صور مختصرة

هل‭ ‬سيأتي‭ ‬رمضان‭ ‬غيره؟

| عبدالعزيز الجودر

في‭ ‬هذه‭ ‬الأيام‭ ‬الفضيلة‭ ‬التي‭ ‬تقربنا‭ ‬أكثر‭ ‬إلى‭ ‬الخالق‭ ‬عز‭ ‬وجل‭ ‬تتضاعف‭ ‬فيها‭ ‬الطاعات‭ ‬والتراحم‭ ‬والصدقات‭ ‬وتهذيب‭ ‬النفوس‭ ‬وتأليف‭ ‬القلوب‭ ‬وتقوية‭ ‬وترسيخ‭ ‬العلاقات‭ ‬الاجتماعية‭ ‬بين‭ ‬الناس‭ ‬أجمعين‭ ‬والمسارعة‭ ‬لفعل‭ ‬الخير‭ ‬والإنفاق‭ ‬في‭ ‬سبيل‭ ‬الله‭ ‬تعالى،‭ ‬بالأمس‭ ‬القريب‭ ‬كنا‭ ‬في‭ ‬لهفة‭ ‬وشوق‭ ‬لاستقبال‭ ‬الشهر‭ ‬والآن‭ ‬نحن‭ ‬في‭ ‬اليوم‭ ‬العشرين‭ ‬منه،‭ ‬هاهي‭ ‬أجراس‭ ‬الوداع‭ ‬تدق‭ ‬معلنة‭ ‬اقتراب‭ ‬رحيله،‭ ‬وهاهو‭ ‬رمضان‭ ‬يلملم‭ ‬ما‭ ‬تبقى‭ ‬من‭ ‬أيامه‭ ‬لنستقبل‭ ‬العشر‭ ‬الأواخر‭ ‬منه،‭ ‬“ويابخت”‭ ‬الناس‭ ‬التي‭ ‬سارعت‭ ‬بالتصدق‭ ‬والإنفاق‭ ‬من‭ ‬مالها‭ ‬الخاص‭ ‬في‭ ‬سبيل‭ ‬الله‭ ‬ووقفت‭ ‬مع‭ ‬بسطاء‭ ‬الديرة‭ ‬المحتاجين‭ ‬في‭ ‬دواعيس‭ ‬وفرجان‭ ‬مدن‭ ‬وقرى‭ ‬البحرين‭ ‬ومدت‭ ‬لهم‭ ‬المساعدة‭ ‬والعون‭ ‬ومسحت‭ ‬دموعهم‭ ‬وأفرحت‭ ‬قلوبهم‭ ‬وشرحت‭ ‬نفوسهم‭ ‬من‭ ‬الضوائق‭ ‬المالية‭ ‬وأفرجت‭ ‬عنهم‭ ‬الكرب‭ ‬والمحن‭ ‬التي‭ ‬يمرون‭ ‬بها‭ ‬بالمساهمة‭ ‬الفعالة‭ ‬في‭ ‬حل‭ ‬مشاكلهم‭ ‬المعيشية‭ ‬والحياتية،‭ ‬ونسأل‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المقام‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬حزمة‭ ‬تلك‭ ‬الأعمال‭ ‬الجليلة‭ ‬في‭ ‬ميزان‭ ‬حسنات‭ ‬أولئك‭ ‬الأخيار‭ ‬من‭ ‬ميسوري‭ ‬الديرة‭ ‬والآخرين‭ ‬المتطوعين‭ ‬المخلصين‭ ‬من‭ ‬أهلها‭ ‬الذين‭ ‬ساهموا‭ ‬وشاركوا‭ ‬في‭ ‬فعل‭ ‬الخير‭ ‬بكل‭ ‬أمانة‭ ‬وإخلاص‭ ‬وبسرية‭ ‬تامة‭.‬

في‭ ‬ذات‭ ‬الوقت‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬هناك‭ ‬“فجة”‭ ‬ومتسع‭ ‬من‭ ‬الوقت‭ ‬لمن‭ ‬تأخر‭ ‬أو‭ ‬انشغل‭ ‬لظرف‭ ‬أو‭ ‬لآخر‭ ‬كي‭ ‬“يهم‭ ‬روحه”‭ ‬ويلحق‭ ‬بالركب‭ ‬بمساعدة‭ ‬أفراد‭ ‬مجتمعه‭ ‬المحتاجين‭ ‬والهرولة‭ ‬تجاه‭ ‬مضاعفة‭ ‬الاجتهاد‭ ‬والإكثار‭ ‬منه‭ ‬في‭ ‬الليالي‭ ‬والأيام‭ ‬المتبقية‭ ‬ويغتنم‭ ‬فضائلها‭ ‬ببذل‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬أعمال‭ ‬الخير‭ ‬والثواب‭ ‬لينال‭ ‬الأجر‭ ‬والمغفرة‭ ‬“ودفع‭ ‬البله”‭ ‬عنه‭ ‬وعن‭ ‬أفراد‭ ‬أسرته‭.‬

ففي‭ ‬العشر‭ ‬الأواخر‭ ‬من‭ ‬رمضان‭ ‬المبارك‭ ‬هناك‭ ‬ليلة‭ ‬خير‭ ‬من‭ ‬ألف‭ ‬شهر،‭ ‬لذا‭ ‬فهذه‭ ‬من‭ ‬أكبر‭ ‬الفرص‭ ‬العظيمة‭ ‬التي‭ ‬أمامنا‭ ‬الآن‭ ‬حيث‭ ‬من‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬بها‭ ‬علينا‭ ‬نحن‭ ‬معشر‭ ‬المسلمين‭ ‬بليلة‭ ‬يكون‭ ‬عمل‭ ‬الخير‭ ‬فيها‭ ‬عن‭ ‬ألف‭ ‬شهر،‭ ‬فهي‭ ‬حقا‭ ‬ليلة‭ ‬لا‭ ‬تعوض‭ ‬على‭ ‬الإطلاق‭ ‬فيستحب‭ ‬مضاعفة‭ ‬الصدقة‭ ‬والتبرع‭ ‬وإخراج‭ ‬الزكاة‭ ‬لمستحقيها‭ ‬من‭ ‬بسطاء‭ ‬أهل‭ ‬البحرين‭ ‬وإدخال‭ ‬السرور‭ ‬والحبور‭ ‬والفرحة‭ ‬في‭ ‬قلوبهم‭ ‬دون‭ ‬تردد‭ ‬“ما‭ ‬نقصت‭ ‬صدقة‭ ‬من‭ ‬مال”‭.‬

نحن‭ ‬البشر‭ ‬لا‭ ‬نعلم‭ ‬ولا‭ ‬ندري‭ ‬هل‭ ‬سيأتي‭ ‬علينا‭ ‬شهر‭ ‬رمضان‭ ‬غيره‭ ‬ونحن‭ ‬أحياء‭ ‬نرزق‭ ‬أم‭ ‬وقتها‭ ‬نحن‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬آخر،‭ ‬ولكم‭ ‬“طولت‭ ‬العمر”‭. ‬وعساكم‭ ‬عالقوة‭.‬