فجر جديد

في‭ ‬وداع‭ ‬أستاذي‭ ‬لطفي‭ ‬نصر

| إبراهيم النهام

كان‭ ‬خبر‭ ‬وفاة‭ ‬الكاتب‭ ‬الكبير‭ ‬والمعلم‭ ‬الأستاذ‭ ‬لطفي‭ ‬نصر‭ ‬صادما‭ ‬ومباغتا‭ ‬للجميع،‭ ‬فالفقيد‭ ‬–‭ ‬رحمه‭ ‬الله‭- ‬ظل‭ ‬على‭ ‬سجيته‭ ‬الهادئة‭ ‬التي‭ ‬عرفناها‭ ‬بها‭ ‬منذ‭ ‬السنين‭ ‬الأولى،‭ ‬حتى‭ ‬رحيله‭ ‬المباغت،‭ ‬والذي‭ ‬لم‭ ‬يترك‭ ‬لنا‭ ‬به‭ ‬الفرصة‭ ‬للقائه،‭ ‬وتقبيله،‭ ‬والسلام‭ ‬عليه‭.‬

الفقيد‭ ‬الراحل،‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬خير‭ ‬من‭ ‬شرفوا‭ ‬الجنسية‭ ‬البحرينية،‭ ‬بعمله،‭ ‬وإخلاصه،‭ ‬وخدمته‭ ‬للبحرين‭ ‬ولشعبها‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬4‭ ‬عقود،‭ ‬تخللها‭ ‬العمل‭ ‬الوطني‭ ‬والصحافي‭ ‬الكثير،‭ ‬والذي‭ ‬استمر‭ ‬عليه‭ ‬بلا‭ ‬كلل‭ ‬أو‭ ‬ملل،‭ ‬حتى‭ ‬ساعة‭ ‬وفاته‭.‬

وأذكر‭ ‬أنني‭ ‬كنت‭ ‬أراه‭ ‬دائما‭ ‬في‭ ‬الفعاليات‭ ‬المختلفة،‭ ‬وكيف‭ ‬أنه‭ ‬يقبل‭ ‬على‭ ‬الصحافيين‭ ‬والكتاب‭ ‬الصغار‭ ‬والمبتدئين،‭ ‬وهو‭ ‬يشدّ‭ ‬من‭ ‬أزرهم،‭ ‬ويشجعهم‭ ‬على‭ ‬العمل،‭ ‬ثم‭ ‬يجلس‭ ‬بينهم‭ ‬بكل‭ ‬تواضع،‭ ‬ودماثة‭ ‬خلق،‭ ‬وكأنه‭ ‬واحد‭ ‬مثلهم،‭ ‬وهو‭ ‬ليس‭ ‬كذلك‭ ‬بالتأكيد،‭ ‬بمكانته‭ ‬وخبرته‭ ‬وقدره‭.‬

وفي‭ ‬دهاليز‭ ‬مجلس‭ ‬النواب،‭ ‬بالجلسة‭ ‬العامة‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬ثلاثاء،‭ ‬كنت‭ ‬أراه‭ ‬أيضا‭ ‬وكيف‭ ‬أنه‭  ‬يبادر‭ ‬فورا،‭ ‬ومن‭ ‬تلقاء‭ ‬نفسه،‭ ‬بتقديم‭ ‬المشورة‭ ‬والرأي‭ ‬لهذا‭ ‬النائب‭ ‬وذلك،‭ ‬في‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬القوانين‭ ‬والمشاريع‭ ‬والمقترحات‭ ‬التي‭ ‬تناقش،‭ ‬وكأنها‭ ‬تخصه‭ ‬هو،‭ ‬خصوصا‭ ‬في‭ ‬الملفات‭ ‬والقضايا‭ ‬المعيشية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬التي‭ ‬تهم‭ ‬المواطنين،‭ ‬أين‭ ‬وصلت؟‭ ‬والى‭ ‬أين‭ ‬تتجه؟

الأستاذ‭ ‬لطفي‭ (‬رحمة‭ ‬الله‭) ‬وببساطة‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬مجرد‭ ‬قلم‭ ‬صحافي‭ ‬يكتب‭ ‬عن‭ ‬هموم‭ ‬الناس،‭ ‬ويدافع‭ ‬عن‭ ‬هوية‭ ‬البلد،‭ ‬واستقلالها‭ ‬ووجودها‭ ‬وكرامتها،‭ ‬بل‭ ‬كان‭ ‬أيضا‭ ‬قريبا‭ ‬من‭ ‬الناس،‭ ‬ومن‭ ‬النواب،‭ ‬والكتاب،‭ ‬والبسطاء‭ ‬من‭ ‬عامة‭ ‬الشعب،‭ ‬لذلك‭ ‬كان‭ ‬قلمه‭ ‬وطنيا‭ ‬بامتياز،‭ ‬فهو‭ (‬رحمه‭ ‬الله‭) ‬ومنذ‭ ‬الوهلة‭ ‬التي‭ ‬وطأت‭ ‬قدماه‭ ‬هذه‭ ‬الأرض‭ ‬الطيبة،‭ ‬أثبت‭ ‬بجدارة‭ ‬بأنه‭ ‬جندي‭ ‬مخلص‭ ‬ومدافع‭ ‬في‭ ‬ربوع‭ ‬هذا‭ ‬الوطن،‭ ‬بواجبه‭ ‬الذي‭ ‬يؤديه‭ ‬على‭ ‬أكمل‭ ‬وجه،‭ ‬ويشجع‭ ‬به‭ ‬الآخرين‭ ‬أيضا‭.‬