ملمح‭ ‬فريد‭ ‬في‭ ‬مجلس ‭ ‬سمو‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء

| عادل عيسى المرزوق

يتفق‭ ‬معي‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الأخوة‭ ‬والأخوات‭ ‬المواطنين،‭ ‬سواء‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬المسؤولين‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬رجال‭ ‬الأعمال‭ ‬والنخب‭ ‬المثقفة‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬عامة‭ ‬الناس،‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬مجلس‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬الموقر‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه،‭ ‬له‭ ‬ملمح‭ ‬فريد‭ ‬يلزمنا‭ ‬أن‭ ‬ننهل‭ ‬منه‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المعاني،‭ ‬وهذا‭ ‬الأمر‭ ‬طرحته‭ ‬في‭ ‬مقال‭ ‬سابق‭ ‬أشرت‭ ‬فيه‭ ‬إلى‭ ‬إن‭ ‬مجلس‭ ‬سموه‭ ‬هو‭ (‬بيت‭ ‬الشعب‭) ‬حيث‭ ‬يكون‭ ‬سمو‭ ‬الرئيس‭ ‬قريبًا‭ ‬من‭ ‬الجميع‭ ‬والجميع‭ ‬قريبون‭ ‬منه‭.‬

كلنا‭ ‬ندرك‭ ‬أن‭ ‬سموه‭ ‬يهتم‭ ‬بالسؤال‭ ‬عن‭ ‬الجميع،‭ ‬ولذلك،‭ ‬يولي‭ ‬اهتمامًا‭ ‬كبيرًا‭ ‬بالسؤال‭ ‬عن‭ ‬الحياة‭ ‬اليومية‭ ‬وعن‭ ‬العوائل‭ ‬وعن‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يستجد‭ ‬على‭ ‬الساحة‭ ‬المحلية،‭ ‬بل‭ ‬وينفرد‭ ‬هذا‭ ‬الاهتمام‭ ‬مع‭ ‬كل‭ ‬شخصية‭ ‬من‭ ‬رواد‭ ‬مجلسه‭ ‬العامر‭ ‬سواء‭ ‬من‭ ‬الوجهاء‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬المسؤولين‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬الكتاب‭ ‬والإعلاميين‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬عامة‭ ‬أبناء‭ ‬البلد،‭ ‬فلا‭ ‬مسافة‭ ‬بين‭ ‬المواطن‭ ‬وبين‭ ‬رأس‭ ‬الدولة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجلس،‭ ‬وهذا‭ ‬بحق،‭ ‬سمة‭ ‬ونعمة‭ ‬أنعم‭ ‬الله‭ ‬بها‭ ‬علينا‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الأرض‭ ‬الطيبة‭ ‬الكريمة‭.‬

إن‭ ‬استحضار‭ ‬الأدوار‭ ‬التي‭ ‬لعبها‭ ‬الآباء‭ ‬والأجداد‭ ‬والمسار‭ ‬الذي‭ ‬يسير‭ ‬فيه‭ ‬أبناء‭ ‬البلد‭ ‬على‭ ‬ذات‭ ‬السياق‭ ‬وثناء‭ ‬سموه‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الأدوار‭ ‬هي‭ ‬في‭ ‬حقيقة‭ ‬الأمر‭ ‬عرفان‭ ‬رجل‭ ‬حكيم‭ ‬وشخصية‭ ‬فذة‭ ‬وقائد‭ ‬محنك‭ ‬يتمتع‭ ‬بالخبرة‭ ‬والبصيرة،‭ ‬فكل‭ ‬مراحل‭ ‬البناء‭ ‬التي‭ ‬مضت‭ ‬في‭ ‬السابق‭ ‬من‭ ‬العقود،‭ ‬لا‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تتوقف،‭ ‬فهي‭ - ‬من‭ ‬وجهة‭ ‬نظري‭ - ‬مقدرة‭ ‬ورفيعة‭ ‬الشأن‭ ‬لدى‭ ‬سمو‭ ‬الرئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬من‭ ‬جهة،‭ ‬ومن‭ ‬جهة‭ ‬أخرى،‭ ‬يتطلع‭ ‬سموه‭ ‬لمزيد‭ ‬من‭ ‬الجهود‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬يبخل‭ ‬بها‭ ‬أبناء‭ ‬البحرين‭ ‬عن‭ ‬وطنهم‭ ‬الأم،‭ ‬التي‭ ‬تحتضن‭ ‬الجميع‭ ‬ليتواصل‭ ‬المسار‭ ‬التنموي‭ ‬والسياسي‭ ‬في‭ ‬خط‭ ‬متواز‭ ‬لخلق‭ ‬أجواء‭ ‬تحقق‭ ‬الاستقرار‭ ‬والتطور‭ ‬ومقومات‭ ‬العيش‭ ‬الكريم،‭ ‬زد‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬تثمين‭ ‬وتقدير‭ ‬سموه‭ ‬لكل‭ ‬القدرات‭ ‬البحرينية‭ ‬والعطاء‭ ‬البحريني‭ ‬والبذل‭ ‬البحريني‭ ‬وسواعد‭ ‬البلد‭ ‬التي‭ ‬تقدم‭ ‬وتبني‭ ‬كما‭ ‬قدمت‭ ‬وبنت‭ ‬في‭ ‬الماضي،‭ ‬وهذا‭ ‬هو‭ ‬العمق‭ ‬الحضاري‭ ‬وفيه‭ ‬دلالة‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬سموه‭ ‬يحمل‭ ‬لأبناء‭ ‬شعبه‭ ‬مكانة‭ ‬كبيرة‭ ‬نتاج‭ ‬عطائهم‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬ولا‭ ‬يزال،‭ ‬يشكل‭ ‬علامات‭ ‬بارزة‭ ‬في‭ ‬الوجدان‭ ‬الوطني‭.‬

ولكن‭ ‬ما‭ ‬الجوهر‭ ‬والقصد‭ ‬مما‭ ‬تقدم‭ ‬كله؟‭ ‬والجواب،‭ ‬هو‭ ‬باختصار‭ ‬تقدير‭ ‬مجلس‭ ‬يمثل‭ ‬كما‭ ‬قال‭ ‬الأولون‭ ‬“مدرسة”،‭ ‬فمجالسنا‭ ‬مدارسنا،‭ ‬ولأن‭ ‬مجلس‭ ‬سمو‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬وأطال‭ ‬عمره‭ ‬وأبقاه‭ ‬ذخرًا،‭ ‬هو‭ ‬ذلك‭ ‬الرحاب‭ ‬الذي‭ ‬نلتقي‭ ‬فيها‭ ‬جميعًا‭ ‬بلا‭ ‬حواجز‭ ‬ولا‭ ‬موانع،‭ ‬فهذا‭ ‬هو‭ ‬باب‭ ‬الخير‭ ‬الذي‭ ‬تشرق‭ ‬منه‭ ‬أمنيات‭ ‬المستقبل‭ ‬لبلادنا‭ ‬الغالية‭ ‬بالنهضة‭ ‬والعلو‭.‬