تضامن‭ ‬أزلي‭ ‬بين‭ ‬البحرين‭ ‬والسعودية

| مؤنس المردي

تجسيدًا‭ ‬للعلاقات‭ ‬الأخوية‭ ‬القوية‭ ‬بين‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬والمملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية،‭ ‬وانطلاقًا‭ ‬من‭ ‬الأدوار‭ ‬والإسهامات‭ ‬المتواصلة‭ ‬لمملكة‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬تطوير‭ ‬دعائم‭ ‬العمل‭ ‬المشترك‭ ‬على‭ ‬كافة‭ ‬الأصعدة‭ ‬الخليجية‭ ‬والعربية‭ ‬والإسلامية،‭ ‬يصل‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬عاهل‭ ‬البلاد‭ ‬المفدى‭ ‬إلى‭ ‬مكة‭ ‬المكرمة‭ ‬للمشاركة‭ ‬في‭ ‬القمتين‭ ‬الطارئتين‭ ‬لقادة‭ ‬دول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬لدول‭ ‬الخليج‭ ‬العربية‭ ‬والدول‭ ‬العربية،‭ ‬وفي‭ ‬الدورة‭ ‬الرابعة‭ ‬عشرة‭ ‬لمؤتمر‭ ‬القمة‭ ‬الإسلامي‭ ‬والتي‭ ‬تحتضنها‭ ‬جميعًا‭ ‬هذه‭ ‬الأرض‭ ‬المقدسة‭ ‬وفي‭ ‬هذه‭ ‬الأيام‭ ‬المباركة‭ ‬من‭ ‬شهر‭ ‬رمضان‭ ‬الفضيل‭. ‬

‭ ‬وتعكس‭ ‬مشاركة‭ ‬جلالته‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬القمم‭ ‬الثلاث‭ ‬مدى‭ ‬الحرص‭ ‬الذي‭ ‬يوليه‭ ‬لقضايا‭ ‬أمته‭ ‬واهتمامه‭ ‬بكل‭ ‬ما‭ ‬فيه‭ ‬سلامة‭ ‬المنطقة‭ ‬وخير‭ ‬شعوبها،‭ ‬وإدراك‭ ‬جلالته‭ ‬العميق‭ ‬لحجم‭ ‬التحديات‭ ‬ولما‭ ‬هو‭ ‬مطلوب‭ ‬من‭ ‬مهام‭ ‬ومسؤوليات‭ ‬لتعزيز‭ ‬أركان‭ ‬الأمن‭ ‬القومي‭ ‬والحفاظ‭ ‬على‭ ‬ثروات‭ ‬هذه‭ ‬المنطقة‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬والحيوية‭ ‬من‭ ‬العالم،‭ ‬وصد‭ ‬هذا‭ ‬الخطر‭ ‬المتفاقم‭ ‬والذي‭ ‬يحدق‭ ‬بها‭ ‬جراء‭ ‬تهوّر‭ ‬إيران‭ ‬وحماقاتها‭ ‬التي‭ ‬قد‭ ‬تكلف‭ ‬دولها‭ ‬وشعوبها‭ ‬الكثير‭ ‬والكثير‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬وضعت‭ ‬بانتهاكاتها‭ ‬للقانون‭ ‬الدولي‭ ‬وبدعمها‭ ‬لميلشيات‭ ‬إرهابية‭ ‬وتدخلاتها‭ ‬الجسيمة‭ ‬في‭ ‬الشؤون‭ ‬الداخلية،‭   ‬وضعت‭ ‬المنطقة‭ ‬على‭ ‬حافة‭ ‬خطيرة‭ ‬تغلي‭ ‬وتكاد‭ ‬تقترب‭ ‬من‭ ‬مرحلة‭ ‬الحرب‭ ‬وبات‭ ‬واضحًا‭ ‬أنها‭ ‬تدفع‭ ‬بالأمور‭ ‬إلى‭ ‬طريق‭ ‬مسدود‭.‬

وإن‭ ‬مشاركة‭ ‬عاهل‭ ‬البلاد‭ ‬المفدى‭ ‬لتعكس‭ ‬قوة‭ ‬وعمق‭ ‬التضامن‭ ‬الأزلي‭ ‬بين‭ ‬البحرين‭ ‬والسعودية‭ ‬ومساعيهما‭ ‬الجادة‭ ‬لإعادة‭ ‬ترتيب‭ ‬الأولويات‭ ‬العربية‭ ‬والإسلامية‭ ‬وتطوير‭ ‬العمل‭ ‬الجماعي‭ ‬بما‭ ‬يتناسب‭ ‬مع‭ ‬حجم‭ ‬المخاطر‭ ‬والتهديدات‭ ‬والتوصّل‭ ‬لرؤى‭ ‬جديدة‭ ‬ومقاربات‭ ‬نوعية‭ ‬تعيد‭ ‬للمعادلة‭ ‬الإقليمية‭ ‬الضبط‭ ‬والتوازن‭ ‬وتضمن‭ ‬تصحيح‭ ‬أي‭ ‬اختلالات‭ ‬قد‭ ‬تؤدي‭ ‬لمواجهات‭ ‬يصعب‭ ‬السيطرة‭ ‬عليها‭ ‬وتكون‭ ‬شعوب‭ ‬المنطقة‭ ‬هي‭ ‬ضحيتها‭.‬

‭ ‬وانعقاد‭ ‬القمم‭ ‬الثلاث‭ ‬في‭ ‬مكة،‭ ‬وبهذه‭ ‬الظروف‭ ‬الصعبة‭ ‬برهان‭ ‬على‭ ‬المكانة‭ ‬الكبيرة‭ ‬والمستحقة‭ ‬للمملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية،‭ ‬فإضافة‭ ‬للقدرة‭ ‬التنظيمية‭ ‬الكبيرة‭ ‬التي‭ ‬تمكنها‭ ‬من‭ ‬عقد‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬القمم‭ ‬بهذا‭ ‬المكان‭ ‬الشريف‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الموسم‭ ‬المزدحم،‭ ‬فهي‭ ‬بمبادراتها‭ ‬الخيرة‭ ‬واستباقها‭ ‬الواعي‭ ‬للأحداث‭ ‬وقراءتها‭ ‬الدقيقة‭ ‬لكل‭ ‬أبعاد‭ ‬المشهد‭ ‬الإقليمي‭ ‬والدولي‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬جمع‭ ‬هذه‭ ‬الأعداد‭ ‬الكبيرة‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬والإسلامية‭ ‬لتضع‭ ‬الجميع‭ ‬أمام‭ ‬مسؤولياته‭ ‬التي‭ ‬لابد‭ ‬أن‭ ‬يتحملوها‭ ‬توحيدًا‭ ‬للصف‭ ‬وتحقيقًا‭ ‬لصالح‭ ‬الجميع‭.‬

‭ ‬قد‭ ‬تكون‭ ‬الحاجة‭ ‬اليوم‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬وقت‭ ‬مضى‭ ‬لوضع‭ ‬معايير‭ ‬واضحة‭ ‬في‭ ‬العلاقات‭ ‬بين‭ ‬دول‭ ‬المنطقة‭ ‬تضمن‭ ‬حسن‭ ‬الجوار‭ ‬والاستقرار‭ ‬والسلام،‭ ‬وتحفظ‭ ‬للجميع‭ ‬السيادة‭ ‬والاستقلال،‭ ‬وتمنع‭ ‬ما‭ ‬يحدث‭ ‬من‭ ‬تجاوزات‭ ‬وخروقات‭ ‬لا‭ ‬تهدّد‭ ‬أمن‭ ‬المنطقة‭ ‬فحسب،‭ ‬بل‭ ‬والأمن‭ ‬العالمي‭ ‬بأسره‭.‬