ريشة في الهواء

قرار الحرب بيد من؟

| أحمد جمعة

مع‭ ‬الحرب‭ ‬الأمور‭ ‬دائما‭ ‬تسوء‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬تتحسن،‭ ‬وكما‭ ‬قال‭ ‬روزفلت‭ ‬“لم‭ ‬تكن‭ ‬هناك‭ ‬حرب‭ ‬جيدة‭ ‬أو‭ ‬سلام‭ ‬سيء”،‭ ‬ويقول‭ ‬حنا‭ ‬مينا‭ ‬كذلك‭ ‬“الحرب‭ ‬حضارة‭ ‬حين‭ ‬تكون‭ ‬ضد‭ ‬الذين‭ ‬يسعون‭ ‬لتدمير‭ ‬الحضارة”،‭ ‬وهذا‭ ‬هو‭ ‬حالنا‭ ‬دائماً‭ ‬مع‭ ‬النظام‭ ‬الإيراني‭ ‬الثيوقراطي،‭ ‬ومع‭ ‬قرار‭ ‬الحرب،‭ ‬ترقب‭ ‬وانتظار‭ ‬وتحليل‭ ‬ونقاشات‭ ‬استعراضية‭ ‬عبر‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬وكأن‭ ‬الحرب‭ ‬لعبة‭ ‬أو‭ ‬نزهة،‭ ‬فيما‭ ‬أصحاب‭ ‬القرار‭ ‬بالحرب‭ ‬لهم‭ ‬حساباتهم‭ ‬الدقيقة‭ ‬والحذرة،‭ ‬والسؤال‭ ‬المعلق‭ ‬اليوم‭ ‬على‭ ‬لسان‭ ‬الجميع‭: ‬هل‭ ‬ستقع‭ ‬الحرب؟‭ ‬

برأيي‭ ‬المتواضع‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يُطرح‭ ‬السؤال‭ ‬بالشكل‭ ‬التالي‭: ‬كيف‭ ‬سنواجه‭ ‬الحرب‭ ‬إذا‭ ‬وقعت؟‭ ‬نحن‭ ‬ندرك‭ ‬أن‭ ‬عدونا‭ ‬وعدو‭ ‬المنطقة‭ ‬والعالم‭ ‬هو‭ ‬النظام‭ ‬الإيراني‭ ‬الذي‭ ‬أجمع‭ ‬العالم‭ ‬بمن‭ ‬فيهم‭ ‬أولئك‭ ‬المتحفظون‭ ‬على‭ ‬الحرب،‭ ‬نظام‭ ‬إرهابي‭ ‬ثيوقراطي‭ ‬لم‭ ‬يتوقف‭ ‬منذ‭ ‬تأسيسه‭ ‬عن‭ ‬إثارة‭ ‬التوتر‭ ‬وزعزعة‭ ‬الاستقرار‭ ‬بالمنطقة،‭ ‬واتفق‭ ‬الجميع‭ ‬مؤخراً‭ ‬بأنه‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬بمقدور‭ ‬العالم‭ ‬تحمل‭ ‬تصرفات‭ ‬نظام‭ ‬فوضوي،‭ ‬نموذج‭ ‬مشوه‭ ‬للأنظمة‭ ‬البائدة‭ ‬كالنازية‭ ‬والفاشية‭ ‬والقومية‭ ‬العسكرية‭ ‬اليابانية،‭ ‬التي‭ ‬قُضي‭ ‬عليها‭ ‬جميعاً‭ ‬كأمر‭ ‬طبيعي‭ ‬مسلم‭ ‬به،‭ ‬لأنها‭ ‬أنظمة‭ ‬ضد‭ ‬التطور‭ ‬الطبيعي‭ ‬للدول،‭ ‬ولأنها‭ ‬توسعية‭ ‬دخلت‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬مع‭ ‬العالم‭ ‬الحر‭ ‬فقضي‭ ‬عليها‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬المنطلق،‭ ‬والنظام‭ ‬الإيراني‭ ‬لا‭ ‬يختلف‭ ‬عن‭ ‬هذه‭ ‬الأنظمة‭ ‬سوى‭ ‬أنه‭ ‬أقلها‭ ‬قوة‭ ‬وأكثرها‭ ‬هشاشة‭ ‬وليس‭ ‬بمقدوره‭ ‬مواجهة‭ ‬10‭ % ‬من‭ ‬القوة‭ ‬الأميركية‭ ‬لو‭ ‬استخدمت،‭ ‬خطره‭ ‬الوحيد‭ ‬كأي‭ ‬عنصر‭ ‬إرهابي‭ ‬فيما‭ ‬يشيعه‭ ‬من‭ ‬تخريب‭ ‬عبر‭ ‬صواريخه‭ ‬المتخلفة‭ ‬العمياء‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تعرف‭ ‬أين‭ ‬تسقط‭ ‬وما‭ ‬ستحدث‭ ‬من‭ ‬تخريب،‭ ‬لكن‭ ‬بوسائل‭ ‬الدفاع‭ ‬العصرية‭ ‬المتقدمة‭ ‬قد‭ ‬لا‭ ‬تفلح‭ ‬هذه‭ ‬الصواريخ‭ ‬العشوائية‭ ‬في‭ ‬إحداث‭ ‬الدمار،‭ ‬ولكن‭ ‬بمقدورها‭ ‬زرع‭ ‬الرعب‭ ‬في‭ ‬السكان،‭ ‬لكن‭ ‬يبقى‭ ‬السؤال‭: ‬كيف‭ ‬نواجه‭ ‬الحرب‭ ‬لو‭ ‬وقعت؟

لاشك‭ ‬أن‭ ‬إيران‭ ‬تعتمد‭ ‬على‭ ‬أذرعها‭ ‬الإرهابية‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬اعتمادها‭ ‬على‭ ‬ذاتها،‭ ‬وبالتالي‭ ‬أولى‭ ‬الخطوات‭ ‬تأمين‭ ‬الجبهة‭ ‬الخلفية‭ ‬قبل‭ ‬الحرب‭ ‬وأثناءها‭ ‬وبعدها،‭ ‬لأنه‭ ‬حتى‭ ‬مع‭ ‬هزيمة‭ ‬النظام‭ ‬الإيراني‭ ‬من‭ ‬المحتمل‭ ‬تحريك‭ ‬خلاياه‭ ‬في‭ ‬محاولات‭ ‬يائسة‭ ‬بائسة‭ ‬للانتقام،‭ ‬وهنا‭ ‬لابد‭ ‬من‭ ‬اليقظة‭ ‬والحذر،‭ ‬فعلى‭ ‬دول‭ ‬المنطقة‭ ‬تأمين‭ ‬هذه‭ ‬الجبهة‭ ‬بقوة‭. ‬والأمر‭ ‬الأكثر‭ ‬أهمية،‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬تضع‭ ‬دول‭ ‬المنطقة‭ ‬في‭ ‬اعتبارها‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬لها‭ ‬صوت‭ ‬بقرار‭ ‬الحرب‭ ‬أو‭ ‬السلم،‭ ‬فمهما‭ ‬اتجهت‭ ‬الأمور‭ ‬فلا‭ ‬نترك‭ ‬القرار‭ ‬بيد‭ ‬غيرنا‭ ‬وحده،‭ ‬فلابد‭ ‬من‭ ‬دور‭ ‬لنا‭ ‬بقرار‭ ‬الحرب‭ ‬أو‭ ‬السلم،‭ ‬حفظ‭ ‬الله‭ ‬دولنا‭ ‬وشعوبنا‭.‬

 

تنويرة‭:

‬كثرة‭ ‬العثرات‭ ‬تفرض‭ ‬أن‭ ‬تغير‭ ‬طريقك‭.‬