فجر جديد

قمم مكة و(الدول المتأرجحة)

| إبراهيم النهام

جاءت‭ ‬الدعوة‭ ‬الكريمة‭ ‬لخادم‭ ‬الحرمين‭ ‬الشريفين‭ ‬الملك‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬عبدالعزيز،‭ ‬لعقد‭ ‬قمتين‭ ‬طارئتين‭ ‬في‭ ‬الثلاثين‭ ‬من‭ ‬مايو‭ ‬الحالي‭ ‬بمكة‭ ‬المكرمة،‭ ‬كاستكمال‭ ‬حي‭ ‬لدور‭ ‬المملكة‭ ‬القيادي‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬والهادف‭ ‬لوقف‭ ‬موجة‭ ‬التدخلات‭ ‬الإيرانية،‭ ‬وأخذ‭ ‬كافة‭ ‬القرارات‭ ‬اللازمة‭ ‬لذلك‭.‬

هذه‭ ‬التدخلات‭ ‬الفجة‭ ‬والقديمة،‭ ‬تحمل‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬والإسلامية،‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬وقت‭ ‬مضى،‭ ‬مسؤولية‭ ‬التكاتف‭ ‬والتلاحم‭ ‬الحقيقي،‭ ‬لمواجهة‭ ‬قوى‭ ‬الشر‭ ‬والظلام‭ ‬القادمة‭ ‬من‭ ‬طهران‭ ‬ومدنها‭ ‬التابعة،‭ ‬والتي‭ ‬أدمت‭ ‬بخبثها‭ ‬ومكرها‭ ‬شعوب‭ ‬المنطقة،‭ ‬وعبث‭ ‬بمقدراتهم‭.‬

السعودية‭ ‬ومنذ‭ ‬وجودها‭ ‬الأول،‭ ‬أُسست‭ ‬كدولة‭ ‬لا‭ ‬تعرف‭ ‬المجاملات،‭ ‬ولا‭ ‬أنصاف‭ ‬الحلول،‭ ‬نهجها‭ ‬الرئيس‭ ‬والوحيد‭ ‬الدين‭ ‬المحمدي،‭ ‬يقابله‭ ‬سياسة‭ ‬واضحة‭ ‬ومكشوفة،‭ ‬تجهر‭ ‬للعالم‭ ‬دائماً‭ ‬ماذا‭ ‬تفعل؟‭ ‬ولماذا؟‭ ‬دون‭ ‬أي‭ ‬تردد،‭ ‬محددة‭ ‬بذلك‭ ‬أولوياتها،‭ ‬أسبابها،‭ ‬ومسبباتها‭.‬

وتقودنا‭ ‬تطورات‭ ‬المرحلة‭ ‬الجديدة،‭ ‬وتداعياتها‭ ‬اللافتة،‭ ‬للتساؤل‭ ‬الجاد‭ ‬عن‭ ‬موقع‭ ‬الدول‭ ‬المتأرجحة‭ ‬مما‭ ‬يجري،‭ ‬وطبيعة‭ ‬مواقفها‭ ‬المقبلة،‭ ‬وهل‭ ‬سترد‭ ‬الجميل‭ ‬بالمثل‭ ‬للسعودية،‭ ‬أم‭ ‬ستقف‭ ‬كما‭ ‬تفعل‭ ‬دائماً،‭ ‬وقفة‭ ‬المتفرج،‭ ‬والمتأمل،‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يبدر‭ ‬منها‭ ‬حراكاً‭.‬

التحالفات‭ ‬الجديدة‭ ‬بقيادة‭ ‬السعودية،‭ ‬أمر‭ ‬مطلوب‭ ‬ومهم‭ ‬للمنطقة‭ ‬ولشعوبها،‭ ‬لكنها‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬لا‭ ‬تحتوي‭ ‬على‭ ‬الغث‭ ‬والسمين‭ ‬من‭ ‬الحليف‭ ‬المتأرجح‭ ‬والمترنح،‭ ‬وأن‭ ‬تبنى‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬متين‭ ‬من‭ ‬العدالة‭ ‬والمسئوليات‭ ‬والواجبات‭ ‬يتشارك‭ ‬بها‭ ‬الجميع‭.‬