سوالف

برنامج‭ ‬سمو‭ ‬المحافظ‭ ‬الأمني‭ ‬الاجتماعي‭... ‬قيمة‭ ‬مهمة‭ ‬في‭ ‬التوعية

| أسامة الماجد

أكثر‭ ‬ما‭ ‬يحتاج‭ ‬إليه‭ ‬الشباب‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬العصر‭ ‬هو‭ ‬الخلق‭ ‬والإبداع‭ ‬والتنظيم‭ ‬والفكر‭ ‬والفن‭ ‬وسواها‭ ‬من‭ ‬النشاطات‭ ‬الإنسانية،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬تهيئة‭ ‬الجو‭ ‬المناسب‭ ‬للانطلاق‭ ‬نحو‭ ‬الأنشطة‭ ‬اللصيقة‭ ‬برسالة‭ ‬الإنسان‭ ‬وجوهره،‭ ‬وبرنامج‭ ‬سمو‭ ‬الشيخ‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬علي‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬محافظ‭ ‬الجنوبية‭ ‬“الأمني‭ ‬الاجتماعي‭ ‬2019”‭ ‬الذي‭ ‬أطلقه‭ ‬مؤخرا‭ ‬والرامي‭ ‬إلى‭ (‬نشر‭ ‬الوعي‭ ‬والثقافة‭ ‬الأمنية‭ ‬بين‭ ‬فئة‭ ‬الناشئة‭ ‬والشباب،‭ ‬ويشمل‭ ‬البرنامج‭ ‬كما‭ ‬أعلن‭ ‬عنه‭ ‬تسليط‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬السلامة‭ ‬المرورية،‭ ‬وأمن‭ ‬المعلومات‭ ‬كالتوعية‭ ‬ضد‭ ‬الاستخدام‭ ‬الخاطئ‭ ‬لوسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬والسلوكات‭ ‬الخاطئة‭ ‬أثناء‭ ‬القيادة‭ ‬وذلك‭ ‬عبر‭ ‬تقديم‭ ‬المحاضرات‭ ‬والورش‭)‬،‭ ‬إن‭ ‬هذا‭ ‬البرنامج‭ ‬ستكون‭ ‬له‭ ‬قيمة‭ ‬مهمة‭ ‬في‭ ‬توعية‭ ‬الشباب‭ ‬والناشئة‭ ‬واستغلال‭ ‬قدراتهم‭ ‬لصقلها‭ ‬وتهذيبها‭ ‬وصرفها‭ ‬في‭ ‬ما‭ ‬ينفعهم،‭ ‬وينفع‭ ‬المجتمع،‭ ‬فمرحلة‭ ‬الشباب‭ ‬تتميز‭ ‬بميلاد‭ ‬الميل‭ ‬الشديد‭ ‬إلى‭ ‬استغلال‭ ‬الشخصية‭ ‬حيث‭ ‬يتخلص‭ ‬الشاب‭ ‬من‭ ‬فكرة‭ ‬التبعية‭ ‬السلوكية‭ ‬وخصوصا‭ ‬للأبوين،‭ ‬وهذه‭ ‬الشخصية‭ ‬المستقلة‭ ‬تولد‭ ‬أمامه‭ ‬ضرورات‭ ‬جديدة‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬يفكر‭ ‬فيها‭ ‬من‭ ‬قبل،‭ ‬وهي‭ ‬الاعتماد‭ ‬على‭ ‬النفس‭ ‬والتفكير‭ ‬في‭ ‬المستقبل‭ ‬وإثبات‭ ‬الذات‭ ‬ومحاولة‭ ‬فهم‭ ‬غوامض‭ ‬الأمور‭.‬

لهذا‭ ‬فهو‭ ‬يحتاج‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المرحلة‭ ‬إلى‭ ‬التوعية‭ ‬والتثقيف‭ ‬وإلى‭ ‬أين‭ ‬يتجه‭ ‬ولماذا،‭ ‬فعلاوة‭ ‬على‭ ‬صحة‭ ‬الجسد‭ ‬وبناء‭ ‬العقل،‭ ‬فالشباب‭ ‬والناشئة‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬إرشادهم‭ ‬إلى‭ ‬معالم‭ ‬الطريق،‭ ‬وتقييم‭ ‬الأمور‭ ‬بشكل‭ ‬أفضل‭ ‬وبرؤية‭ ‬مختلفة‭ ‬تبعدهم‭ ‬عن‭ ‬الأخطار‭ ‬المحدقة‭ ‬بهم‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬جانب،‭ ‬فالقضية‭ ‬برمتها‭ ‬تتعلق‭ ‬بالأسلوب‭ ‬والسلوك،‭ ‬ولعلي‭ ‬أركز‭ ‬هنا‭ ‬على‭ ‬قضية‭ ‬الاستخدام‭ ‬الخاطئ‭ ‬لوسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬وهي‭ ‬قضية‭ ‬الساعة،‭ ‬فالعالم‭ ‬الافتراضي‭ ‬أصبح‭ ‬خطرا‭ ‬وبعضهم‭ ‬يطلق‭ ‬عليه‭ ‬السلاح‭ ‬العصري‭ ‬الفعال،‭ ‬ومحصلة‭ ‬التجارب‭ ‬والخبرة‭ ‬من‭ ‬واقعنا‭ ‬نستطيع‭ ‬القول‭ ‬إن‭ ‬الاستخدام‭ ‬الخاطئ‭ ‬لوسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬مشاكل‭ ‬كثيرة‭ ‬في‭ ‬أنماط‭ ‬سلوك‭ ‬الشباب،‭ ‬ويزيد‭ ‬الأمر‭ ‬أضعافا‭ ‬إذا‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬هناك‭ ‬مراقبة‭ ‬أو‭ ‬توعية‭.‬

 

إن‭ ‬برنامج‭ ‬سمو‭ ‬المحافظ‭ ‬الأمني‭ ‬الاجتماعي‭ ‬سيمكن‭ ‬الشباب‭ ‬والناشئة‭ ‬من‭ ‬إدراك‭ ‬مدى‭ ‬مسؤوليتهم‭ ‬تجاه‭ ‬أمنهم‭ ‬وأمن‭ ‬مجتمعهم‭ ‬وتحصينهم‭ ‬ضد‭ ‬الأخطار‭ ‬والأفكار‭ ‬السلبية‭ ‬وحماية‭ ‬عقولهم‭ ‬من‭ ‬الاستغلال،‭ ‬ونتمنى‭ ‬أن‭ ‬نرى‭ ‬مثل‭ ‬هذا‭ ‬البرنامج‭ ‬القيم‭ ‬في‭ ‬بقية‭ ‬المحافظات‭.‬