سوالف

الحسابات المسيئة للوطن... محتواها وتحركها ونموها

| أسامة الماجد

وجه‭ ‬سيدي‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬عاهل‭ ‬البلاد‭ ‬المفدى‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه،‭ ‬الأجهزة‭ ‬الأمنية‭ ‬بوضع‭ ‬حد‭ ‬وبحزم‭ ‬لسوء‭ ‬استخدام‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬كما‭ ‬وجه‭ ‬سيدي‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬الموقر‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه‭ ‬وزارة‭ ‬الداخلية‭ ‬إلى‭ ‬التعامل‭ ‬بشدة‭ ‬وتكثيف‭ ‬الرصد‭ ‬والمتابعة‭ ‬والإجراءات‭ ‬الحازمة‭ ‬والرادعة‭ ‬للحد‭ ‬من‭ ‬تلك‭ ‬الحسابات‭ ‬المسيئة‭ ‬للوطن‭.‬

إن‭ ‬كل‭ ‬الأهوال‭ ‬التي‭ ‬تتوالى‭ ‬على‭ ‬المجتمعات‭ ‬على‭ ‬وجه‭ ‬الخصوص‭ ‬والصفات‭ ‬الخطرة‭ ‬هي‭ ‬بسبب‭ ‬سوء‭ ‬استخدام‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬وبروز‭ ‬المرتزقة‭ ‬الذين‭ ‬يعملون‭ ‬بشكل‭ ‬سريع‭ ‬وانفعال‭ ‬دائب‭ ‬لا‭ ‬هوادة‭ ‬فيه‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬إثارة‭ ‬الفتنة‭ ‬والبلبلة‭ ‬وبث‭ ‬الفرقة‭ ‬في‭ ‬المجتمع،‭ ‬وما‭ ‬كشفت‭ ‬عنه‭ ‬وزارة‭ ‬الداخلية‭ ‬مؤخرا‭ ‬من‭ ‬حسابات‭ ‬مسيئة‭ ‬للأمن‭ ‬الاجتماعي‭ ‬تدار‭ ‬من‭ ‬الخارج‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬أشخاص‭ ‬“خونة‭ ‬ومرتزقة”‭ ‬هاربين‭ ‬من‭ ‬العدالة،‭ ‬دليل‭ ‬واضح‭ ‬على‭ ‬روح‭ ‬الخيانة‭ ‬والفوضى‭ ‬التي‭ ‬تعيش‭ ‬فيهم‭ ‬ومدى‭ ‬الحقد‭ ‬والمخططات‭ ‬الدنيئة‭ ‬التي‭ ‬تستهدف‭ ‬النسيج‭ ‬الاجتماعي‭ ‬في‭ ‬البحرين،‭ ‬فهؤلاء‭ ‬الأقزام‭ ‬يتسترون‭ ‬بأسماء‭ ‬مستعارة‭ ‬ويبثون‭ ‬الأخبار‭ ‬الملفقة‭ ‬والمفبركة‭ ‬والأكاذيب‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تشويه‭ ‬سمعة‭ ‬البحرين‭ ‬وإثارة‭ ‬الفتنة‭. ‬

هذه‭ ‬الحسابات‭ ‬أو‭ ‬الشبكة‭ ‬المدعومة‭ ‬من‭ ‬أعداء‭ ‬البحرين‭ ‬معبأة‭ ‬بالكامل‭ ‬وتدار‭ ‬بصورة‭ ‬منظمة‭ ‬وترتكز‭ ‬على‭ ‬أجندة‭ ‬خارجية‭ ‬معادية،‭ ‬وتعمل‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬الساعة‭ ‬خدمة‭ ‬لأهداف‭ ‬الحاقدين‭ ‬على‭ ‬البحرين‭ ‬لتحقيق‭ ‬غايات‭ ‬خبيثة‭ ‬ضد‭ ‬المجتمع،‭ ‬حسابات‭ ‬تستعمل‭ ‬نفس‭ ‬الأساليب‭ ‬ونفس‭ ‬اللغة‭ ‬والهدف‭ ‬واحد‭ ‬وهو‭ ‬البحرين‭ ‬ومنجزاتها،‭ ‬وعرف‭ ‬الناس‭ ‬اليوم‭ ‬طبيعة‭ ‬تلك‭ ‬الحسابات‭ ‬المسيئة‭ ‬للوطن‭ ‬وهياكلها‭ ‬التنظيمية‭ ‬والأسس‭ ‬التي‭ ‬تسير‭ ‬عليها،‭ ‬وأصبح‭ ‬من‭ ‬الواجب‭ ‬أخذ‭ ‬الحيطة‭ ‬والحذر‭ ‬واليقظة‭ ‬من‭ ‬تداول‭ ‬رسائلها‭ ‬المزيفة‭ ‬الكاذبة،‭ ‬فهي‭ ‬بمثابة‭ ‬“ماكينة‭ ‬أعداء”‭ ‬تتحرك‭ ‬بزيت‭ ‬عدم‭ ‬الوعي‭ ‬والانتباه،‭ ‬وتركز‭ ‬دائما‭ ‬على‭ ‬العناصر‭ ‬السلبية،‭ ‬فهي‭ ‬وكما‭ ‬ذكرنا‭ ‬مخطط‭ ‬مدروس‭ ‬وموجه‭.‬

على‭ ‬المواطن‭ ‬إدراك‭ ‬طبيعة‭ ‬هذه‭ ‬الحسابات‭ ‬ومحتواها‭ ‬وتحركها‭ ‬ونموها،‭ ‬وأن‭ ‬لا‭ ‬يترك‭ ‬المجال‭ ‬لها‭ ‬للوصول‭ ‬إلى‭ ‬درجة‭ ‬الاتقاد‭ ‬المطلوب،‭ ‬فهي‭ ‬تبحث‭ ‬عن‭ ‬الثغرة‭ ‬للانطلاق،‭ ‬فكما‭ ‬الأجهزة‭ ‬الأمنية‭ ‬ستقوم‭ ‬بدورها،‭ ‬أيضا‭ ‬على‭ ‬المواطن‭ ‬أن‭ ‬يعي‭ ‬هذه‭ ‬المسؤولية‭.‬