفين‭ ‬الملك‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬عبدالعزيز‭ ‬آل‭ ‬سعود‭ ‬في‭ ‬افتتاح‭ ‬المؤتمر‭ ‬الدولي‭ ‬حول‭ ‬قيم‭ ‬الوسطية‭ ‬والاعتدال‭ ‬في‭ ‬نصوص‭ ‬الكتاب‭ ‬والسنة‭ ‬الأسبوع‭ ‬الماضي،‭ ‬والتي‭ ‬دعا‭ ‬فيها‭ ‬إلى‭ ‬وقف‭ ‬خطاب‭ ‬العنصرية‭ ‬والكراهية‭ ‬أيا‭ ‬كان‭ ‬مصدره‭ ‬وذريعته‭.. ‬وقت‭ ‬موقع‭ ‬التأثير‭ ‬والتفاؤل‭ ‬الكبيرين‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬العربي‭ ‬والإسلامي،‭ ‬وذلك‭ ‬انطلاقًا‭ ‬من‭ ‬مكانة‭ ‬ودور‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬والآمال‭ ‬المعلقة‭ ‬عليها‭ ‬وقدرة‭ ‬قيادتها‭ ‬في‭ ‬نشر‭ ‬قيم‭ ‬السلام‭ ‬والتسامح‭ ‬والتصدي‭ ‬للأفكار‭ ‬الطائفية‭ ‬والتكفيرية‭ ‬والتشدد‭ ‬المنحرف‭ ‬عن‭ ‬تعاليم‭ ‬الدين‭ ‬الإسلامي‭ ‬الحنيف‭.‬

الكلمة‭ ‬“التاريخية‭ ‬المهمة”‭ ‬التي‭ ‬ألقاها‭ ‬سمو‭ ‬الأمير‭ ‬خالد‭ ‬الفيصل‭ ‬بن‭ ‬عبد‭ ‬العزيز‭ ‬مستشار‭ ‬خادم‭ ‬الحرمين‭ ‬الشريفين‭ ‬أمير‭ ‬منطقة‭ ‬مكة‭ ‬المكرمة‭ ‬في‭ ‬افتتاح‭ ‬المؤتمر‭ ‬وإعلان‭ ‬“وثيقة‭ ‬مكة‭ ‬المكرمة”،‭ ‬أعادت‭ ‬تأكيد‭ ‬الموقف‭ ‬الثابت‭ ‬في‭ ‬إدانة‭ ‬الإرهاب‭ ‬والتطرف‭ ‬والعنصرية،‭ ‬والوقوف‭ ‬في‭ ‬وجه‭ ‬اختطاف‭ ‬المجتمع‭ ‬وجذبه‭ ‬للوقوع‭ ‬في‭ ‬شباك‭ ‬“الفكر‭ ‬الظلامي”‭ ‬بعيدًا‭ ‬عن‭ ‬وسطية‭ ‬الدين‭ ‬والشريعة‭ ‬الإسلامية‭.‬

إن‭ ‬المجتمعات‭ ‬الإسلامية‭ ‬عانت،‭ ‬ولا‭ ‬تزال‭ ‬تعاني،‭ ‬من‭ ‬موجة‭ ‬شرسة‭ ‬مسيئة‭ ‬للدين‭ ‬الإسلامي‭ ‬وكل‭ ‬الأديان‭ ‬السماوية،‭ ‬وهي‭ ‬موجة،‭ ‬وإن‭ ‬رفع‭ ‬أنصارها‭ ‬وأقطابها‭ ‬شعارات‭ ‬الإسلام‭ ‬زيفًا،‭ ‬إلا‭ ‬أنها‭ ‬موجة‭ ‬جرفت‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬سنوات‭ ‬بمعاول‭ ‬هدمها‭ ‬الاستقرار‭ ‬في‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المجتمعات‭ ‬التي‭ ‬ابتليت‭ ‬بأفكار‭ ‬المتشددين‭ ‬ومنابرهم‭ ‬وتحريضهم‭ ‬الطائفي‭ ‬والتكفيري،‭ ‬ولأن‭ ‬الوضع‭ ‬اليوم‭ ‬أصبح‭ ‬أكثر‭ ‬خطورةً‭ ‬مما‭ ‬مضى‭ ‬من‭ ‬مراحل‭ ‬بسبب‭ ‬التحديات‭ ‬والمهددات‭ ‬التي‭ ‬تهدد‭ ‬المجتمع‭ ‬الخليجي،‭ ‬والعربي‭ ‬والإسلامي،‭ ‬فإن‭ ‬الأنظار‭ ‬والتطلعات‭ ‬تتجه‭ ‬نحو‭ ‬الدور‭ ‬المهم‭ ‬الذي‭ ‬ستلعبه‭ ‬المملكة‭ ‬في‭ ‬قيادة‭ ‬الأمة‭ ‬لتخليصها‭ ‬من‭ ‬مؤامرة‭ ‬خطابات‭ ‬العنصرية‭ ‬والكراهية‭ ‬والفتنة،‭ ‬ووأد‭ ‬هذا‭ ‬السلوك‭ ‬المدمر‭.‬

تعود‭ ‬بي‭ ‬الذاكرة‭ ‬إلى‭ ‬مطلع‭ ‬التسعينات،‭ ‬حيث‭ ‬التقيت‭ ‬بالأستاذ‭ ‬حسن‭ ‬الجاسر،‭ ‬وكان‭ ‬حينها‭ ‬مسئولًا‭ ‬عن‭ ‬العلاقات‭ ‬العامة‭ ‬والإعلام‭ ‬في‭ ‬مكتب‭ ‬سمو‭ ‬الأمير‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬فهد‭ ‬بن‭ ‬عبدالعزيز،‭ ‬أمير‭ ‬المنطقة‭ ‬الشرقية،‭ ‬وتعرفت‭ ‬منذ‭ ‬ذلك‭ ‬الحين،‭ ‬على‭ ‬جهود‭ ‬المملكة‭ ‬في‭ ‬تسخير‭ ‬كل‭ ‬الجهود‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬منع‭ ‬تأثير‭ ‬الخطاب‭ ‬المتطرف‭ ‬ومنابر‭ ‬التكفير‭ ‬والتطرف‭ ‬لشدة‭ ‬خطورتها‭ ‬على‭ ‬استقرار‭ ‬المجتمعات،‭ ‬ويترسخ‭ ‬الموقف‭ ‬اليوم‭ ‬للعمل‭ ‬“الدولي”‭ ‬خليجيًا‭ ‬وعربيًا‭ ‬وإسلاميًا،‭ ‬بقيادة‭ ‬“السعودية”‭ ‬لإنهاء‭ ‬وجود‭ ‬“التطرف‭ ‬والتكفير‭ ‬والإرهاب”‭ ‬ليحل‭ ‬محله‭ ‬“خطاب‭ ‬السلام‭ ‬والاعتدال‭ ‬والتعايش”،‭ ‬بين‭ ‬كل‭ ‬المكونات‭ ‬والأديان‭ ‬والمذاهب‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬دول‭ ‬تؤمن‭ ‬بحق‭ ‬الناس‭ ‬في‭ ‬العيش‭ ‬المستقر‭.‬