الاستفزاز إلى الصفقة في موازين استدراج المواجهة العسكرية الأميركية الإيرانية (2)

| راغدة درغام

مصادر‭ ‬ذات‭ ‬صلة‭ ‬بأركان‭ ‬في‭ ‬القيادة‭ ‬الإيرانية‭ ‬كانت‭ ‬قد‭ ‬أكدت‭ ‬الأسبوع‭ ‬الماضي‭ ‬–‭ ‬ونقله‭ ‬المقال‭ ‬بعنوان‭ ‬“طهران‭ ‬اتخذت‭ ‬قرار‭ ‬التهوّر‭ ‬الاستراتيجي،‭ ‬الصفقة‭ ‬السرّية‭ ‬في‭ ‬بالها”‭ ‬–‭ ‬أن‭ ‬إجراءاتها‭ ‬الانتقامية‭ ‬ستشمل‭ ‬استهداف‭ ‬أنابيب‭ ‬النفط‭ ‬السعودية‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬المصالح‭ ‬والمواقع‭ ‬النفطية‭ ‬السعودية‭ ‬والإماراتية،‭ ‬وقالت‭ ‬أيضاً‭ ‬إن‭ ‬الإجراءات‭ ‬ضد‭ ‬السفن‭ ‬والأنابيب‭ ‬ستكون‭ ‬“مجرد‭ ‬خطوات‭ ‬أولى”‭ ‬تليها‭ ‬إجراءات‭ ‬تدق‭ ‬في‭ ‬عصب‭ ‬المصالح‭ ‬الأميركية‭ ‬المباشرة‭ ‬–‭ ‬بالذات‭ ‬في‭ ‬العراق‭ ‬حيث‭ ‬الخاصرة‭ ‬الأميركية‭ ‬الضعيفة‭ ‬بسبب‭ ‬تواجد‭ ‬القوات‭ ‬الأميركية‭ ‬هناك‭. ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬اتخذت‭ ‬قرار‭ ‬سحب‭ ‬الدبلوماسيين‭ ‬من‭ ‬العراق‭ ‬بسبب‭ ‬“تهديد‭ ‬وشيك”‭ ‬على‭ ‬صلة‭ ‬مباشرة‭ ‬بإيران‭ ‬وراءه‭ ‬ميليشيات‭ ‬بقيادة‭ ‬“الحرس‭ ‬الثوري”‭ ‬الإيراني،‭ ‬حسبما‭ ‬قاله‭ ‬مسؤولون‭ ‬أميركيون‭ ‬رفضوا‭ ‬الكشف‭ ‬عن‭ ‬المعلومات‭ ‬الاستخبارية‭ ‬التي‭ ‬دفعت‭ ‬إلى‭ ‬اتخاذ‭ ‬قرار‭ ‬الإغلاق‭ ‬الجزئي‭ ‬للسفارة‭ ‬الأميركية‭ ‬في‭ ‬بغداد،‭ ‬وفي‭ ‬بيروت‭ ‬دعت‭ ‬السفارة‭ ‬الأميركية‭ ‬مواطنيها‭ ‬في‭ ‬لبنان‭ ‬إلى‭ ‬“اليقظة”‭ ‬حيال‭ ‬“تزايد‭ ‬حدة‭ ‬التوتر‭ ‬في‭ ‬المنطقة”‭. ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬الأميركي‭ ‬مايك‭ ‬بومبيو‭ ‬الذي‭ ‬أعلن‭ ‬من‭ ‬موسكو‭ ‬أن‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬“لا‭ ‬تسعى‭ ‬إلى‭ ‬الحرب‭ ‬مع‭ ‬إيران”‭ ‬قال‭ ‬للروس‭ ‬أيضاً‭ ‬إن‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬متمسكة‭ ‬بمطالبها‭ ‬ولن‭ ‬تتراجع،‭ ‬وجاهزة‭ ‬لاستخدام‭ ‬القوة‭ ‬العسكرية‭ ‬“ضد‭ ‬أي‭ ‬استفزاز‭ ‬من‭ ‬إيران”،‭ ‬حسبما‭ ‬نقلته‭ ‬المصادر،‭ ‬قال‭ ‬للروس‭ ‬إنه‭ ‬واثق‭ ‬أن‭ ‬جهودها‭ ‬لن‭ ‬تتمكن‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬تثني‭ ‬إيران‭ ‬عن‭ ‬تعنتها‭ ‬ورفضها‭ ‬القاطع‭ ‬التوقف‭ ‬عن‭ ‬مشاريعها‭ ‬الصاروخية‭ ‬والإقليمية‭ ‬المتمثلة‭ ‬في‭ ‬التوسع‭ ‬في‭ ‬العراق‭ ‬وسوريا‭ ‬ولبنان‭ ‬واليمن‭ ‬عبر‭ ‬الميليشيات‭ ‬التابعة‭ ‬لها‭. ‬قال،‭ ‬إن‭ ‬على‭ ‬طهران‭ ‬أن‭ ‬“تتعلّم‭ ‬الدرس‭ ‬الثقيل”‭ ‬الذي‭ ‬ستتلقاه‭.‬

الكرملين‭ ‬تحدث‭ ‬عن‭ ‬“استفزاز”‭ ‬واشنطن‭ ‬لطهران‭ ‬وأعرب‭ ‬عن‭ ‬قلقه‭ ‬إزاء‭ ‬“تفاقم‭ ‬التوتر”،‭ ‬لكن‭ ‬الرئيس‭ ‬فلاديمير‭ ‬بوتين‭ ‬وقف‭ ‬مستعدّاً‭ ‬للتدخل‭ ‬عبر‭ ‬اتصالات‭ ‬هاتفية‭ ‬مع‭ ‬إيران‭ ‬وإسرائيل‭ ‬كي‭ ‬لا‭ ‬تتطور‭ ‬الأمور‭ ‬بينهما‭ ‬إلى‭ ‬مواجهة‭ ‬عسكرية‭ ‬مباشرة،‭ ‬أو‭ ‬عبر‭ ‬لبنان،‭ ‬هذه‭ ‬أولوية‭ ‬لدى‭ ‬سيد‭ ‬الكرملين‭ ‬حيث‭ ‬يتمنى‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬لديه‭ ‬نفوذ‭ ‬مع‭ ‬القيادتين‭ ‬الإيرانية‭ ‬والإسرائيلية‭ ‬نظراً‭ ‬لعلاقاته‭ ‬الجيدة‭ ‬معهما،‭ ‬هكذا‭ ‬يمكن‭ ‬للدبلوماسية‭ ‬الروسية‭ ‬أن‭ ‬تساهم‭ ‬في‭ ‬نزع‭ ‬فتيل‭ ‬أساسي‭ ‬واحتواء‭ ‬المواجهة‭ ‬الأميركية‭ ‬–‭ ‬الإيرانية‭ ‬أيضاً‭. ‬هذه‭ ‬مهمة‭ ‬ليست‭ ‬سهلة‭ ‬لكن‭ ‬في‭ ‬نجاحها‭ ‬فوائد‭ ‬ضخمة‭ ‬للدبلوماسية‭ ‬الروسية‭.‬

حلقة‭ ‬العلاقة‭ ‬الإيرانية‭ ‬–‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬تبدو‭ ‬أقل‭ ‬توتراً‭ ‬وأكثر‭ ‬غموضاً‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الفترة‭ ‬وسط‭ ‬التشنج‭ ‬العلني‭ ‬والتأهب‭ ‬العسكري‭ ‬على‭ ‬الجبهتين‭ ‬الأميركية‭ ‬والإيرانية،‭ ‬مفاتيح‭ ‬تلك‭ ‬العلاقة‭ ‬لها‭ ‬خصوصيتها‭ ‬علما‭ ‬أن‭ ‬تاريخ‭ ‬العلاقة‭ ‬الإيرانية‭ ‬–‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬تميز‭ ‬بالتهادنية‭ ‬والتفاهمات‭ ‬غير‭ ‬المُعلنة،‭ ‬إجراءات‭ ‬إسرائيل‭ ‬ضد‭ ‬المواقع‭ ‬الإيرانية‭ ‬انحصرت‭ ‬في‭ ‬ساحة‭ ‬المعركة‭ ‬السورية‭ ‬خلال‭ ‬الأشهر‭ ‬القليلة‭ ‬الماضية‭ ‬وجاءت‭ ‬لتفتح‭ ‬ثغرة‭ ‬في‭ ‬التهادنية‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬واضحاً‭ ‬إن‭ ‬كانت‭ ‬نبرة‭ ‬استثنائية‭ ‬أو‭ ‬نقلة‭ ‬نوعية‭ ‬ضمن‭ ‬استراتيجية‭ ‬إسرائيلية‭ ‬جديدة‭.‬”إيلاف”‭.‬