قائد‭ ‬عالمي‭ ‬2‭-‬2

| د. عبدالله الحواج

عندما‭ ‬تداولت‭ ‬الأخبار‭ ‬نبأ‭ ‬اختيار‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬قائدًا‭ ‬عالميًّا،‭ ‬لم‭ ‬تهدأ‭ ‬الأفكار‭ ‬في‭ ‬مخيلتي،‭ ‬فالقرار‭ ‬أو‭ ‬التكريم‭ ‬الدولي‭ ‬جاء‭ ‬من‭ ‬هيئة‭ ‬معتبرة‭ ‬هي‭ ‬منظمة‭ ‬الصحة‭ ‬العالمية،‭ ‬السبب‭ ‬أو‭ ‬الأسباب‭ ‬لم‭ ‬تنحصر‭ ‬في‭ ‬مجرد‭ ‬خدمات‭ ‬جليلة‭ ‬قدمها‭ ‬سموه‭ ‬لبني‭ ‬وطنه،‭ ‬بقدر‭ ‬امتداد‭ ‬هذه‭ ‬الخدمات‭ ‬على‭ ‬استقامتها‭ ‬لتشمل‭ ‬رؤية‭ ‬رئيس‭ ‬وزراء‭ ‬تجاه‭ ‬تطوير‭ ‬قطاع‭ ‬يُعد‭ ‬هو‭ ‬الأخطر‭ ‬والأكثر‭ ‬تأثيرًا‭ ‬ألا‭ ‬وهو‭ ‬قطاع‭ ‬الصحة‭ ‬الذي‭ ‬يعاني‭ ‬الأمرين‭ ‬في‭ ‬البلدان‭ ‬المأسوف‭ ‬عليها،‭ ‬بل‭ ‬إنه‭ ‬يكابد‭ ‬الهموم‭ ‬والإخفافات‭ ‬حتى‭ ‬في‭ ‬الدول‭ ‬المتقدمة‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬يحالفها‭ ‬التوفيق‭ ‬في‭ ‬التفاعل‭ ‬مع‭ ‬وباء‭ ‬نادر‭ ‬أو‭ ‬مرض‭ ‬مستعصٍ‭ ‬أو‭ ‬عجز‭ ‬بطعم‭ ‬استحالة‭ ‬الحياة‭.‬

العقل‭ ‬السليم‭ ‬في‭ ‬الجسد‭ ‬السليم،‭ ‬هكذا‭ ‬علمونا‭ ‬في‭ ‬المهد،‭ ‬والأمم‭ ‬العفية‭ ‬خير‭ ‬وأبقى‭ ‬من‭ ‬الأمم‭ ‬المريضة،‭ ‬هكذا‭ ‬نقرأ‭ ‬في‭ ‬بديهيات‭ ‬العلوم‭ ‬السياسية‭ ‬وأبجديات‭ ‬الشأن‭ ‬الاقتصادي‭.‬

لذلك،‭ ‬فإن‭ ‬التكريم‭ ‬العالمي‭ ‬لرئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬حفظة‭ ‬الله‭ ‬ورعاه،‭ ‬لم‭ ‬يأت‭ ‬من‭ ‬فراغ‭ ‬بل‭ ‬أنه‭ ‬جاء‭ ‬تتويجًا‭ ‬لمشوار‭ ‬كفاح‭ ‬استمر‭ ‬زهاء‭ ‬الأربعة‭ ‬قرون،‭ ‬جاء‭ ‬اعترافًا‭ ‬من‭ ‬منظمة‭ ‬الصحة‭ ‬العالمية‭ ‬ولأول‭ ‬مرة‭ ‬بأن‭ ‬هناك‭ ‬قائدًا‭ ‬عالميًّا‭ ‬ساهم‭ ‬في‭ ‬تنفيذ‭ ‬خطة‭ ‬المنظمة‭ ‬وتطبيق‭ ‬رؤيتها‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬أن‭ ‬تصل‭ ‬خدمات‭ ‬الرعاية‭ ‬الصحية‭ ‬إلى‭ ‬كل‭ ‬مواطن‭ ‬وكل‭ ‬مقيم‭ ‬بسهولة‭ ‬ويسر‭ ‬ومن‭ ‬دون‭ ‬عناء،‭ ‬وتحقق‭ ‬الهدف‭ ‬لأنه‭ ‬ينتمي‭ ‬إلى‭ ‬منظومة‭ ‬الحكمة‭ ‬التي‭ ‬أبدع‭ ‬في‭ ‬تأسيسها‭ ‬سمو‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬عندما‭ ‬قام‭ ‬بربطها‭ ‬مع‭ ‬احتياجات‭ ‬المجتمع،‭ ‬ورفدها‭ ‬مع‭ ‬ما‭ ‬تحقق‭ ‬على‭ ‬الصعيد‭ ‬ذاته‭ ‬وما‭ ‬يمكن‭ ‬تحقيقه‭ ‬خلال‭ ‬المستقبل‭ ‬المنظور‭.‬

المسألة‭ ‬إذن‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬مجرد‭ ‬مصادفة‭ ‬يتم‭ ‬البناء‭ ‬عليها،‭ ‬ولا‭ ‬فرصة‭ ‬عمر‭ ‬تم‭ ‬اقتناصها‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬لها‭ ‬أساس‭ ‬إداري،‭ ‬واعتبار‭ ‬إنساني،‭ ‬وارتباط‭ ‬حكومي‭ ‬بخطط‭ ‬واستراتيجيات‭.‬

‭ ‬قبل‭ ‬أيام‭ ‬بالتحديد‭ ‬في‭ ‬جلسة‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬رأينا‭ ‬سمو‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬وهو‭ ‬يتقدم‭ ‬الحضور‭ ‬بنفير‭ ‬استباقي‭ ‬لم‭ ‬نعهده‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬ضد‭ ‬شبكات‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬المغرضة،‭ ‬بالتحديد‭ ‬التي‭ ‬تبث‭ ‬روح‭ ‬الكراهية‭ ‬بين‭ ‬أفراد‭ ‬الشعب‭ ‬الواحد‭ ‬والوطن‭ ‬الواحد،‭ ‬بتحديد‭ ‬أكثر‭ ‬تلك‭ ‬التي‭ ‬تقيم‭ ‬احتفالات‭ ‬لتسويق‭ ‬الضغينة‭ ‬بين‭ ‬الناس‭ ‬وبث‭ ‬روح‭ ‬الفرقة‭ ‬والانتقام‭ ‬داخل‭ ‬ربوع‭ ‬العشيرة‭ ‬والفريج‭ ‬والبلدة‭ ‬الواحدة،‭ ‬الأكثر‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬أنها‭ ‬حاولت‭ ‬الترويج‭ ‬لأفكار‭ ‬هدامة،‭ ‬وقسمت‭ ‬المجتمع‭ ‬المتحاب‭ ‬إلى‭ ‬طوائف‭ ‬وأعراق‭ ‬وألوان‭ ‬ما‭ ‬أنزل‭ ‬الله‭ ‬بها‭ ‬من‭ ‬سلطان‭.‬

من‭ ‬هنا‭ ‬كان‭ ‬الإدراك‭ ‬الدولي‭ ‬باعتبار‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬قائدًا‭ ‬عالميًّا‭ ‬بمثابة‭ ‬تكريم‭ ‬له‭ ‬أصول‭ ‬وحسب‭ ‬ونسب‭ ‬وشجرة‭ ‬عائلة،‭ ‬تكريم‭ ‬يفهمه‭ ‬العالم‭ ‬ويمنحه‭ ‬لمن‭ ‬يستحق‭ ‬لأن‭ ‬الضمير‭ ‬الإنساني‭ ‬لا‭ ‬يخطئ‭ ‬أبدًا‭.‬

إن‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬لفخورة‭ ‬بكم‭ ‬يا‭ ‬صاحب‭ ‬السمو،‭ ‬وجيلنا‭ ‬الذي‭ ‬عاش‭ ‬معكم،‭ ‬واقترب‭ ‬منكم،‭ ‬وشاهد‭ ‬إنجازاتكم‭ ‬وجليل‭ ‬أعمالكم‭ ‬وحكيم‭ ‬خصالكم،‭ ‬أعتبره‭ ‬شخصيًّا‭ ‬جيلاً‭ ‬محظوظًا،‭ ‬لأنه‭ ‬تعلم‭ ‬على‭ ‬أيديكم‭ ‬جلال‭ ‬المواطنة،‭ ‬وفطنة‭ ‬الحكمة،‭ ‬ونبل‭ ‬المرتجى،‭ ‬ودقة‭ ‬التعاطي‭ ‬مع‭ ‬أحداث‭ ‬الساعة‭ ‬وكل‭ ‬ساعة‭.‬

إن‭ ‬تكريمكم‭ ‬هو‭ ‬تكريم‭ ‬لنا،‭ ‬تتويج‭ ‬لمسيرة‭ ‬كفاح،‭ ‬توثيق‭ ‬لعطايا‭ ‬تخطت‭ ‬الحدود‭ ‬ولمعت‭ ‬في‭ ‬الآفاق،‭ ‬صنعت‭ ‬لبلادها‭ ‬وللإنسانية‭ ‬جمعاء‭ ‬مجدًا‭ ‬تتباهى‭ ‬به‭ ‬الأجيال،‭ ‬وعزًّا‭ ‬خالدًا‭ ‬في‭ ‬النفوس،‭ ‬وخيرًا‭ ‬عامرًا‭ ‬في‭ ‬القلوب،‭ ‬وأملاً‭ ‬نعيش‭ ‬عليه‭ ‬مع‭ ‬سموكم‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬فرص‭ ‬أوفر‭ ‬ووطن‭ ‬أقدر‭ ‬وشعب‭ ‬أصح‭.‬