360 درجة

الحافز المعنوي الأهم

| أيمن همام

مع‭ ‬قرب‭ ‬حلول‭ ‬عيد‭ ‬الفطر‭ ‬المبارك،‭ ‬أعاده‭ ‬الله‭ ‬على‭ ‬الأمة‭ ‬الإسلامية‭ ‬باليمن‭ ‬والبركات،‭ ‬بدأ‭ ‬معظم‭ ‬الناس‭ ‬التحضير‭ ‬لهذه‭ ‬المناسبة‭ ‬السعيدة‭ ‬والتخطيط‭ ‬لما‭ ‬سيفعلونه‭ ‬في‭ ‬الإجازة‭ ‬الرسمية،‭ ‬التي‭ ‬قد‭ ‬تمتد‭ ‬من‭ ‬بعد‭ ‬غد‭ ‬الثلاثاء‭ ‬إلى‭ ‬السبت‭ ‬المقبل،‭ ‬إذ‭ ‬يحرص‭ ‬المسلمون‭ ‬على‭ ‬استثمار‭ ‬هذه‭ ‬المناسبة‭ ‬المباركة‭ ‬في‭ ‬قضاء‭ ‬أوقات‭ ‬أطول‭ ‬مع‭ ‬الأهل‭ ‬ووصل‭ ‬الأرحام‭ ‬وتبادل‭ ‬التهاني‭ ‬مع‭ ‬الأقارب‭ ‬والأصدقاء‭. ‬

ولكي‭ ‬يتمكن‭ ‬معظمنا‭ ‬من‭ ‬الاحتفال‭ ‬بالعيد‭ ‬وممارسة‭ ‬هذه‭ ‬العادات‭ ‬الأصيلة،‭ ‬يضطر‭ ‬البعض‭ ‬إلى‭ ‬مواصلة‭ ‬العمل‭ ‬طوال‭ ‬العطلة‭ ‬الرسمية،‭ ‬وهناك‭ ‬من‭ ‬يؤدي‭ ‬أدوارا‭ ‬خلف‭ ‬الكواليس‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬الاستغناء‭ ‬عنها‭ ‬حتى‭ ‬يشعر‭ ‬الآخرون‭ ‬ببهجة‭ ‬العيد‭ ‬ويمارسون‭ ‬حياتهم‭ ‬بشكل‭ ‬طبيعي‭.‬

لا‭ ‬توجد‭ ‬عبارات‭ ‬شكر‭ ‬وتقدير‭ ‬تفي‭ ‬حق‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬يحضر‭ ‬على‭ ‬رأس‭ ‬عمله‭ ‬أثناء‭ ‬الإجازة‭ ‬الرسمية،‭ ‬وعلى‭ ‬رأسهم‭ ‬رجال‭ ‬الدفاع‭ ‬والأمن،‭ ‬والأطباء‭ ‬والممرضون‭ ‬والمسعفون،‭ ‬وجميع‭ ‬العاملين‭ ‬في‭ ‬المرافق‭ ‬العامة،‭ ‬وزملاء‭ ‬المهنة‭ ‬في‭ ‬الصحافة‭ ‬والإعلام،‭ ‬وكل‭ ‬من‭ ‬اضطرته‭ ‬طبيعة‭ ‬أو‭ ‬ظروف‭ ‬مهنته‭ ‬إلى‭ ‬مغادرة‭ ‬بيته‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المناسبة‭ ‬والذهاب‭ ‬إلى‭ ‬عمله‭ ‬ليؤديه‭ ‬بكل‭ ‬أمانة‭ ‬وإخلاص،‭ ‬وكأنه  ‬شمعة‭ ‬تحترق‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬راحة‭ ‬وهناء‭ ‬الآخرين‭.‬

في‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬المناسبات‭ ‬لا‭ ‬ينبغي‭ ‬ترك‭ ‬هؤلاء‭ ‬الأبطال‭ ‬يعملون‭ ‬في‭ ‬صمت‭ ‬وكأنهم‭ ‬جنود‭ ‬مجهولون‭ ‬لا‭ ‬تلقى‭ ‬تضحياتهم‭ ‬التقدير‭ ‬المناسب،‭ ‬بل‭ ‬يجب‭ ‬تشجيعهم‭ ‬وتحفيزهم‭ ‬ماديا‭ ‬ومعنويا‭ ‬لمواصلة‭ ‬الخدمات‭ ‬الجليلة‭ ‬التي‭ ‬يقدمونها‭ ‬للمجتمع‭ ‬بمعنويات‭ ‬مرتفعة،‭ ‬وربما‭ ‬يكون‭ ‬وجود‭ ‬رئيس‭ ‬فريق‭ ‬العمل‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬زملائه‭ ‬الحافز‭ ‬المعنوي‭ ‬الأهم‭ ‬بالنسبة‭ ‬لهم،‭ ‬إذ‭ ‬يشعرهم‭ ‬ذلك‭ ‬بأنهم‭ ‬ليسوا‭ ‬بمفردهم‭ ‬وأن‭ ‬هناك‭ ‬من‭ ‬يساندهم‭ ‬ويعترف‭ ‬بجهودهم‭ ‬ويهنئهم‭ ‬على‭ ‬تفانيهم‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يهنئهم‭ ‬بهذه‭ ‬المناسبة‭ ‬السعيدة‭. ‬وكل‭ ‬عام‭ ‬وأنتم‭ ‬بخير‭.‬