ريشة في الهواء

رؤوس وأشباح

| أحمد جمعة

يوسف‭ ‬القرضاوي،‭ ‬عزمي‭ ‬بشارة،‭ ‬وضاح‭ ‬خنفر،‭ ‬ثلاثة‭ ‬نماذج‭ ‬من‭ ‬رؤوس‭ ‬المؤامرة،‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬مئات‭ ‬الأشباح‭ ‬العرب‭ ‬المجهولين‭ ‬الموجودين‭ ‬في‭ ‬قطر،‭ ‬ولندن‭ ‬وبرلين،‭ ‬وحتى‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬دولنا‭ ‬بالمنطقة‭ ‬للأسف،‭ ‬هم‭ ‬غير‭ ‬معروفي‭ ‬الأسماء،‭ ‬وليسوا‭ ‬مدرجين‭ ‬على‭ ‬قائمة‭ ‬الشهرة‭ ‬والإعلام‭ ‬والسياسة،‭ ‬يعملون‭ ‬بورش‭ ‬ومؤسسات‭ ‬ودهاليز،‭ ‬سرية‭ ‬وعلنية،‭ ‬ضد‭ ‬أربع‭ ‬دول‭ ‬بالتحديد،‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية،‭ ‬البحرين،‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات،‭ ‬ومصر،‭ ‬وضاح‭ ‬خنفر‭ ‬خرج‭ ‬من‭ ‬الجزيرة‭ ‬ولم‭ ‬يخرج‭! ‬والقرضاوي‭ ‬توارى‭ ‬في‭ ‬الفترة‭ ‬الأخيرة‭ ‬بهدف‭ ‬تخفيف‭ ‬الضغط‭ ‬الدولي،‭ ‬وعزمي‭ ‬بشارة‭ ‬“شغال”‭ ‬فيما‭ ‬سمي‭ ‬بورش‭ ‬وأكاديميات‭ ‬التغيير‭ ‬لإثارة‭ ‬الفوضى،‭ ‬عرب‭ ‬مشبوهون،‭ ‬مرتبطون‭ ‬بأجهزة‭ ‬قطرية‭ ‬ودولية،‭ ‬وعلاقاتهم،‭ ‬رغم‭ ‬سريتها،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬كرههم‭ ‬وحقدهم‭ ‬على‭ ‬دول‭ ‬التحالف‭ ‬الأربع،‭ ‬جعلهم‭ ‬يؤدون‭ ‬دورهم‭ ‬كمشاريع‭ ‬تخريبية‭ ‬ضد‭ ‬التحالف‭ ‬الخليجي‭ ‬المصري،‭ ‬من‭ ‬منطلق‭ ‬الكراهية‭ ‬لتصدر‭ ‬الدول‭ ‬الأربع‭ ‬لربيع‭ ‬الدم‭ ‬البائد‭ ‬ونجاحها‭ ‬في‭ ‬الإفلات‭ ‬من‭ ‬المؤامرة‭ ‬الكبرى‭ ‬التي‭ ‬جرى‭ ‬الإعداد‭ ‬لها‭ ‬لسنوات‭ ‬طويلة‭ ‬بجهود‭ ‬جبارة‭ ‬بلغت‭ ‬ذروتها‭ ‬بإدارة‭ ‬الرئيس‭ ‬الدمر‭ ‬أوباما‭.‬

السعودية‭ ‬بقيادة‭ ‬الراحل‭ ‬الملك‭ ‬عبدالله‭ ‬عليه‭ ‬الرحمة،‭ ‬تصدت‭ ‬للمشروع‭ ‬الذي‭ ‬قادته‭ ‬قطر‭ ‬وتمثلت‭ ‬ذروته‭ ‬بمحاولة‭ ‬اغتياله،‭ ‬ثم‭ ‬تلاه‭ ‬عزم‭ ‬خادم‭ ‬الحرمين‭ ‬الملك‭ ‬سلمان‭ ‬وولي‭ ‬عهده‭ ‬الأمير‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬حفظهما‭ ‬الله،‭ ‬فكانت‭ ‬السعودية‭ ‬رأس‭ ‬الحربة‭ ‬في‭ ‬إفشال‭ ‬مخطط‭ ‬التغيير‭ ‬وقادت‭ ‬من‭ ‬يومها‭ ‬العرب‭ ‬للتخلص‭ ‬من‭ ‬دوامة‭ ‬الفوضى،‭ ‬البحرين‭ ‬كانت‭ ‬الخنجر‭ ‬القاتل‭ ‬للمؤامرة،‭ ‬فقد‭ ‬أحبطت‭ ‬أكبر‭ ‬محاولة‭ ‬انقلابية‭ ‬بالمنطقة،‭ ‬لو‭ ‬نجحت‭ ‬لقلبت‭ ‬موازين‭ ‬المنطقة‭ ‬كلها،‭ ‬ولكن‭ ‬بفضل‭ ‬شعب‭ ‬وقيادة‭ ‬وشرفاء‭ ‬الوطن‭ ‬والملك‭ ‬عبدالله،‭ ‬قبرت‭ ‬تلك‭ ‬المحاولة،‭ ‬الإمارات‭ ‬تعرضت‭ ‬لمحاولة‭ ‬إخوانية‭ ‬شيطانية‭ ‬أدارها‭ ‬داعية‭ ‬الإرهاب‭ ‬يوسف‭ ‬القرضاوي،‭ ‬وتمكنت‭ ‬الإمارات‭ ‬بوعي‭ ‬شعبها‭ ‬وتصميم‭ ‬قيادتها‭ ‬من‭ ‬إفشال‭ ‬تلك‭ ‬المؤامرة،‭ ‬ثم‭ ‬مصر‭ ‬العربية‭ ‬والمؤامرة‭ ‬الكبرى‭ ‬عليها‭ ‬باستيلاء‭ ‬الإخوان‭ ‬على‭ ‬السلطة‭ ‬ووضع‭ ‬رئيس‭ ‬دمية‭ ‬يدعى‭ ‬مرسي،‭ ‬وكانت‭ ‬تلك‭ ‬ذروة‭ ‬الفوضى‭ ‬العارمة‭ ‬وبها‭ ‬تحقق‭ ‬هدف‭ ‬قوى‭ ‬الشر‭ ‬باحتلال‭ ‬مصر،‭ ‬لكن‭ ‬بفعل‭ ‬ثورة‭ ‬شعبية‭ ‬وقيادة‭ ‬حكيمة‭ ‬قادها‭ ‬الرئيس‭ ‬عبدالفتاح‭ ‬السيسي،‭ ‬قضي‭ ‬على‭ ‬تلك‭ ‬المحاولة‭ ‬البائسة‭ ‬وهي‭ ‬الأخيرة‭ ‬التي‭ ‬لن‭ ‬تقوم‭ ‬بعدها‭ ‬قائمة‭ ‬للإخوان،‭ ‬هذه‭ ‬الدول‭ ‬الأربع،‭ ‬قاومت‭ ‬مشاريع‭ ‬دولية‭ ‬هائلة‭ ‬كانت‭ ‬تنفذ‭ ‬للأسف‭ ‬بأيد‭ ‬عربية‭ ‬مرتزقة‭ ‬من‭ ‬أمثال‭ ‬القرضاوي‭ ‬وخنفر‭ ‬وبشارة،‭ ‬والثلاثة‭ ‬ارتباطاتهم‭ ‬الدولية‭ ‬مفضوحة،‭ ‬وولاؤهم‭ ‬للإخوان‭ ‬وارتباطهم‭ ‬بوكالات‭ ‬التغيير‭ ‬الدولية‭ ‬مستمر‭ ‬حتى‭ ‬الساعة،‭ ‬وهي‭ ‬تنشط‭ ‬كلما‭ ‬سنحت‭ ‬الفرصة،‭ ‬واليوم‭ ‬بوجود‭ ‬المواجهة‭ ‬مع‭ ‬إيران‭ ‬ومع‭ ‬توتر‭ ‬أوضاع‭ ‬المنطقة‭ ‬وشبح‭ ‬الحرب‭ ‬بالأفق‭ ‬وجب‭ ‬الحذر‭ ‬والانتباه‭ ‬ليس‭ ‬من‭ ‬الثلاثة‭ ‬فقط،‭ ‬بل‭ ‬من‭ ‬مئات‭ ‬غيرهم‭ ‬من‭ ‬الأشباح‭ ‬المزروعين‭ ‬للأسف‭ ‬بدولنا‭ ‬الخليجية‭ ‬وحان‭ ‬الوقت‭ ‬للبحث‭ ‬عنهم‭ ‬واصطيادهم‭.‬

 

تنويرة‭:

‬الصدق‭ ‬لا‭ ‬يحتاج‭ ‬لقسم‭.‬