فجر جديد

لا تنسوا حقوق الباعة البحرينيين

| إبراهيم النهام

‭ ‬نقدّر‭ ‬عاليًا‭ ‬للدولة،‭ ‬جهودها‭ ‬المبذولة‭ ‬في‭ ‬تطوير‭ ‬الأسواق‭ ‬الشعبية‭ ‬والأسواق‭ ‬المركزية،‭ ‬وهي‭ ‬سمة‭ ‬حضارية‭ ‬مطلوبة،‭ ‬خصوصًا‭ ‬مع‭ ‬تزايد‭ ‬السكان‭ ‬والعمران‭ ‬والسيارات،‭ ‬والتي‭ ‬تستلزم‭ ‬المواكبة،‭ ‬والمسايرة،‭ ‬بالتوسعة،‭ ‬والتطوير،‭ ‬والتحديث‭.‬

‭ ‬هذه‭ ‬الجهود‭ ‬المُقدرة،‭ ‬ينقصها‭ ‬الاهتمام‭ ‬بحقوق‭ ‬الباعة‭ ‬البحرينيين،‭ ‬من‭ ‬أصحاب‭ ‬الفرشات،‭ ‬والمحالات‭ ‬الصغيرة،‭ ‬والذين‭ ‬يكدون‭ ‬بهذه‭ ‬الأسواق‭ ‬كدًّا،‭ ‬منذ‭ ‬الصباح‭ ‬الباكر‭ ‬لانتزاع‭ ‬لقمة‭ ‬العيش‭ ‬الشريفة‭.‬

‭ ‬هؤلاء‭ (‬البسطاء‭) ‬لا‭ ‬تراعى‭ ‬ظروفهم‭ ‬بغالب‭ ‬الأحيان،‭ ‬ولا‭ ‬ينظر‭ ‬لهم‭ ‬بطرف‭ ‬عين،‭ ‬سواء‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬كلفة‭ ‬الإيجار،‭ ‬زاوية‭ ‬البيع،‭ ‬مساحتها،‭ ‬وهي‭ ‬الثلاثية‭ ‬القاتلة‭ ‬التي‭ ‬تجعل‭ ‬من‭ ‬استمرارهم‭ ‬ونجاحهم‭ ‬في‭ ‬عملهم‭ ‬من‭ ‬سابع‭ ‬المستحيلات‭.‬

‭ ‬وكما‭ ‬هو‭ ‬الحال‭ ‬بالنسبة‭ ‬للسوق‭ ‬الشعبي‭ ‬بمدينة‭ ‬عيسى‭ ‬إبان‭ ‬افتتاحه‭ ‬قبل‭ ‬عدة‭ ‬أعوام،‭ ‬وما‭ ‬صاحب‭ ‬الأمر‭ ‬من‭ ‬اعتصامات،‭ ‬ومناشدات‭ ‬للباعة‭ ‬مطالبين‭ ‬بتخفيف‭ ‬كافة‭ ‬الإيجار،‭ ‬وفي‭ ‬النظر‭ ‬لحقوقهم‭ ‬ومطالبهم،‭ ‬يتكرّر‭ ‬ذات‭ ‬الأمر‭ ‬الآن،‭ ‬بشكل‭ ‬تدريجي‭ ‬لنظرائهم‭ ‬بسوق‭ ‬المحرق‭ ‬المركزي‭.‬

‭ ‬الاستثمار‭ ‬في‭ ‬المواطن،‭ ‬وفي‭ ‬معيشته،‭ ‬واستقراره،‭ ‬ورضاه،‭ ‬لا‭ ‬يقل‭ ‬شأنًا‭ ‬عن‭ ‬الاستثمار‭ ‬في‭ ‬الأرض‭ ‬والمتجر‭ ‬والصناعة‭ ‬وغيره،‭ ‬بدايته‭ ‬النظر‭ ‬لهؤلاء‭ ‬البسطاء‭ ‬من‭ ‬أبناء‭ ‬البلد،‭ ‬بعين‭ ‬الاهتمام،‭ ‬تمامًا‭ ‬كما‭ ‬ينظر‭ ‬للاقتصاد،‭ ‬وللتجارة،‭ ‬وللدين‭ ‬العام‭ ‬وغيرها‭.‬