رؤيا مغايرة

الخليج العربي... طبول الحرب

| فاتن حمزة

قبل‭ ‬أيام‭ ‬شاهدنا‭ ‬أعمالا‭ ‬تخريبية‭ ‬استهدفت‭ ‬سفن‭ ‬شحن‭ ‬تجارية‭ ‬مدنية‭ ‬بالقرب‭ ‬من‭ ‬المياه‭ ‬الإقليمية‭ ‬لدولة‭ ‬الإمارات‭ ‬العربية‭ ‬المتحدة‭ ‬الشقيقة‭ ‬في‭ ‬خليج‭ ‬عمان،‭ ‬في‭ ‬عمل‭ ‬إجرامي‭ ‬خطير‭ ‬يهدد‭ ‬أمن‭ ‬وسلامة‭ ‬حركة‭ ‬الملاحة‭ ‬البحرية‭.‬

إن‭ ‬حوادث‭ ‬الاعتداء‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬السفن‭ ‬الأربع‭ ‬وعلى‭ ‬المنشآت‭ ‬النفطية‭ ‬في‭ ‬السعودية،‭ ‬طامة‭ ‬كبرى‭. ‬إيران‭ ‬أنكرت‭ ‬أن‭ ‬لها‭ ‬يدا‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الاعتداء‭ ‬وألقت‭ ‬اللوم‭ ‬على‭ ‬طرف‭ ‬ثالث،‭ ‬ولعلها‭ ‬وهي‭ ‬تقول‭ ‬هذا‭ ‬تضحك‭ ‬بملء‭ ‬فيها،‭ ‬لكن‭ ‬الذي‭ ‬نعرفه‭ ‬عن‭ ‬جارة‭ ‬السوء‭ ‬هذه‭ ‬أنها‭ ‬لا‭ ‬تشارك‭ ‬مباشرة‭ ‬في‭ ‬الحروب،‭ ‬وجل‭ ‬حروبها‭ ‬بالوكالة،‭ ‬وما‭ ‬يدرينا‭ ‬أن‭ ‬الطرف‭ ‬الثالث‭ ‬الذي‭ ‬تعنيه‭ ‬إيران‭ ‬هو‭ ‬إحدى‭ ‬أذرعها‭ ‬الطويلة‭ ‬الممتدة‭ ‬في‭ ‬عمق‭ ‬وطننا‭ ‬العربي‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭.‬

هناك‭ ‬من‭ ‬يشعل‭ ‬النار‭ ‬ليحقق‭ ‬مكاسب،‭ ‬وهو‭ ‬أمر‭ ‬أضحى‭ ‬من‭ ‬البديهيات‭ ‬لنا‭ ‬اليوم،‭ ‬ونحن‭ ‬في‭ ‬مرحلة‭ ‬تتطلب‭ ‬تجاوز‭ ‬انشغالنا‭ ‬بالذيل‭ ‬والعمل‭ ‬على‭ ‬الرأس‭ ‬وفي‭ ‬عقر‭ ‬داره،‭ ‬لنتمكن‭ ‬من‭ ‬حماية‭ ‬أمننا‭ ‬والحفاظ‭ ‬على‭ ‬مصالحنا،‭ ‬علينا‭ ‬أن‭ ‬نريهم‭ ‬قدراتنا‭ ‬وإمكانياتنا‭ ‬لنمنع‭ ‬تكرار‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الحوادث‭ ‬العدائية‭ ‬الدخيلة‭ ‬التي‭ ‬تهدف‭ ‬إلى‭ ‬زعزعة‭ ‬أمن‭ ‬واستقرار‭ ‬المنطقة‭.‬

لكن‭ ‬رغم‭ ‬هذه‭ ‬الأماني‭ ‬المشروعة‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬أمنيتنا‭ ‬الحقيقية‭ ‬هي‭ ‬أن‭ ‬لا‭ ‬تقع‭ ‬الحرب،‭ ‬فإن‭ ‬قدر‭ ‬الله‭ ‬ووقعت‭ ‬ستكون‭ ‬مدمرة‭ ‬ولن‭ ‬تكون‭ ‬كحرب‭ ‬الخليج‭ ‬الأولى‭ ‬أو‭ ‬الثانية،‭ ‬ستكون‭ ‬حرب‭ ‬صواريخ،‭ ‬مئات‭ ‬الصواريخ‭ ‬إن‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬آلافا‭... ‬وللحديث‭ ‬تتمة‭.‬