أنسنة

جمعية الصحفيين والمفصولين... الدعم والتضامن المطلوب

| رجاء مرهون

في‭ ‬خطوة‭ ‬تحسب‭ ‬للإدارة‭ ‬الجديدة‭ ‬لجمعية‭ ‬الصحفيين‭ ‬البحرينية،‭ ‬تشهد‭ ‬الساحة‭ ‬المحلية‭ ‬تحركاً‭ ‬تقوده‭ ‬الزميلة‭ ‬عهدية‭ ‬أحمد‭ ‬بهدف‭ ‬معالجة‭ ‬ملف‭ ‬الصحافيين‭ ‬الذين‭ ‬فصلوا‭ ‬من‭ ‬مؤسساتهم‭ ‬الإعلامية‭ ‬لأسباب‭ ‬مالية‭ ‬أو‭ ‬إدارية‭ ‬وكذلك‭ ‬الذين‭ ‬قدموا‭ ‬استقالاتهم‭ ‬تحت‭ ‬ضغوط‭ ‬شخصية‭ ‬أو‭ ‬أسرية‭. ‬

جهود‭ ‬الزميلة‭ ‬أحمد‭ ‬وفريقها‭ ‬المساند‭ ‬يعيد‭ ‬إلى‭ ‬ذاكرتي‭ ‬حالة‭ ‬التضامن‭ ‬التي‭ ‬عاشها‭ ‬الصحافيون‭ ‬إبان‭ ‬إغلاق‭ ‬صحيفة‭ ‬“الوقت”‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬2010‭ ‬بعد‭ ‬صعوبات‭ ‬مالية‭ ‬عصفت‭ ‬بها‭. ‬أتذكر‭ ‬جيداً‭ ‬وضع‭ ‬الصحافيين‭ ‬آنذاك،‭ ‬فلم‭ ‬يكتفوا‭ ‬بإظهار‭ ‬التعاطف‭ ‬والتضامن‭ ‬مع‭ ‬زملائهم‭ ‬في‭ ‬“الوقت”‭ ‬فحسب،‭ ‬بل‭ ‬سارعوا‭ ‬إلى‭ ‬تمرير‭ ‬سيرهم‭ ‬الذاتية‭ ‬إلى‭ ‬إدارات‭ ‬الصحف‭ ‬مع‭ ‬تزكيتهم،‭ ‬دفعاً‭ ‬نحو‭ ‬توظيفهم‭. ‬ولم‭ ‬تقف‭ ‬جهود‭ ‬الصحافيين‭ ‬حينها‭ ‬عند‭ ‬هذه‭ ‬النقطة،‭ ‬فشكلوا‭ ‬قوة‭ ‬ضغط‭ ‬غير‭ ‬معلنة‭ ‬على‭ ‬وزير‭ ‬العمل‭ ‬السابق،‭ ‬وكانوا‭ ‬يحرجونه‭ ‬بالأسئلة‭ ‬عن‭ ‬أوضاع‭ ‬الصحافيين‭ ‬المسرحين‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مؤتمر‭ ‬صحافي‭ ‬وفعالية،‭ ‬وينتقدون‭ ‬بعض‭ ‬الترشيحات‭ ‬الوظيفية‭ ‬التي‭ ‬قدمت‭ ‬إليهم‭ ‬“ترشيح‭ ‬محرر‭ ‬برلماني‭ ‬لوظيفة‭ ‬سائق‭ ‬مركبة‭ ‬ثقيلة‭ ‬مثلا”‭! ‬

أما‭ ‬الواقع‭ ‬اليوم‭ ‬فيبدو‭ ‬قاتما،‭ ‬فقد‭ ‬تسلمت‭ ‬إدارة‭ ‬الجمعية‭ ‬قرابة‭ ‬27‭ ‬سيرة‭ ‬ذاتية‭ ‬وطلبا‭ ‬للتوظيف‭ ‬من‭ ‬صحافيين‭ ‬سابقين،‭ ‬باتوا‭ ‬الآن‭ ‬عاطلين‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬كانوا‭ ‬يشكلون‭ ‬الرأي‭ ‬العام‭ ‬بأخبارهم‭ ‬وتقاريرهم‭ ‬وتحقيقاتهم‭ ‬ومقالاتهم،‭ ‬بل‭ ‬إن‭ ‬أحدهم‭ ‬تحول‭ ‬من‭ ‬محرر‭ ‬في‭ ‬الصفحات‭ ‬الثقافية‭ ‬–‭ ‬يصول‭ ‬ويجول‭ ‬في‭ ‬النقد‭ ‬والشعر‭ ‬والأدب‭ - ‬إلى‭ ‬موظف‭ ‬أمن‭ ‬“سيكيورتي”‭. ‬

وللأسف،‭ ‬جاء‭ ‬رد‭ ‬وزارة‭ ‬العمل‭ ‬والتنمية‭ ‬الاجتماعية‭ ‬على‭ ‬تحركات‭ ‬جمعية‭ ‬الصحفيين‭ ‬بعرض‭ ‬“التدريب‭ ‬المهني‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الصحافة‭ ‬والإعلام‭ ‬بما‭ ‬يسهم‭ ‬في‭ ‬تطورهم‭ ‬الوظيفي”،‭ ‬أي‭ ‬أن‭ ‬الوزارة‭ ‬تعرض‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الخبرات‭ ‬الصحافية‭ ‬فرصاً‭ ‬للتدريب‭ ‬وليس‭ ‬التوظيف‭!‬

هنا‭ ‬أدعو‭ ‬النواب‭ ‬في‭ ‬لجنة‭ ‬التحقيق‭ ‬البرلمانية‭ ‬برئاسة‭ ‬الأخ‭ ‬إبراهيم‭ ‬النفيعي‭ ‬للتحرك‭ ‬نحو‭ ‬إيجاد‭ ‬حل‭ ‬مرض‭ ‬يوظف‭ ‬خبراتهم‭ ‬خدمةً‭ ‬لوطننا‭ ‬الغالي،‭ ‬وذلك‭ ‬بتمكينهم‭ ‬من‭ ‬مواقع‭ ‬وظيفية‭ ‬تتناسب‭ ‬مع‭ ‬مؤهلاتهم‭ ‬ومعارفهم،‭ ‬وسأنوه‭ ‬للإخوة‭ ‬النواب‭ ‬بأنه‭ ‬من‭ ‬غير‭ ‬المقبول‭ ‬أن‭ ‬يبقى‭ ‬هؤلاء‭ ‬عاطلين‭ ‬بينما‭ ‬يشغل‭ ‬مئات‭ ‬الأجانب‭ ‬وظائف‭ ‬للاتصال‭ ‬والعلاقات‭ ‬العامة‭ ‬في‭ ‬أجهزة‭ ‬حكومية‭ ‬ومؤسسات‭ ‬خاصة‭ ‬برواتب‭ ‬مجزية‭.‬