قهوة الصباح

الوزارة وتنظيف السجادة (1)

| سيد ضياء الموسوي

لا‭ ‬أحد‭ ‬فوق‭ ‬النقد،‭ ‬ولا‭ ‬ملائكية‭ ‬في‭ ‬قرارات‭ ‬الوزارت‭. ‬لنا‭ ‬الحق‭ ‬في‭ ‬نقد‭ ‬أي‭ ‬وزارة،‭ ‬خصوصا‭ ‬الخدمية،‭ ‬إذ‭ ‬تعاملت‭ ‬مع‭ ‬المواطنين‭ ‬بمنطق‭ ‬الجلد‭ ‬بسياط‭ ‬الضرائب‭ ‬أو‭ ‬بنزع‭ ‬ما‭ ‬تبقى‭ ‬من‭ ‬مال‭ ‬من‭ ‬جيوب‭ ‬المواطنين‭.‬

‭ ‬ككاتب‭ ‬سأظل‭ ‬أنتقد‭ ‬بشكل‭ ‬علمي‭ ‬ووطني‭ ‬كما‭ ‬انتقدت‭ ‬الهيئة‭ ‬العامة‭ ‬للتأمين‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬وقانون‭ ‬التقاعد‭ ‬الجديد،‭ ‬وانتقادي‭ ‬لأرقام‭ ‬وزارة‭ ‬العمل‭ ‬في‭ ‬البطالة،‭ ‬وتسعيرات‭ ‬وزارة‭ ‬الكهرباء‭ ‬وأسلوب‭ ‬جباية‭ ‬المال‭.‬

‭ ‬هذا‭ ‬الصيف‭ ‬عندى‭ ‬مسعى‭ ‬أن‭ ‬أبدأ‭ ‬سلسلة‭ ‬مقالات‭ ‬عن‭ ‬الوزارات‭ ‬التي‭ ‬خالفت‭ ‬قرارات‭ ‬ديوان‭ ‬الرقابة‭ ‬المالية‭ ‬والإدارية،‭ ‬وبعض‭ ‬قرارات‭ ‬المسؤولين‭ ‬اللامسؤولة،‭ ‬ودعونا‭ ‬نناقشها‭ ‬قانونيا‭ ‬وبالوثائق‭ ‬وسوء‭ ‬استخدام‭ ‬المنصب‭ ‬الخدمي‭ ‬للي‭ ‬الأذرع‭. ‬

هذه‭ ‬المرة‭ ‬سنركز‭ ‬على‭ ‬المتنفذين‭ ‬داخل‭ ‬الوزارات‭ ‬ما‭ ‬لهم‭ ‬وما‭ ‬عليهم‭ ‬وبمنطق‭ ‬تصحيحي‭ ‬ابستمولوجي‭.‬

‭ ‬أعلم‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬من‭ ‬ثارت‭ ‬ثائرته‭ ‬من‭ ‬الوزارات‭ ‬عندما‭ ‬أنتقد‭ ‬في‭ ‬الصحافة،‭ ‬أقول‭: ‬أنا‭ ‬متعود‭ ‬على‭ ‬الركل‭ ‬والرفس‭ ‬وإلقاء‭ ‬أكياس‭ ‬النقد‭ ‬على‭ ‬مقالاتي،‭ ‬فهذه‭ ‬قطع‭ ‬شوكولاته‭. ‬منذ‭ ‬عشرين‭ ‬عاما،‭ ‬وأنا‭ ‬أمارس‭ ‬النقد‭. ‬وأنا‭ ‬لا‭ ‬أدعي‭ ‬الحقيقة‭ ‬المطلقة،‭ ‬ولكن‭ ‬إذا‭ ‬آمنت‭ ‬بفكرة‭ ‬أواصل‭ ‬على‭ ‬طرحها‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬أعبأ‭ ‬بالرياح؛‭ ‬لأني‭ ‬لا‭ ‬أؤمن‭ ‬بصفارة‭ ‬الإنذار‭ ‬ساعة‭ ‬هبوب‭ ‬الرياح‭.‬

‭ ‬طريقتي‭ ‬في‭ ‬الكتابة‭ ‬فترة‭ ‬أكتب‭ ‬في‭ ‬الفلسفة‭ ‬والفكر،‭ ‬ثم‭ ‬أرجع‭ ‬للوزارات،‭ ‬وهكذا‭ ‬لكل‭ ‬موسم‭ ‬فاكهته‭ ‬الخاصة‭.‬

‭ ‬كل‭ ‬الوزارت‭ ‬التي‭ ‬كتبت‭ ‬عنها‭ ‬ضاق‭ ‬صدرها‭ ‬من‭ ‬نقدي،‭ ‬إلا‭ ‬أني‭ ‬أؤمن‭ ‬أن‭ ‬النقد‭ ‬الموضوعي‭ ‬هو‭ ‬الوجه‭ ‬الآخر‭ ‬للإصلاح،‭ ‬وسأستمر‭ ‬فيه‭ ‬وتلك‭ ‬هي‭ ‬رؤيتي‭ ‬مدح‭ ‬الإنجازات‭ ‬ونقد‭ ‬الأخطاء‭. ‬سأحرق‭ ‬البخور،‭ ‬لكن‭ ‬أيضا‭ ‬لابد‭ ‬من‭ ‬تنظيف‭ ‬الزجاج‭ ‬المكسور‭ ‬المخبأ‭ ‬تحت‭ ‬سجادة‭ ‬أي‭ ‬وزير‭ ‬أو‭ ‬وكيل‭ ‬أو‭ ‬مدير،‭ ‬ومن‭ ‬هنا‭ ‬يبدأ‭ ‬التصحيح‭.‬