بطولات “بوشلاخ” الخالدة

| سعيد محمد

في‭ ‬إعلام‭ ‬الفضاء‭ ‬السايبراني‭ ‬اليوم،‭ ‬يتفنن‭ ‬العباقرة‭ ‬وأصحاب‭ ‬الفضيلة‭ ‬ممن‭ ‬ينسبون‭ ‬أنفسهم‭ ‬لمشايخ‭ ‬الدين‭ ‬ومجموعة‭ ‬أخرى‭ ‬من‭ ‬المحللين‭ ‬والراصدين‭ ‬والمفكرين‭ ‬والإعلاميين‭ ‬والمثقفين‭ ‬والمفكرين‭ ‬ومعهم‭ ‬إدارات‭ ‬وفرق‭ ‬عمل‭ ‬إعلامية‭ ‬تدير‭ ‬فضائيات‭ ‬ومواقع‭ ‬إلكترونية‭ ‬وصحف‭ ‬ورقية‭ ‬و”ديجيتالية”‭ ‬في‭ ‬أنواع‭ ‬الكذب‭ ‬والهراء‭ ‬والدجل‭ ‬والتشليخ،‭ ‬ولو‭ ‬كان‭ ‬الأمر‭ ‬بيدنا‭ ‬لكتبنا‭ ‬عن‭ ‬قنوات‭ ‬محددة‭ ‬وبرامج‭ ‬محددة‭ ‬وأسماء‭ ‬محددة‭ ‬نالت‭ ‬منها‭ ‬من‭ ‬الأمة‭ ‬العربية‭ ‬ما‭ ‬نالت‭ ‬بسبب‭ ‬“قنابلهم‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬المواسم‭ ‬وكل‭ ‬الظروف‭ ‬وكل‭ ‬الأزمات”‭.. ‬هم‭ ‬باختصار‭.. ‬تجار‭ ‬الأزمات‭.‬

للعمل‭ ‬يا‭ ‬جماعة‭ ‬الخير،‭ ‬وهذا‭ ‬الأمر‭ ‬نكرر‭ ‬عليه‭ ‬ونكتب‭ ‬فيه‭ ‬ونعيد‭ ‬الكتابة‭ ‬فيه‭ ‬من‭ ‬باب‭ ‬توعيه‭ ‬أنفسنا‭ ‬والآخرين،‭ ‬هناك‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الفضائيات‭ ‬أصبحت‭ ‬تتفق‭ ‬مع‭ ‬ضيوفها‭ ‬“للتمثيل”‭.. ‬أي‭ ‬للضحك‭ ‬على‭ ‬عقولنا‭! ‬نراهم‭ ‬يتعاركون‭ ‬في‭ ‬الأستوديو‭.. ‬لكن‭ ‬ذلك‭ ‬متفق‭ ‬عليه‭.. ‬يرمى‭ ‬أحدهم‭ ‬على‭ ‬الآخر‭ ‬كأس‭ ‬الماء‭.. ‬متفق‭ ‬عليه‭.. ‬يصرخ‭ ‬هذا‭ ‬ويشتم‭ ‬هذا‭.. ‬متفق‭ ‬عليه‭.. ‬تتكسر‭ ‬الطاولات‭.. ‬متفق‭ ‬عليه،‭ ‬فقد‭ ‬أصبح‭ ‬هذا‭ ‬النوع‭ ‬من‭ ‬“المشلخين”‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬البضائع‭ ‬الأكثر‭ ‬رواجًا‭ ‬لبعض‭ ‬واجهات‭ ‬الإعلام‭ ‬غير‭ ‬المهني،‭ ‬فهل‭ ‬بإمكان‭ ‬كل‭ ‬مواطن‭ ‬خليجي‭ ‬وعربي‭ ‬ومسلم‭ ‬أن‭ ‬يحصن‭ ‬عقله‭ ‬وينشئ‭ ‬حوله‭ ‬حائط‭ ‬صد‭ ‬يحميه‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬ضحية‭ ‬إعلام‭ ‬ضخم‭ ‬يعبث‭ ‬بعقله‭... ‬يخدعه‭... ‬يمارس‭ ‬عليه‭ ‬طقوس‭ ‬الكذب‭ ‬والخداع‭ ‬والتضليل؟‭ ‬لا‭ ‬يبدو‭ ‬ذلك‭ ‬هيناً،‭ ‬فالناس‭ ‬متفاوتون‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬القدرات‭ ‬والقابليات،‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬بالإمكان‭ ‬تكثيف‭ ‬توعية‭ ‬الناس‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬المحترمة‭ ‬والأمينة،‭ ‬وكذلك‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬المنبر‭ ‬الديني‭ ‬النظيف،‭ ‬لئلا‭ ‬يكونوا‭ ‬“تنابل”‭ ‬يضحك‭ ‬عليهم‭ ‬أباطرة‭ ‬الإعلام‭ ‬المدمر‭.‬

يلزم‭ ‬على‭ ‬المسئولين‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬الإعلام،‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الخليجي‭ ‬والعربي،‭ ‬وكذلك‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬اللجان‭ ‬الوزارية‭ ‬المشتركة‭ ‬المسئولة‭ ‬عن‭ ‬الإعلام‭ ‬أن‭ ‬تواجه‭ ‬خطر‭ ‬هؤلاء‭ ‬بشيء‭ ‬من‭ ‬“الشدة”‭ ‬وليس‭ ‬“التهاون‭ ‬واللين”،‭ ‬وعليهم‭ ‬أن‭ ‬يتحملوا‭ ‬مسئوليتهم‭ ‬الوطنية‭ ‬مهما‭ ‬كان‭ ‬ثقلها،‭ ‬فهناك‭ ‬غرف‭ ‬تم‭ ‬إنشاؤها‭ ‬كمختبرات‭ ‬مجهزة‭ ‬بأحدث‭ ‬الأجهزة‭ ‬والتقنيات‭ ‬لفبركة‭ ‬المقاطع‭ ‬والصور‭ ‬والمقالات‭ ‬لنشر‭ ‬الكذب،‭ ‬وهناك‭ ‬بعض‭ ‬أجهزة‭ ‬الإعلام‭ ‬العربية‭ ‬الإسلامية‭ ‬الفاشلة،‭ ‬أو‭ ‬قل‭ ‬كذلك‭ ‬الناجحة‭ ‬التي‭ ‬تعمل‭ ‬تحت‭ ‬أيدي‭ ‬“أقطاب‭ ‬التآمر”‭. ‬أصبحت‭ ‬تستقطب‭ ‬ضعاف‭ ‬النفوس‭ ‬من‭ ‬مختلف‭ ‬الطبقات،‭ ‬ممن‭ ‬يلهثون‭ ‬وراء‭ ‬الفلوس،‭ ‬واستخدمت‭ ‬المزايا‭ ‬والعطايا‭ ‬والهبات،‭ ‬وهي‭ ‬دائمًا‭ ‬استعداد‭ ‬لأن‭ ‬تحمل‭ ‬“المعاول”‭ ‬وتهدم‭ ‬بلا‭ ‬هوادة‭ ‬ولا‭ ‬اكتراث‭.‬