سوالف

“المعلومة‭ ‬الصحيحة”‭ ‬في‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الأجواء‭ ‬الملتهبة

| أسامة الماجد

المقياس‭ ‬الذي‭ ‬يفترض‭ ‬أن‭ ‬نقيس‭ ‬به‭ ‬الأمور‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬دقيقا،‭ ‬ففي‭ ‬هذه‭ ‬الظروف‭ ‬التي‭ ‬تمر‭ ‬بها‭ ‬المنطقة‭ ‬قد‭ ‬تكثر‭ ‬الإشاعات‭ ‬وهي‭ ‬حقيقة‭ ‬لم‭ ‬تعد‭ ‬خافية‭ ‬على‭ ‬أحد،‭ ‬حيث‭ ‬سيخرج‭ ‬من‭ ‬لا‭ ‬ضمير‭ ‬ولا‭ ‬دين‭ ‬له‭ ‬وأعداء‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬الداخل‭ ‬والخارج‭ ‬وسينشرون‭ ‬الإشاعات‭ ‬والقصص‭ ‬الخيالية‭ ‬ويرسمون‭ ‬سيناريوهات‭ ‬عبر‭ ‬الأثير‭ ‬تنبض‭ ‬بالكذب‭ ‬وعلامات‭ ‬مميزة‭ ‬من‭ ‬الغباء،‭ ‬وسيغرقون‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬بمعلومات‭ ‬مغلوطة،‭ ‬فهؤلاء‭ ‬ينشطون‭ ‬في‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الأجواء‭ ‬الملتهبة‭ ‬ومن‭ ‬مستلزمات‭ ‬ظفرهم‭ ‬ونجاحهم‭ ‬الاستماع‭ ‬إليهم‭ ‬وتصديقهم‭ ‬وإعادة‭ ‬إرسال‭ ‬ما‭ ‬ينشرونه‭ ‬حتى‭ ‬إن‭ ‬كان‭ ‬بحسن‭ ‬نية‭.‬

نعيش‭ ‬مرحلة‭ ‬انعطاف‭ ‬سياسية‭ ‬خطيرة‭ ‬في‭ ‬المنطقة،‭ ‬والإعلام‭ ‬جزء‭ ‬أساسي‭ ‬في‭ ‬الوضع‭ ‬القائم،‭ ‬ومع‭ ‬معرفتنا‭ ‬المسبقة‭ ‬بنوايا‭ ‬أعداء‭ ‬البحرين‭ ‬والأشقاء،‭ ‬ستزيد‭ ‬الادعاءات‭ ‬والكذب‭ ‬والتناقض‭ ‬وتهويل‭ ‬الأخبار‭ ‬والسعي‭ ‬إلى‭ ‬التخبط‭ ‬والفوضى،‭ ‬بل‭ ‬سيذهب‭ ‬بعضهم‭ ‬إلى‭ ‬تناول‭ ‬موضوعات‭ ‬مختلقة‭ ‬عن‭ ‬معارك‭ ‬وضرب‭ ‬مواقع‭ ‬ومنشآت‭ ‬لأن‭ ‬من‭ ‬المهمات‭ ‬الراهنة‭ ‬والمستقبلية‭ ‬لأعداء‭ ‬البحرين‭ ‬بث‭ ‬الفرقة‭ ‬والتصادم‭ ‬بالدرجة‭ ‬الأولى،‭ ‬ومن‭ ‬هنا‭ ‬يجب‭ ‬على‭ ‬المواطن‭ ‬توخي‭ ‬الحيطة‭ ‬والحذر‭ ‬والابتعاد‭ ‬ما‭ ‬أمكن‭ ‬عن‭ ‬الحسابات‭ ‬المعروفة‭ ‬بالإثارة‭ ‬الإعلامية‭ ‬والمبالغة،‭ ‬والرجوع‭ ‬فقط‭ ‬إلى‭ ‬الإعلام‭ ‬الرسمي‭ ‬للتزود‭ ‬بالمعلومات‭ ‬ومعرفة‭ ‬ما‭ ‬يلزم،‭ ‬وهنا‭ ‬نؤكد‭ ‬أيضا‭ ‬على‭ ‬الإعلام‭ ‬الرسمي‭ ‬بمختلف‭ ‬ميادينه‭ ‬ضرورة‭ ‬وضع‭ ‬استراتيجية‭ ‬عمل‭ ‬ينطلق‭ ‬منها‭ ‬ووضع‭ ‬خطط‭ ‬على‭ ‬أسس‭ ‬سليمة‭ ‬لمواجهة‭ ‬الأحداث‭ ‬وفي‭ ‬جميع‭ ‬الاتجاهات‭ ‬وبكفاءة‭ ‬وسرعة‭ ‬ونقل‭ ‬الخبر‭ ‬–‭ ‬أي‭ ‬خبر‭ ‬كان‭ ‬–‭ ‬لحظة‭ ‬بلحظة‭ ‬وعدم‭ ‬ترك‭ ‬المواطن‭ ‬يلجأ‭ ‬إلى‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬أو‭ ‬جهات‭ ‬خارجية‭ ‬بحثا‭ ‬عن‭ ‬المعلومة‭ ‬والخبر‭.‬

الإعلام‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يواكب‭ ‬الحدث‭ ‬والخجول‭ ‬يسفر‭ ‬بلا‭ ‬شك‭ ‬عن‭ ‬عزل‭ ‬المواطنين،‭ ‬فلا‭ ‬يدركون‭ ‬ما‭ ‬يدور‭ ‬حولهم‭ ‬ولا‭ ‬يلمون‭ ‬بمشكلات‭ ‬الواقع،‭ ‬ولنعرف‭ ‬أيضا‭ ‬حين‭ ‬يكون‭ ‬للدولة‭ ‬أعداء‭ ‬يفترون‭ ‬عليها‭ ‬وينشرون‭ ‬الأكاذيب‭ ‬ضدها‭ ‬ويشككون‭ ‬في‭ ‬مبادئها‭ ‬وسياستها،‭ ‬تصبح‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬سلاحا‭ ‬قويا‭ ‬في‭ ‬دحض‭ ‬الافتراءات‭ ‬وتكذيب‭ ‬حملات‭ ‬التشكيك،‭ ‬وكما‭ ‬يقولون‭ ‬إن‭ ‬المدى‭ ‬الذي‭ ‬يستطيع‭ ‬السيف‭ ‬أن‭ ‬يصله‭ ‬يكون‭ ‬الإعلام‭ ‬قد‭ ‬سبقه‭ ‬فيه،‭ ‬وهكذا‭ ‬يكون‭ ‬قياس‭ ‬الوقت‭ ‬في‭ ‬الإعلام‭ ‬لا‭ ‬يقدر‭ ‬بثمن‭.‬