فجر جديد

“شحت”‭ ‬أم‭ ‬نصب‭ ‬وسرقة؟

| إبراهيم النهام

أثار‭ ‬معي‭ ‬الأخ‭ ‬محمد‭ ‬شبيب‭ ‬النعيمي،‭ ‬وهو‭ ‬من‭ ‬أهالي‭ ‬المحرق‭ ‬الشماء،‭ ‬موضوعًا‭ ‬مهمًا‭ ‬عن‭ ‬تنامي‭ ‬ظاهرة‭ ‬“الشحت”‭ ‬بعدد‭ ‬واسع‭ ‬من‭ ‬الفرجان،‭ ‬لشحاتين‭ ‬تغلب‭ ‬عليهم‭ ‬الجنسيات‭ ‬الآسيوية‭ ‬والعربية‭.‬

ويقول‭ ‬النعيمي‭ ‬إنه‭ ‬رأى‭ ‬قبل‭ ‬يومين‭ ‬سيارة‭ ‬أنيقة‭ ‬تقودها‭ ‬سيدة،‭ ‬وهي‭ ‬توصل‭ ‬فتيات‭ ‬لا‭ ‬تزيد‭ ‬أعمارهن‭ ‬عن‭ ‬14‭ ‬سنة،‭ ‬بالقرب‭ ‬من‭ ‬أحد‭ ‬المساجد‭ ‬بثانية‭ ‬المحرق،‭ ‬ليمارسوا‭ ‬“الطراره”‭ ‬على‭ ‬المصيلن‭ ‬بشكل‭ ‬احترافي،‭ ‬وسط‭ ‬صمت‭ ‬إمام‭ ‬المساجد،‭ ‬والذي‭ ‬نأى‭ ‬بنفسه‭ - ‬كغيره‭ - ‬عما‭ ‬يحدث‭.‬

ويؤكد‭ ‬النعيمي‭ ‬أن‭ ‬عند‭ ‬دخول‭ ‬أي‭ ‬سيارة‭ ‬فاخرة‭ ‬لفريج‭ ‬يغلب‭ ‬عليه‭ ‬الآسيويون‭ ‬تحديدًا،‭ ‬فإنها‭ ‬تلاحق‭ ‬عادة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬سيدات‭ ‬آسيويات‭ ‬ينشدن‭ ‬المساعدة‭ ‬المالية،‭ ‬بشكل‭ ‬“بلطجي”‭ ‬قد‭ ‬يحول‭ ‬السائق‭ ‬عن‭ ‬التقدم‭ ‬بالسيارة‭.‬

وآخر‭ ‬يقول‭: ‬بينما‭ ‬كنت‭ ‬أصطحب‭ ‬أبنائي‭ ‬لأحد‭ ‬الحدائق‭ ‬الصغيرة‭ ‬بالفريج،‭ ‬تفاجأت‭ ‬بآسيوي‭ ‬يقترب‭ ‬مني‭ ‬طالبًا‭ ‬مساعدة‭ ‬مالية،‭ ‬بحجة‭ ‬أن‭ ‬ليس‭ ‬لديه‭ ‬ما‭ ‬يأكله،‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬ريعان‭ ‬الصحة‭ ‬والشباب‭.‬

وثالث‭ ‬يقول‭ ‬إنه‭ ‬وبعد‭ ‬انقضاء‭ ‬صلاة‭ ‬الجمعة‭ ‬الماضية،‭ ‬وقف‭ ‬أحد‭ ‬المصلين‭ - ‬من‭ ‬جنسية‭ ‬عربية‭ - ‬بعد‭ ‬انقضائها‭ ‬مباشرة‭ ‬أمام‭ ‬جموع‭ ‬المصلين،‭ ‬مطالبًا‭ ‬إياهم‭ ‬بمساعدات‭ ‬مالية‭ ‬لعلاج‭ ‬ابنه،‭ ‬فحصد‭ ‬منهم‭ ‬ما‭ ‬حصد،‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬أي‭ ‬تتبع‭ ‬لصحة‭ ‬روايته‭.‬

هذه‭ ‬المشاهدات‭ ‬وهي‭ ‬متكررة‭ ‬ومتزايدة،‭ ‬تصدح‭ ‬بأن‭ ‬هنالك‭ ‬أمرا‭ ‬خاطئا‭ ‬يحدث،‭ ‬أمر‭ ‬قد‭ ‬يتخطى‭ ‬“الشحت”‭ ‬بمفهومه‭ ‬العادي،‭ ‬إلى‭ ‬النصب‭ ‬وسرقة‭ ‬أموال‭ ‬الناس،‭ ‬وعليه‭ ‬فإن‭ ‬الأجهزة‭ ‬الأمنية‭ ‬لمطالبة‭ ‬بمزيد‭ ‬من‭ ‬الجهود‭ ‬الرقابية‭ ‬للقضاء‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الآفة،‭ ‬كما‭ ‬آمل‭ ‬من‭ ‬وزارة‭ ‬العدل‭ ‬والشئون‭ ‬الإسلامية‭ ‬أن‭ ‬تمنع‭ ‬استغلال‭ ‬ساحات‭ ‬المساجد‭ ‬الداخلية‭ ‬والخارجية‭ ‬لهذا‭ ‬الغرض‭.‬