الكلمة والنقد البناء
| أيمن همام
ما من شك فيما تحمله الكلمة من أهمية وما يمكن أن تسببه من أثر طيب أو خبيث، فهي سلاح ذو حدين، ورب كلمة داوت جراحا ورب كلمة ألهبتها. وكثير من الأحيان يكون الصمت أفضل من الكلام، إن كان غير موزون أو لا يعبر عن المقصد الحقيقي من ورائه.
في الآونة الأخيرة خرجت من ألسن مسؤولين كلمات أقل ما توصف أنها كانت غير موفقة. من يتابع سلسلة تلك التصريحات وما تبعها من ردود فعل على وسائل التواصل الاجتماعي سيلحظ أنها فجرت شحنة من الأفكار السلبية لدى البعض ممن يهوون إصدار الأحكام الصارمة بلا هوادة، كما استغلها آخرون للتشكيك في كفاءة المسؤول وربما نزاهته.
لا توجد وصفة سحرية يمكن أن يستخدمها المسؤول لينتقي كلماته بعناية ويتمكن عبرها من إيصال رسالته بوضوح، إذ إن فن الخطابة ملكة نادرة لا يقتنيها إلا القليل من البشر، لذلك نجد متحدثا مفوها وآخر متلعثما، وهناك من يستطيع أن يسترسل بكلماته فتخرج من فيه كالسيمفونية المحكمة وهناك من يتعثر في كل جملة تقريبا.
لا ينبغي الانتقاص من المسؤول ومحو إنجازاته أو تأثيره عند زلة لسان، فالأميركيون لم ينقضوا على رئيسهم الأسبق جورج بوش الابن رغم زلاته الكثيرة التي بلغت حدا جعله يسخر من نفسه.
وفيما يتوجب على كل مسؤول الحرص على اختيار كلماته بعناية يجب على كل من يوجه سهام النقد إليه ألا يتربص له بكل زلة لسان، ليس لأن المسؤول في النهاية بشر، بل حتى يكون النقد بناء وذا قيمة.