ملك الحكمة والرؤية الصائبة

| زهير توفيقي

كان‭ ‬لي‭ ‬الشرف‭ ‬بأن‭ ‬يتم‭ ‬اختياري‭ ‬لأكون‭ ‬ضمن‭ ‬كوكبة‭ ‬وفد‭ ‬أهالي‭ ‬محافظة‭ ‬العاصمة‭ ‬الذين‭ ‬تشرفوا‭ ‬بتقديم‭ ‬التهنئة‭ ‬إلى‭ ‬المقام‭ ‬السامي‭ ‬لحضرة‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬عاهل‭ ‬البلاد‭ ‬المفدى‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه،‭ ‬وذلك‭ ‬بمناسبة‭ ‬حلول‭ ‬شهر‭ ‬رمضان‭ ‬المبارك،‭ ‬حيث‭ ‬تشرفنا‭ ‬بلقاء‭ ‬جلالته‭ ‬مساء‭ ‬يوم‭ ‬الثلاثاء‭ ‬20‭ ‬مايو‭ ‬الجاري،‭ ‬ولا‭ ‬شك‭ ‬بأن‭ ‬حرص‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬على‭ ‬الالتقاء‭ ‬بأبنائه‭ ‬المواطنين‭ ‬من‭ ‬مختلف‭ ‬المحافظات،‭ ‬خلال‭ ‬هذا‭ ‬الشهر‭ ‬الفضيل،‭ ‬سنة‭ ‬حميدة‭ ‬ورثها،‭ ‬حفظه‭ ‬الله،‭ ‬عن‭ ‬آبائه‭ ‬وأجداده‭ ‬فحرص‭ ‬على‭ ‬تكريسها‭ ‬والمحافظة‭ ‬عليها‭ ‬لما‭ ‬تعكسه‭ ‬من‭ ‬حالة‭ ‬بحرينية‭ ‬خاصة‭ ‬تُترجم‭ ‬مدى‭ ‬قرب‭ ‬الحاكم‭ ‬من‭ ‬أبناء‭ ‬شعبه‭.‬‭ ‬

وبالرجوع‭ ‬إلى‭ ‬الكلمة‭ ‬السامية‭ ‬التي‭ ‬ألقاها‭ ‬جلالته‭ ‬خلال‭ ‬اللقاء‭ ‬الجميل‭ ‬وما‭ ‬تضمنته‭ ‬تلك‭ ‬الكلمة‭ ‬من‭ ‬نقاط‭ ‬مهمة‭ ‬جداً،‭ ‬فقد‭ ‬استوقفني‭ ‬في‭ ‬كلمة‭ ‬جلالته‭ ‬تطرقه‭ ‬إلى‭ ‬ضرورة‭ ‬إعادة‭ ‬النظر‭ ‬في‭ ‬طرق‭ ‬استخدام‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬مؤكداً‭ ‬جلالته‭ ‬أنه‭ ‬يجب‭ ‬استخدام‭ ‬هذه‭ ‬التقنيّة‭ ‬الحديثة‭ ‬لتعزيز‭ ‬التواصل‭ ‬المجتمعي‭ ‬ونشر‭ ‬الإيجابيات‭ ‬ودعم‭ ‬القضايا‭ ‬الوطنية‭ ‬التي‭ ‬تجمع‭ ‬ولا‭ ‬تفرّق‭ ‬بحيث‭ ‬تكون‭ ‬هذه‭ ‬الوسائل‭ ‬مصدر‭ ‬إصلاح‭ ‬لا‭ ‬معول‭ ‬هدم‭.‬

كما‭ ‬أشاد‭ ‬جلالته‭ ‬بوعي‭ ‬الأغلبية‭ ‬حول‭ ‬أهمية‭ ‬التصدّي‭ ‬للشائعات‭ ‬التي‭ ‬تعمل‭ ‬على‭ ‬نشرها‭ ‬جهات‭ ‬حاقدة‭ ‬على‭ ‬الوطن‭ ‬واستقرار‭ ‬مجتمعه‭.‬

ولابد‭ ‬لي‭ ‬هنا‭ ‬أن‭ ‬أشير‭ ‬إلى‭ ‬أنني‭ ‬شخصياً‭ ‬سبق‭ ‬لي‭ ‬أن‭ ‬كتبت‭ ‬مقالا‭ ‬بعنوان‭ ‬“وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭.. ‬وما‭ ‬أدراك‭... ‬وذلك‭ ‬في‭ ‬جريدة‭ ‬البلاد‭ ‬بتاريخ‭ ‬17‭ ‬أكتوبر‭ ‬2018م،‭ ‬تطرقت‭ ‬خلال‭ ‬المقال‭ ‬لإيجابيات‭ ‬تلك‭ ‬الوسائل‭ ‬وسلبياتها،‭ ‬وعليه‭ ‬فإنني‭ ‬أكرر‭ ‬مناشدتي‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬المنبر‭ ‬كي‭ ‬نُبادر‭ ‬جميعاً‭ ‬بالعمل‭ ‬معاً‭ ‬يداً‭ ‬واحدة‭ ‬ونجعل‭ ‬توجيه‭ ‬جلالته‭ ‬نبراساً‭ ‬وخارطة‭ ‬طريق‭ ‬لتصحيح‭ ‬الأوضاع‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬خير‭ ‬وصالح‭ ‬الوطن‭ ‬والمجتمع‭.‬

من‭ ‬جانب‭ ‬آخر‭ ‬أود‭ ‬بهذه‭ ‬المناسبة‭ ‬أن‭ ‬أرفع‭ ‬إلى‭ ‬المقام‭ ‬السامي‭ ‬أسمى‭ ‬آيات‭ ‬الشكر‭ ‬والامتنان‭ ‬والتقدير‭ ‬لتفضله‭ ‬باستقبالنا‭ ‬وتشريفنا‭ ‬بهذا‭ ‬اللقاء‭ ‬الحميم،‭ ‬لقد‭ ‬كانت‭ ‬حقاً‭ ‬ليلة‭ ‬من‭ ‬أجمل‭ ‬ليالي‭ ‬هذا‭ ‬الشهر‭ ‬الفضيل،‭ ‬ولعلي‭ ‬أنوه‭ ‬هنا‭ ‬بما‭ ‬أبداه‭ ‬جلالته‭ ‬من‭ ‬إصرار‭ ‬خلال‭ ‬اللقاء‭ ‬على‭ ‬تقديم‭ ‬التهنئة‭ ‬للجميع‭ ‬فرداً‭ ‬فرداً‭ ‬وذلك‭ ‬رغم‭ ‬العدد‭ ‬الكبير‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬يقدر‭ ‬بـ‭ ‬450‭ ‬شخصاً‭. ‬

لقد‭ ‬استطاع‭ ‬جلالته‭ ‬بابتسامته‭ ‬المعهودة،‭ ‬وسعة‭ ‬صدره،‭ ‬وتواضعه‭ ‬الجم‭ ‬أن‭ ‬يقدّم‭ ‬درساً‭ ‬من‭ ‬دروس‭ ‬الرقي‭ ‬والاحترام‭ ‬وبساطة‭ ‬الحاكم‭ ‬في‭ ‬حضور‭ ‬مواطنيه،‭ ‬وهذا‭ ‬بالطبع‭ ‬ليس‭ ‬غريباً‭ ‬على‭ ‬حكامنا‭ ‬الكرام‭. ‬حفظ‭ ‬الله‭ ‬البحرين‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬مكروه‭ ‬شامخة‭ ‬أبيّة‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬مليكنا‭ ‬ورئيس‭ ‬وزرائنا‭ ‬وولي‭ ‬العهد،‭ ‬حفظهم‭ ‬الله‭ ‬ورعاهم،‭ ‬ولهم‭ ‬العهد‭ ‬منّا‭ ‬بالوقوف‭ ‬خلفهم‭ ‬كالبنيان‭ ‬المرصوص‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬بناء‭ ‬حاضر‭ ‬ومستقبل‭ ‬بحريننا‭ ‬الغالية‭. ‬وكل‭ ‬عام‭ ‬والجميع‭ ‬بألف‭ ‬خير‭.‬