ما وراء الحقيقة

الشعوبيون الجدد... عرقية قوقازية وثنية

| د. طارق آل شيخان الشمري

إن‭ ‬سبب‭ ‬الحقد‭ ‬العنصري‭ ‬للطورانيين‭ ‬أحفاد‭ ‬القوقازيين‭ ‬الوثنيين،‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬يسمون‭ ‬أنفسهم‭ ‬بالعثمانيين‭ ‬الجدد‭ ‬علينا‭ ‬كعرب‭ ‬مسلمين‭ ‬حتى‭ ‬هذه‭ ‬اللحظة،‭ ‬منذ‭ ‬أن‭ ‬كانوا‭ ‬قبائل‭ ‬قوقازية‭ ‬وثنية،‭ ‬مرورا‭ ‬بفضل‭ ‬العرب‭ ‬المسلمين‭ ‬عليهم‭ ‬بإدخالهم‭ ‬الإسلام‭ ‬وجعلهم‭ ‬شعبا‭ ‬متحضرا‭ ‬وانتهاء‭ ‬بعصرنا‭ ‬الحالي،‭ ‬لا‭ ‬علاقة‭ ‬له‭ ‬بالأسباب‭ ‬الثلاثة‭ ‬الخاصة‭ ‬بكره‭ ‬لقطاء‭ ‬العرق‭ ‬الذين‭ ‬يسمون‭ ‬أنفسهم‭ ‬الآن‭ ‬بالفرس‭ ‬وثورة‭ ‬الخميني،‭ ‬حيث‭ ‬إن‭ ‬حقدهم‭ ‬علينا‭ ‬جراء‭ ‬إسقاطنا‭ ‬امبراطوريتهم‭ ‬المجوسية،‭ ‬وحقدهم‭ ‬علينا‭ ‬كعرب‭ ‬مسلمين‭ ‬عندما‭ ‬جعلناهم‭ ‬يكتبون‭ ‬لغتهم‭ ‬الفارسية‭ ‬باللغة‭ ‬العربية،‭ ‬وجعلناهم‭ ‬أتباعا‭ ‬لغويين‭ ‬لنا‭ ‬كعرب‭ ‬مسلمين،‭ ‬وأخيرا‭ ‬كون‭ ‬الرسول‭ ‬الكريم‭ ‬أشرف‭ ‬البشر‭ ‬وهو‭ ‬منا‭ ‬نحن‭ ‬العرب‭ ‬المسلمون،‭ ‬هذه‭ ‬الأسباب‭ ‬لا‭ ‬تنطبق‭ ‬على‭ ‬أسباب‭ ‬حقد‭ ‬القوقازيين‭ ‬الوثنيين‭ ‬وأحفادهم‭ ‬علينا‭ ‬الآن،‭ ‬والذين‭ ‬يحلمون‭ ‬بأن‭ ‬يعيدوا‭ ‬الاحتلال‭ ‬العثماني‭ ‬القذر‭ ‬إلى‭ ‬أراضي‭ ‬العالم‭ ‬العربي‭ ‬المسلم‭.‬

لكن‭ ‬السبب‭ ‬الثالث‭ ‬المتعلق‭ ‬بأن‭ ‬النبي‭ ‬محمد‭ ‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وآله‭ ‬وسلم‭ ‬عربي،‭ ‬فمن‭ ‬البديهي‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬نظرة‭ ‬الطورانيين‭ ‬العنصريين،‭ ‬هي‭ ‬نفسها‭ ‬نظرة‭ ‬أبناء‭ ‬عمومتهم‭ ‬الكسرويين‭ ‬الفرس،‭ ‬والذين‭ ‬هم‭ ‬في‭ ‬الواقع‭ ‬لقطاء‭ ‬ومشردون‭ ‬جمعهم‭ ‬إسماعيل‭ ‬الصفوي‭ ‬من‭ ‬القوقاز‭ ‬ومنغوليا‭ ‬والبلاد‭ ‬المجاورة،‭ ‬وغرس‭ ‬فيهم‭ ‬فتات‭ ‬الهوية‭ ‬المجوسية‭ ‬التي‭ ‬قضى‭ ‬عليها‭ ‬العرب‭ ‬المسلمون،‭ ‬لإيجاد‭ ‬شعب‭ ‬غير‭ ‬عربي‭ ‬يدين‭ ‬له‭ ‬بالولاء‭ ‬خدمة‭ ‬لدولته‭ ‬الصفوية،‭ ‬فبعد‭ ‬أن‭ ‬وحد‭ ‬العرب‭ ‬المسلمون‭ ‬الأعراق‭ ‬القوقازية‭ ‬الوثنية‭ ‬وتم‭ ‬إدخالها‭ ‬الإسلام،‭ ‬وبعد‭ ‬أن‭ ‬خدم‭ ‬أبناء‭ ‬هذا‭ ‬الخليط‭ ‬كجنود‭ ‬بالدولة‭ ‬العباسية،‭ ‬بدأ‭ ‬الحقد‭ ‬والحسد‭ ‬يملأ‭ ‬قلوب‭ ‬بعض‭ ‬أبناء‭ ‬هذا‭ ‬الخليط،‭ ‬وزين‭ ‬لهم‭ ‬الشيطان‭ ‬بأن‭ ‬خليطهم‭ ‬الطوراني‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يحمل‭ ‬راية‭ ‬الإسلام‭ ‬من‭ ‬العرب‭ ‬المسلمين،‭ ‬والسبب‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬أن‭ ‬كل‭ ‬عرق‭ ‬يدعي‭ ‬حمل‭ ‬لواء‭ ‬الإسلام،‭ ‬فإن‭ ‬الناس‭ ‬ستنظر‭ ‬إليه‭ ‬على‭ ‬أنه‭ ‬مسلم‭ ‬وتتجاهل‭ ‬عرقه‭. ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬أراده‭ ‬هؤلاء‭ ‬الطورانيون‭ ‬العنصريون‭.‬

فالانقلاب‭ ‬على‭ ‬العرب‭ ‬المسلمين،‭ ‬سيجعل‭ ‬العرب‭ ‬المسلمين‭ ‬أتباعا‭ ‬لهذا‭ ‬الخليط‭ ‬الذي‭ ‬سمى‭ ‬نفسه‭ ‬لاحقا‭ ‬بالدولة‭ ‬العثمانية،‭ ‬لكي‭ ‬يبدأ‭ ‬تاريخا‭ ‬جديدا‭ ‬ينسى‭ ‬فيه‭ ‬الناس‭ ‬من‭ ‬هم‭ ‬العثمانيون‭ ‬بالأصل‭.‬

 

وعندما‭ ‬وقع‭ ‬الاحتلال‭ ‬العثماني،‭ ‬ارتكبوا‭ ‬المجازر‭ ‬والمذابح‭ ‬ضد‭ ‬أبناء‭ ‬هذا‭ ‬الشعب‭ ‬العربي‭ ‬المسلم،‭ ‬بحجة‭ ‬الخروج‭ ‬على‭ ‬طاعة‭ ‬سلاطينهم،‭ ‬وجمدوا‭ ‬على‭ ‬صدر‭ ‬هذا‭ ‬الشعب‭ ‬العربي‭ ‬المسلم‭ ‬ومنعوا‭ ‬عنه‭ ‬كل‭ ‬شعلة‭ ‬تطور‭ ‬وازدهار‭ ‬وتقدم،‭ ‬وفقدت‭ ‬الإنسانية‭ ‬بسبب‭ ‬هذا‭ ‬الاحتلال‭ ‬الطوراني‭ ‬ظهور‭ ‬علماء‭ ‬عرب‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬المجالات،‭ ‬كما‭ ‬كان‭ ‬يفعل‭ ‬العرب‭ ‬المسلمون‭ ‬بتقديم‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬خير‭ ‬للإنسانية‭ ‬قبل‭ ‬الاحتلال‭ ‬الطوراني‭ ‬القذر‭.‬