فجر جديد

أنقذوا البحر من هؤلاء اللصوص

| إبراهيم النهام

تداولت‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬أخيرًا‭ ‬مقطع‭ ‬فيديو‭ ‬صادمًا‭ ‬لبحار‭ ‬بحريني‭ ‬قام‭ ‬بتصوير‭ ‬الآلاف‭ ‬من‭ (‬قراقير‭) ‬صيد‭ (‬القباقب‭) ‬بفرضة‭ ‬الحد،‭ ‬مؤكدا‭ ‬–هو‭ ‬وغيره‭- ‬بأنها‭ ‬للآسيويين،‭ ‬وبأن‭ ‬أغلب‭ ‬شاحنات‭ ‬النقل‭ ‬الجاثمة‭ ‬على‭ ‬ضفاف‭ ‬الفرضة‭ ‬هي‭ ‬لنقل‭ ‬المنتجات‭ ‬البحرية‭ ‬البحرينية‭ ‬للخارج‭.‬

ويؤكد‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬البحارة‭ ‬بأن‭ ‬هنالك‭ ‬آسيويين‭ ‬معروفين‭ ‬بمناطق‭ ‬مختلفة‭ ‬استحوذوا‭ ‬على‭ ‬عشرات‭ ‬الرخص‭ ‬لصيد‭ (‬القباقب‭ ‬والسمك‭ ‬والروبيان‭) ‬بنظام‭ ‬التأجير‭ ‬من‭ ‬الباطن،‭ ‬مدمرين‭ ‬البيئة‭ ‬البحرية‭ ‬للبلد،‭ ‬بمسئولية‭ ‬يشاركهم‭ ‬فيها‭ ‬من‭ ‬ارتضي‭ ‬لنفسه‭ ‬للمشاركة‭ ‬بهذه‭ ‬الجريمة،‭ ‬مقابل‭ ‬إيجار‭ ‬شهري‭ ‬للرخصة‭ ‬لا‭ ‬يتعدى‭ ‬المئتين‭ ‬دينار‭.‬

ويقودنا‭ ‬الوضع‭ ‬المتآكل‭ ‬لبحار‭ ‬المملكة،‭ ‬والتي‭ ‬دمرها‭ ‬الآسيويون‭ ‬تدميرًا‭ ‬للاستثراء‭ ‬السريع،‭ ‬إلى‭ ‬أهمية‭ ‬تمرير‭ ‬مشروع‭ (‬النوخذة‭ ‬البحريني‭) ‬فورًا،‭ ‬ووقف‭ ‬المزايدات‭ ‬والمبررات‭ ‬الهشة‭ ‬لتأخيره،‭ ‬كالمطالبة‭ ‬بتأهيل‭ ‬وتدريب‭ ‬النوخذة،‭ ‬متناسين‭ ‬بأن‭ ‬أهل‭ ‬البحرين‭ ‬بحارة‭ ‬من‭ ‬زمان‭ ‬أول،‭ ‬وليسوا‭ ‬بحاجة‭ ‬لهذا‭ ‬الهراء‭.‬

نقول‭ ‬ذلك؛‭ ‬لأن‭ ‬هنالك‭ ‬من‭ ‬لا‭ ‬يخاف‭ ‬الله‭ ‬في‭ ‬خيرات‭ ‬البلد‭ ‬وأهلها،‭ ‬ولقد‭ ‬ذكر‭ ‬لي‭ ‬رئيس‭ ‬جمعية‭ ‬قلالي‭ ‬للصيادين‭ ‬محمد‭ ‬الدخيل‭ ‬باتصال‭ ‬هاتفي‭ ‬أجريته‭ ‬له‭ ‬يوم‭ ‬أمس،‭ ‬بأن‭ ‬البحارة‭ ‬الآسيويين‭ ‬يبتكرون‭ ‬باستمرار‭ ‬وسائل‭ ‬شنيعة‭ ‬لحرث‭ ‬البحر،‭ ‬وصيد‭ ‬السمك،‭ ‬وتدمير‭ ‬مصائده،‭ ‬وبأن‭ ‬هذا‭ ‬الحال‭ ‬في‭ ‬تصاعد‭ ‬مستمر‭.‬

منها‭ ‬–‭ ‬والحديث‭ ‬للدخيل‭- ‬استخدام‭ (‬قراقير‭ ‬للقباقب‭) ‬مزودة‭ ‬بأربع‭ ‬فتحات،‭ ‬بدلا‭ ‬من‭ ‬واحدة‭ ‬أو‭ ‬اثنتين؛‭ ‬لضمان‭ ‬حصد‭ ‬أكبر‭ ‬محصول‭ ‬ممكن،‭ ‬واستخدام‭ ‬ما‭ ‬يسمى‭ ‬خيط‭ (‬القفية‭)‬،‭ ‬والتي‭ ‬تلقي‭ ‬منها‭ ‬طراريد‭ ‬الآسيويين‭ ‬الآلاف‭ ‬المؤلفة‭ ‬في‭ ‬البحر،‭ ‬ليحصدوا‭ ‬الأخضر‭ ‬واليابس‭ ‬من‭ ‬السمك،‭ ‬خصوصًا‭ ‬الهامور‭ ‬والكعند‭.‬

ويزيد”‭ ‬نظرًا‭ ‬لعدم‭ ‬مقدرتهم‭ ‬من‭ ‬رفع‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬الخيوط‭ ‬الكثيرة‭ ‬جدًا‭ ‬برحلة‭ ‬العودة،‭ ‬فإنهم‭ ‬يتركون‭ ‬العديد‭ ‬منها‭ ‬والسمك‭ ‬متشبث‭ ‬بها،‭ ‬ليموت‭ ‬لاحقا‭ ‬بعمق‭ ‬البحر،‭ ‬فلا‭ ‬هم‭ ‬الذين‭ ‬استفادوا‭ ‬منها،‭ ‬ولا‭ ‬هم‭ ‬الذين‭ ‬رحموا‭ ‬البحر،‭ ‬ورحموا‭ ‬الأسماك‭ ‬والناس”‭.‬

ويقودنا‭ ‬هذا‭ ‬الواقع‭ ‬المُر‭ ‬واليومي‭ ‬لبحار‭ ‬المملكة،‭ ‬لضرورة‭ ‬تمرير‭ ‬مشروع‭ (‬النوخذه‭ ‬البحريني‭) ‬كوقاية‭ ‬وحماية‭ ‬لخيرات‭ ‬البلد‭ ‬البحرية‭ ‬من‭ ‬العبث،‭ ‬وكصفعة‭ ‬لكل‭ ‬السراق‭ ‬والمتنفذين،‭ ‬ومؤجري‭ ‬رخص‭ ‬الصيد‭ ‬في‭ ‬الباطن‭.‬