فجر جديد

أبطال جامعة البحرين

| إبراهيم النهام

في‭ ‬صيف‭ ‬العام‭ ‬2005‭ ‬تنفستُ‭ ‬الصعداء،‭ ‬بعد‭ ‬5‭ ‬سنوات‭ ‬دراسية‭ ‬شاقة‭ ‬قضيتها‭ ‬في‭ ‬جامعة‭ ‬البحرين،‭ ‬وأذكر‭ ‬يومها‭ ‬بأن‭ ‬قلت‭ ‬لأحد‭ ‬الأصدقاء‭ ‬بصوت‭ ‬يملؤه‭ ‬الفخر‭: ‬هذا‭ ‬الصرح‭ ‬هو‭ ‬مصنع‭ ‬الرجال،‭ ‬وأيقونة‭ ‬لا‭ ‬تُخرج‭ ‬إلا‭ ‬الكفاءات،‭ ‬ممن‭ ‬هم‭ ‬جديرون‭ ‬بحمل‭ ‬الشهادة،‭ ‬وبخدمة‭ ‬البلد‭.‬

استذكرت‭ ‬هذه‭ ‬النقاش،‭ ‬وأنا‭ ‬أقرأ‭ ‬بإعجاب‭ ‬التقرير‭ ‬الصحافي‭ ‬الذي‭ ‬نشرته‭ ‬“البلاد”‭ ‬أخيرا‭ ‬عن‭ ‬الطالبتين‭ ‬بقسم‭ ‬الهندسة‭ ‬الكيميائية‭ ‬والإلكترونية‭ ‬بالجامعة،‭ ‬بيان‭ ‬أحمد‭ ‬حميد،‭ ‬وسارة‭ ‬مشاري‭ ‬العتيبي،‭ ‬اللتين‭ ‬تمكنا‭ ‬من‭ ‬ابتكار‭ ‬قفاز‭ ‬قادر‭ ‬على‭ ‬ترجمة‭ ‬حروف‭ ‬لغة‭ ‬الإشارة‭ ‬إلى‭ ‬كلمات‭ ‬مسموعة‭ ‬عبر‭ ‬حساسات‭ ‬متصلة‭ ‬بالقفاز‭.‬

هذا‭ ‬الابتكار‭ ‬الفريد،‭ ‬والمسؤول‭ ‬لفئة‭ ‬ذوي‭ ‬الاحتياجات‭ ‬الخاصة‭ ‬من‭ (‬الصم‭ ‬والبكم‭) ‬،‭ ‬واللذين‭ ‬سيستفيدوا‭ ‬منه‭ ‬كثيراً‭ ‬في‭ ‬التعبير‭ ‬عن‭ ‬أحاسيسهم،‭ ‬ومشاعرهم،‭ ‬وفي‭ ‬التخاطب‭ ‬مع‭ ‬غيرهم،‭ ‬ما‭ ‬كان‭ ‬له‭ ‬أن‭ ‬ينجح‭ ‬إلا‭ ‬بالصرح‭ ‬التعليمي‭ ‬الذي‭ ‬ينتسبان‭ ‬إليه‭ ‬هاتين‭ ‬الطالبتين،‭ ‬والذي‭ ‬هيأ‭ ‬لهما‭ ‬الأرضية‭ ‬لتكونا‭ ‬سفراء‭ ‬للأمل،‭ ‬وللحياة،‭ ‬وللروح‭ ‬الجديدة‭.‬

وكنت‭ ‬قد‭ ‬تمنيت‭ ‬حينها،‭ ‬لو‭ ‬استقبل‭ ‬خبر‭ ‬الاختراع،‭ ‬بشكل‭ ‬أكثر‭ ‬تفاعلاً‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬المنصات‭ ‬الإعلامية‭ ‬والصحف‭ ‬والتلفزيون‭ ‬و”السوشيال‭ ‬ميديا”،‭ ‬ببادرة‭ ‬تشجع‭ ‬المبتكرين‭ ‬للاستمرار،‭ ‬والإبداع،‭ ‬لكنه‭ ‬أمر‭ ‬شابه‭ ‬التعثر‭ ‬والصمت‭ ‬للأسف،‭ ‬لا‭ ‬أعرف‭ ‬لماذا؟‭ ‬

في‭ ‬المقابل،‭ ‬أثمن‭ ‬عالياً‭ ‬جهود‭ ‬أبطال‭ ‬جامعة‭ ‬البحرين،‭ ‬ممن‭ ‬يعملون‭ ‬في‭ ‬الغرف‭ ‬الخلفية،‭ ‬والمكاتب،‭ ‬والفصول،‭ ‬وقاعات‭ ‬المحاضرات،‭ ‬وغرف‭ ‬الاجتماعات،‭ ‬على‭ ‬رأسهم‭ ‬الدكتور‭ ‬رياض‭ ‬حمزة،‭ ‬نظير‭ ‬جهودهم‭ ‬وتضحياتهم‭ ‬لخدمة‭ ‬قطاع‭ ‬التربية‭ ‬التعليم‭.‬

وآمل‭ ‬من‭ ‬مؤسسات‭ ‬المجتمع‭ ‬المدني،‭ ‬والبنوك،‭ ‬والشركات‭ ‬الكبرى،‭ ‬والتجار،‭ ‬تقديم‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الدعم‭ ‬والتمويل‭ ‬والمساندة،‭ ‬لإنجاح‭ ‬سير‭ ‬مشاريع‭ ‬الجامعة،‭ ‬وخططها،‭ ‬وبرامجها‭ ‬الأكاديمية‭ ‬الباعثة‭ ‬للأمل،‭ ‬وللحياة‭ ‬الجديدة،‭ ‬والى‭ ‬إنجاز‭ ‬جديد‭.‬