ومضة قلم

المجالس البلدية بلا صلاحيات

| محمد المحفوظ

بين‭ ‬آونة‭ ‬وأخرى‭ ‬تتم‭ ‬عملية‭ ‬تصنيف‭ ‬لشوارع‭ ‬المملكة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬لجنة‭ ‬تصنيف‭ ‬الشوارع‭ ‬التابعة‭ ‬لإدارة‭ ‬التخطيط‭ ‬العمراني‭ ‬بوزارة‭ ‬البلديات،‭ ‬ورغم‭ ‬أنّ‭ ‬اللجنة‭ ‬المشار‭ ‬إليها‭ ‬تنجز‭ ‬مهامها‭ ‬باعتماد‭ ‬شوارع‭ ‬جديدة‭ ‬وطرق‭ ‬وامتدادات‭ ‬تجارية‭ ‬إلا‭ ‬أنّها‭ ‬ترفض‭ ‬تصنيف‭ ‬شوارع‭ ‬أخرى‭ ‬دون‭ ‬إبداء‭ ‬الأسباب‭ ‬المنطقية‭ ‬والمقنعة‭.‬

نتذكر‭ ‬أنه‭ ‬قبل‭ ‬سنوات‭ ‬طالب‭ ‬أحد‭ ‬الأعضاء‭ ‬ببلدية‭ ‬المنطقة‭ ‬الوسطى‭ ‬بالإسراع‭ ‬بإيجاد‭ ‬“لجنة‭ ‬تقصي‭ ‬حقائق”‭ ‬في‭ ‬آلية‭ ‬عمل‭ ‬اللجنة‭ ‬ومعرفة‭ ‬أسباب‭ ‬تعطل‭ ‬إجراءات‭ ‬إقرار‭ ‬شوارع‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬الوسطى،‭ ‬وما‭ ‬أشير‭ ‬إليه‭ ‬بالنسبة‭ ‬للوسطى‭ ‬فإنه‭ ‬ينطبق‭ ‬على‭ ‬المنطقة‭ ‬الشمالية،‭ ‬ذلك‭ ‬أنّ‭ ‬هناك‭ ‬شوارع‭ ‬بقيت‭ ‬خارج‭ ‬التصنيف‭ ‬لما‭ ‬يناهز‭ ‬العقدين‭ ‬وربما‭ ‬أكثر،‭ ‬وهنا‭ ‬يمكننا‭ ‬أن‭ ‬نقدم‭ ‬مثالا‭ ‬بأحد‭ ‬الشوارع‭ ‬بمنطقة‭ ‬سار‭ ‬المسمى‭ ‬بشارع‭ ‬35‭ ‬الذي‭ ‬يطالب‭ ‬أهالي‭ ‬المنطقة‭ ‬منذ‭ ‬ما‭ ‬يزيد‭ ‬على‭ ‬عقدين‭ ‬بإعادة‭ ‬تصنيفه‭ ‬إلى‭ ‬شارع‭ ‬تجاري،‭ ‬والرد‭ ‬غالبا‭ ‬ما‭ ‬يأتي‭ ‬بالرفض‭ ‬أو‭ ‬الصمت‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يشكل‭ ‬ضررا‭ ‬بالغا‭ ‬للأهالي‭ ‬بل‭ ‬مأساة‭ ‬حقيقية،‭ ‬إذ‭ ‬إنّ‭ ‬عدم‭ ‬اكتراث‭ ‬البلدية‭ ‬يكبدهم‭ ‬خسائر‭ ‬فادحة،‭ ‬والذي‭ ‬يضاعف‭ ‬أحزان‭ ‬القاطنين‭ ‬بالمنطقة‭ ‬أن‭ ‬الرفض‭ ‬يكون‭ ‬بلا‭ ‬أسباب‭! ‬وأحيانا‭ ‬يتقاذف‭ ‬المسؤولون‭ ‬بالبلدية‭ ‬الاتهامات‭ ‬مع‭ ‬الأشغال‭ ‬أي‭ ‬أنّ‭ ‬كل‭ ‬طرف‭ ‬يرمي‭ ‬المسؤولية‭ ‬على‭ ‬الطرف‭ ‬الآخر‭.‬

الأمر‭ ‬الأشد‭ ‬مضاضة‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬أمل‭ ‬في‭ ‬حل‭ ‬لهذه‭ ‬المعضلة‭ ‬التي‭ ‬طال‭ ‬أمدها،‭ ‬وأعضاء‭ ‬المجالس‭ ‬البلدية‭ ‬بلا‭ ‬صلاحيات‭ ‬كما‭ ‬يبدو‭ ‬ويكتفي‭ ‬البعض‭ ‬منهم‭ ‬بتوجيه‭ ‬النقد‭ ‬إلى‭ ‬المسؤولين‭ ‬بوزارة‭ ‬البلديات‭ ‬دون‭ ‬العمل‭ ‬الجدي‭ ‬على‭ ‬حلحلة‭ ‬القضايا‭ ‬العالقة‭ ‬منذ‭ ‬سنوات،‭ ‬والذي‭ ‬يجب‭ ‬التذكير‭ ‬به‭ ‬أنّ‭ ‬هناك‭ ‬شوارع‭ ‬كثيرة‭ ‬معلقة‭ ‬بلا‭ ‬قرار‭ ‬للتصنيف‭ ‬ناهز‭ ‬عددها‭ ‬37‭ ‬شارعا‭ ‬وربما‭ ‬العدد‭ ‬يفوق‭ ‬ذلك،‭ ‬وعندما‭ ‬تفاقمت‭ ‬المشكلة‭ ‬فإنّ‭ ‬أعضاء‭ ‬بلديين‭ ‬طالبوا‭ ‬بإقصاء‭ ‬اللجنة‭ ‬وأن‭ ‬تكون‭ ‬مهمة‭ ‬تصنيف‭ ‬الشوارع‭ ‬من‭ ‬اختصاص‭ ‬المجالس‭ ‬البلدية‭ ‬لكن‭ ‬الوزارة‭ ‬لم‭ ‬تسمح‭ ‬بطلبهم‭. ‬

التبريرات‭ ‬التي‭ ‬تساق‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬وزارة‭ ‬البلديات‭ ‬أن‭ ‬المعايير‭ ‬لا‭ ‬تنطبق‭ ‬على‭ ‬الشوارع‭ ‬كالاختناقات‭ ‬المرورية‭ ‬وطول‭ ‬الشارع‭ ‬وعرضه‭ ‬علما‭ ‬أنّ‭ ‬بعض‭ ‬الشوارع‭ ‬تمت‭ ‬توسعتها‭ ‬لكن‭ ‬الرفض‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬مستمرا‭ ‬حتى‭ ‬اللحظة‭.‬