40 عاما من إرهاب نظام الملالي

| فلاح هادي الجنابي

“نحن‭ ‬نشهد‭ ‬منذ‭ ‬أربعين‭ ‬عاما‭ ‬إرهابا‭ ‬ينشأ‭ ‬من‭ ‬النظام‭ ‬الإيراني”،‭ ‬هكذا‭ ‬صرح‭ ‬مايك‭ ‬بومبيو،‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬الأميركي،‭ ‬يوم‭ ‬الخميس‭ ‬في‭ ‬مقابلة‭ ‬مع‭ ‬شبكة‭ ‬فوكس‭ ‬نيوز،‭ ‬وهو‭ ‬يشير‭ ‬إلى‭ ‬تهديدات‭ ‬نظام‭ ‬الملالي،‭ ‬الذي‭ ‬ومنذ‭ ‬اليوم‭ ‬الأول‭ ‬لتأسيسه‭ ‬شكل‭ ‬خطرا‭ ‬وتهديدا‭ ‬قائما‭ ‬ضد‭ ‬بلدان‭ ‬المنطقة،‭ ‬خصوصا‭ ‬أنه‭ ‬أعلن‭ ‬منذ‭ ‬البداية‭ ‬عزمه‭ ‬تصدير‭ ‬التطرف‭ ‬والإرهاب‭ ‬والتدخل‭ ‬في‭ ‬بلدان‭ ‬المنطقة‭ ‬عنوة،‭ ‬وما‭ ‬ساعده‭ ‬كثيرا‭ ‬على‭ ‬الاستمرار‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬النهج‭ ‬المتعارض‭ ‬مع‭ ‬كل‭ ‬القوانين‭ ‬والأنظمة‭ ‬المرعية‭ ‬دوليا،‭ ‬سياسة‭ ‬المسايرة‭ ‬والاسترضاء‭ ‬التي‭ ‬اتبعتها‭ ‬البلدان‭ ‬الغربية‭ ‬ومن‭ ‬ضمنها‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬مع‭ ‬هذا‭ ‬النظام‭ ‬والتي‭ ‬حذرت‭ ‬السيدة‭ ‬مريم‭ ‬رجوي‭ ‬زعيمة‭ ‬المقاومة‭ ‬الإيرانية‭ ‬منها‭ ‬بصورة‭ ‬مستمرة‭ ‬مشددة‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬النظام‭ ‬يقوم‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬هذه‭ ‬السياسة‭ ‬غير‭ ‬الحكيمة‭ ‬بقمع‭ ‬الشعب‭ ‬الإيراني‭ ‬ومواصلة‭ ‬تدخلاته‭ ‬السافرة‭ ‬دونما‭ ‬رادع‭.‬

تهديد‭ ‬شعوب‭ ‬وبلدان‭ ‬المنطقة‭ ‬وابتزازها‭ ‬بمختلف‭ ‬الطرق‭ ‬والأساليب‭ ‬غير‭ ‬المشروعة‭ ‬وتأسيس‭ ‬أحزاب‭ ‬وميليشيات‭ ‬متطرفة‭ ‬تمارس‭ ‬دور‭ ‬البلطجة‭ ‬بأساليب‭ ‬إرهابية‭ ‬لفرض‭ ‬إملاءات‭ ‬مختلفة،‭ ‬كانت‭ ‬ولا‭ ‬تزال‭ ‬من‭ ‬صلب‭ ‬نهج‭ ‬نظام‭ ‬الملالي‭ ‬الذي‭ ‬يصر‭ ‬على‭ ‬مواصلته‭ ‬والاستمرار‭ ‬في‭ ‬تحدي‭ ‬كل‭ ‬مبادئ‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬والقيم‭ ‬والأفكار‭ ‬التحررية‭ ‬والديمقراطية،‭ ‬ولاريب‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬الإجراءات‭ ‬التي‭ ‬اتخذتها‭ ‬الإدارة‭ ‬الأميركية‭ ‬ضد‭ ‬نظام‭ ‬الملالي‭ ‬ولاسيما‭ ‬التي‭ ‬رافقت‭ ‬العقوبات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬وبشكل‭ ‬خاص‭ ‬تصنيف‭ ‬الحرس‭ ‬الثوري‭ ‬ضمن‭ ‬قائمة‭ ‬الإرهاب،‭ ‬قد‭ ‬كبحت‭ ‬جماح‭ ‬النظام‭ ‬وألجمته‭ ‬إلى‭ ‬حين،‭ ‬لكن‭ ‬من‭ ‬الضروري‭ ‬جدا‭ ‬مواصلة‭ ‬سياسة‭ ‬الحزم‭ ‬والصرامة‭ ‬ضد‭ ‬هذا‭ ‬النظام‭ ‬وعدم‭ ‬التغافل‭ ‬عنها‭ ‬لأنها‭ ‬اللغة‭ ‬الوحيدة‭ ‬التي‭ ‬تنفع‭ ‬مع‭ ‬هذا‭ ‬النظام‭ ‬ويفهمها‭.‬

بقاء‭ ‬سيف‭ ‬العقوبات‭ ‬والضغوطات‭ ‬المختلفة‭ ‬على‭ ‬رأس‭ ‬هذا‭ ‬النظام‭ ‬ضروري‭ ‬جدا‭ ‬ولابد‭ ‬للمجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬أن‭ ‬لا‭ ‬ينخدع‭ ‬أبدا‭ ‬بتهديداته‭ ‬الواهية‭ ‬التي‭ ‬تدل‭ ‬على‭ ‬ضعفه‭ ‬خصوصا‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬خرج‭ ‬الملا‭ ‬خامنئي‭ ‬مفاجئا‭ ‬العالم‭ ‬بإعلانه‭ ‬أن‭ ‬نظامه‭ ‬لا‭ ‬يريد‭ ‬الحرب‭ ‬ولا‭ ‬يريد‭ ‬السلام‭ ‬ويسعى‭ ‬لاتباع‭ ‬سياسة‭ ‬“إدارة‭ ‬الأزمات”،‭ ‬فإنه‭ ‬بذلك‭ ‬يثبت‭ ‬أن‭ ‬نظامه‭ ‬مرعوب‭ ‬من‭ ‬المواجهة‭ ‬العسكرية‭ ‬والسياسية‭ ‬ويتحاشاها‭ ‬ويريد‭ ‬أن‭ ‬يمارس‭ ‬نهجه‭ ‬كعادته‭ ‬دائما‭ ‬بعيدا‭ ‬عن‭ ‬الأضواء،‭ ‬والنظام‭ ‬عندما‭ ‬يصل‭ ‬به‭ ‬الحال‭ ‬إلى‭ ‬هذا‭ ‬الحد،‭ ‬فمن‭ ‬الضروري‭ ‬جدا‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬اتخاذ‭ ‬خطوات‭ ‬أخرى‭ ‬بنفس‭ ‬السياق،‭ ‬ولاسيما‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬دعم‭ ‬وتأييد‭ ‬نضال‭ ‬الشعب‭ ‬الإيراني‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الحرية‭ ‬والديمقراطية‭ ‬والاعتراف‭ ‬بالمجلس‭ ‬الوطني‭ ‬للمقاومة‭ ‬الإيرانية‭ ‬كممثل‭ ‬للشعب‭ ‬الإيراني‭. ‬“الحوار‭ ‬المتمدن”‭.‬