من صانعي السلام إلى العالم

| مؤنس المردي

مثّلت‭ ‬كلمة‭ ‬عاهل‭ ‬البلاد‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬في‭ ‬القمة‭ ‬العربية‭ ‬الطارئة‭ ‬التي‭ ‬انعقدت‭ ‬بمكة‭ ‬المكرمة‭ ‬تلبية‭ ‬لدعوة‭ ‬حكيمة‭ ‬وتحت‭ ‬رعاية‭ ‬كريمة‭ ‬لخادم‭ ‬الحرمين‭ ‬الشريفين‭ ‬رسالة‭ ‬مهمة‭ ‬تعبر‭ ‬عن‭ ‬آمال‭ ‬كل‭ ‬محب‭ ‬للسلام‭ ‬وراغب‭ ‬في‭ ‬صنعه‭ ‬والمشاركة‭ ‬فيه،‭ ‬كما‭ ‬وضعت‭ ‬كل‭ ‬دول‭ ‬المنطقة‭ ‬أمام‭ ‬مسؤولياتها‭ ‬لانتشالها‭ ‬من‭ ‬واقعها‭ ‬الصعب‭ ‬والانتقال‭ ‬بها‭ ‬لمرحلة‭ ‬آمنة‭ ‬ومزدهرة‭ ‬لشعوبها‭.‬

‭ ‬الوضوح‭ ‬والحسم‭ ‬والشفافية‭ ‬والمعالجة‭ ‬الشاملة،‭ ‬هي‭ ‬صفات‭ ‬تجسّدت‭ ‬في‭ ‬كلمة‭ ‬عاهل‭ ‬البلاد‭ ‬أمام‭ ‬القمة،‭ ‬حيث‭ ‬استوعبت‭ ‬كل‭ ‬أسس‭ ‬وركائز‭ ‬الاستقرار‭ ‬الذي‭ ‬يصبو‭ ‬إليه‭ ‬الجميع،‭ ‬ومن‭ ‬أهم‭ ‬هذه‭ ‬الأسس‭ ‬الدور‭ ‬المحوري‭ ‬للمملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬الشقيقة،‭ ‬فهي‭ ‬وكما‭ ‬أكد‭ ‬جلالته‭ ‬الوجهة‭ ‬المثلى‭ ‬لحل‭ ‬قضايانا‭ ‬العربية،‭ ‬بمساندتها‭ ‬الدائمة‭ ‬لأشقائها‭ ‬على‭ ‬مر‭ ‬التاريخ،‭ ‬وفي‭ ‬مختلف‭ ‬الظروف،‭ ‬كما‭ ‬أنها‭ ‬صاحبة‭ ‬السياسة‭ ‬الحكيمة‭ ‬بقيادة‭ ‬خادم‭ ‬الحرمين‭ ‬الشريفين،‭ ‬لحفظ‭ ‬وتعزيز‭ ‬الأمن‭ ‬القومي‭ ‬العربي‭.‬

‭ ‬وبكل‭ ‬حسم،‭ ‬كان‭ ‬تحذير‭ ‬جلالته‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬الراعية‭ ‬للإرهاب‭ ‬التي‭ ‬باتت‭ ‬تشكّل‭ ‬خطرًا‭ ‬كبيرًا‭ ‬على‭ ‬المنطقة‭ ‬والأمن‭ ‬العالمي‭ ‬برمته،‭ ‬لدأب‭ ‬هذه‭ ‬الدول‭ ‬في‭ ‬انتهاك‭ ‬المعاهدات‭ ‬والقوانين‭ ‬والمواثيق‭ ‬الدولية،‭ ‬وإصرارها‭ ‬على‭ ‬تحدي‭ ‬إرادة‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭.‬

‭ ‬وبعد‭ ‬أن‭ ‬أوضح‭ ‬جلالته‭ ‬هذا‭ ‬التلازم‭ ‬بين‭ ‬أمن‭ ‬المنطقة‭ ‬وأمن‭ ‬العالم،‭ ‬كانت‭ ‬دعوة‭ ‬جلالته‭ ‬للمجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬كله‭ ‬للتحرك‭ ‬الجاد،‭ ‬وخاصة‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬تبيّن‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬ارتكب‭ ‬من‭ ‬جرائم‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬المجموعات‭ ‬الإرهابية‭ ‬المدعومة‭ ‬من‭ ‬إيران‭ ‬ضد‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬ودولة‭ ‬الإمارات‭ ‬العربية‭ ‬المتحدة،‭ ‬عرّض‭ ‬الملاحة‭ ‬والطاقة‭ ‬الدولية‭ ‬للخطر‭ ‬الشديد،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يستوجب‭ ‬تكامل‭ ‬الجهود‭ ‬بين‭ ‬دول‭ ‬المنطقة‭ ‬ودول‭ ‬العالم‭ ‬لوضع‭ ‬حد‭ ‬ووقف‭ ‬هذه‭ ‬الجرائم‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬تنفجر‭ ‬المنطقة‭ ‬بحرب‭ ‬جديدة‭ ‬مدمرة‭.‬

‭ ‬لم‭ ‬يدع‭ ‬جلالته‭ ‬القمة‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يرسم‭ ‬بحنكة‭ ‬ودقة‭ ‬طريق‭ ‬الخلاص‭ ‬وسبل‭ ‬المواجهة،‭ ‬وهو‭ ‬كما‭ ‬قاله‭ ‬جلالته‭ ‬من‭ ‬تعزيز‭ ‬التعاون‭ ‬والتضامن‭ ‬بين‭ ‬دولنا‭ ‬بما‭ ‬يربطنا‭ ‬من‭ ‬علاقات‭ ‬أخوية،‭ ‬وضرورة‭ ‬التوصّل‭ ‬لرؤية‭ ‬متكاملة‭ ‬واستراتيجية‭ ‬شاملة‭ ‬تستديم‭ ‬الأمن‭ ‬القومي‭ ‬العربي،‭ ‬وتقوي‭ ‬أركانه،‭ ‬والتعاون‭ ‬والتنسيق‭ ‬والعمل‭ ‬المشترك‭ ‬مع‭ ‬الحلفاء‭ ‬والأصدقاء‭ ‬الذين‭ ‬يشاركوننا‭ ‬ذات‭ ‬الأهداف‭ ‬النبيلة،‭ ‬وخاصة‭ ‬أن‭ ‬الغايات‭ ‬المنشودة‭ ‬وهي‭ ‬استمرار‭ ‬المسيرة‭ ‬المشتركة‭ ‬نحو‭ ‬التنمية‭ ‬والرخاء‭ ‬لمستقبل‭ ‬زاهر‭ ‬لشعوب‭ ‬العالم‭ ‬أجمع‭ ‬تستحق‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬العمل‭ ‬والعطاء‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الجميع‭ ‬وعدم‭ ‬ادخار‭ ‬أي‭ ‬جهد‭ ‬في‭ ‬سبيل‭ ‬ذلك‭.‬

‭ ‬وتأكيدًا‭ ‬لموقف‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬الثابت‭ ‬في‭ ‬دعم‭ ‬حقوق‭ ‬أبناء‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬الشقيق‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬مسيرة‭ ‬كفاحه‭ ‬المشروع‭ ‬ونضاله‭ ‬الباسل‭ ‬لاستعادة‭ ‬حقوقه،‭ ‬فقد‭ ‬عبّر‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬عن‭ ‬أهمية‭ ‬تكثيف‭ ‬الجهود‭ ‬لتفعيل‭ ‬الدور‭ ‬العربي‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬حل‭ ‬عادل‭ ‬وشامل‭ ‬للقضية‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬إيمانًا‭ ‬بأن‭ ‬السلام‭ ‬لن‭ ‬يتحقق‭ ‬والأمن‭ ‬لن‭ ‬يدوم‭ ‬ما‭ ‬بقيت‭ ‬هذه‭ ‬القضية‭ ‬دون‭ ‬هذا‭ ‬الحل‭.‬