خليفة بن سلمان وآفاق السلام الإقليمي

| عادل عيسى المرزوق

‭ ‬ينظر‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬الموقر،‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه،‭ ‬إلى‭ ‬المسئوليات‭ ‬الجسام‭ ‬التي‭ ‬يلزم‭ ‬أن‭ ‬تحملها‭ ‬الدول،‭ ‬حكومات‭ ‬وشعوب،‭ ‬للحفاظ‭ ‬على‭ ‬السلام‭ ‬والاستقرار‭ ‬العالميين،‭ ‬وهذه‭ ‬مسئولية‭ ‬تبدأ‭ ‬من‭ ‬محيطها‭ ‬الوطني‭ ‬والإقليمي‭ ‬إلى‭ ‬العالمي،‭ ‬وقد‭ ‬وضع‭ ‬سموه‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬التوجهات‭ ‬في‭ ‬المرحلة‭ ‬التي‭ ‬يعيشها‭ ‬العالم‭ ‬حاليًّا‭ ‬والمليئة‭ ‬بالمتغيرات‭ ‬المتسارعة‭ ‬والمتشابكة‭.‬

‭ ‬قبل‭ ‬فترة‭ ‬من‭ ‬الزمن،‭ ‬وفي‭ ‬حديث‭ ‬مع‭ ‬الأخ‭ ‬والصديق‭ ‬والإنسان‭ ‬الكريم‭ ‬صاحب‭ ‬الخبرة‭ ‬العميقة‭ ‬معالي‭ ‬وزير‭ ‬الداخلية‭ ‬العماني‭ ‬السيد‭ ‬حمود‭ ‬بن‭ ‬فيصل‭ ‬البوسعيدي‭ ‬لفت‭ ‬الانتباه‭ ‬إلى‭ ‬سمو‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬أحد‭ ‬أبرز‭ ‬القادة‭ ‬الذين‭ ‬عملوا‭ ‬ولا‭ ‬يزالون‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تحقيق‭ ‬التعاون‭ ‬والتكاتف‭ ‬لصيانة‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬الخليجي‭ ‬والإقليمي‭ ‬والعالمي،‭ ‬فحماية‭ ‬السلم‭ ‬الدولي‭ ‬في‭ ‬نظر‭ ‬سموه‭ ‬هو‭ ‬دور‭ ‬إنساني‭ ‬كبير،‭ ‬ولهذا‭ ‬فقد‭ ‬كان‭ ‬سموه‭ ‬يؤكد‭ ‬أهمية‭ ‬التحرك‭ ‬الجماعي‭ ‬والتوافق‭ ‬والتناغم‭ ‬لوضع‭ ‬الحلول‭ ‬للصراعات‭ ‬والتهديدات‭ ‬لأنه‭ ‬يؤمن‭ ‬بأن‭ ‬مصير‭ ‬الدول‭.. ‬كل‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬مرتبط‭ ‬ببعضها‭ ‬البعض‭ ‬ومصالح‭ ‬شعوبها‭ ‬مشتركة‭ ‬وأن‭ ‬أي‭ ‬تهديد‭ ‬لأي‭ ‬بقعة‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬ولأي‭ ‬مكون‭ ‬من‭ ‬البشر‭ ‬هو‭ ‬تهديد‭ ‬للبشرية‭ ‬جمعاء‭.‬

‭ ‬إن‭ ‬منطقتنا‭ ‬العربية‭ - ‬كما‭ ‬يرى‭ ‬سموه‭ ‬بنظر‭ ‬ثاقبة‭ - ‬تخوض‭ ‬معركة‭ ‬مصير،‭ ‬ونحن‭ ‬نشهد‭ ‬أحداثًا‭ ‬جسامًا‭ ‬وتطورات‭ ‬عربية‭ ‬وإقليمية،‭ ‬ونرى‭ ‬أن‭ ‬إنقاذ‭ ‬منطقتنا‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يحدث‭ ‬فيها‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬التعامل‭ ‬معها‭ ‬بحكمة،‭ ‬وأن‭ ‬تكون‭ ‬المصلحة‭ ‬الوطنية‭ ‬ومصالح‭ ‬العرب‭ ‬العليا‭ ‬هي‭ ‬المحرك‭ ‬لنا‭ ‬جميعًا،‭ ‬وأن‭ ‬نستعيد‭ ‬قدرتنا‭ ‬على‭ ‬الفعل‭ ‬والتحرك‭ ‬الجماعي‭ ‬لحماية‭ ‬دولنا‭ ‬وتأمين‭ ‬مستقبل‭ ‬شعوبنا‭.‬

لطالما‭ ‬شدّد‭ ‬سمو‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬المرحلة‭ ‬الراهنة‭ ‬تتطلب‭ ‬جمع‭ ‬الكلمة‭ ‬وتوحيد‭ ‬الصفوف،‭ ‬لا‭ ‬سيما‭ ‬على‭ ‬صعيد‭ ‬دول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬لدول‭ ‬الخليج‭ ‬العربية،‭ ‬فلابد‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬مصانة‭ ‬وفي‭ ‬ذات‭ ‬الوقت،‭ ‬ترسل‭ ‬رسائل‭ ‬السلام‭ ‬والتفاهم‭ ‬وتوظيف‭ ‬الطاقات‭ ‬والإمكانيات‭ ‬للتطور‭ ‬والبناء‭ ‬والتنمية‭.‬

‭ ‬ومن‭ ‬وجهة‭ ‬نظري،‭ ‬فإن‭ ‬هذا‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬مطلوب‭ ‬اليوم،‭ ‬نحو‭ ‬مزيد‭ ‬من‭ ‬التشاور‭ ‬والتنسيق،‭ ‬وأن‭ ‬نتبنى‭ ‬كخليجيين‭ ‬أفكار‭ ‬ومرئيات‭ ‬سمو‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬للانطلاق‭ ‬بالعمل‭ ‬الخليجي‭ ‬المشترك‭ ‬نحو‭ ‬أفق‭ ‬جديد‭ ‬وواضح‭ ‬المعالم،‭ ‬وإيجاد‭ ‬صيغ‭ ‬جديدة‭ ‬للعمل‭ ‬تتوافق‭ ‬مع‭ ‬متطلبات‭ ‬المرحلة‭ ‬الحالية‭ ‬التي‭ ‬تشوبها‭ ‬تطورات‭ ‬وظروف‭ ‬دقيقة‭ ‬وبما‭ ‬يسهم‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬أهدافنا‭ ‬في‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬والنمو،‭ ‬وإن‭ ‬ثقتنا‭ ‬لكبيرة‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬القيادة‭ ‬الواعية‭ ‬والحكيمة‭ ‬لأصحاب‭ ‬الجلالة‭ ‬والسمو‭ ‬قادة‭ ‬دول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬الجاد‭ ‬ومضاعفة‭ ‬الجهود‭ ‬في‭ ‬استمرارية‭ ‬التنسيق‭ ‬والتشاور‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬المجالات‭ ‬بما‭ ‬يعزّز‭ ‬من‭ ‬جهود‭ ‬دول‭ ‬المجلس‭ ‬على‭ ‬صعيد‭ ‬التنمية‭ ‬ويحفظ‭ ‬لها‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار‭.‬