نحو‭ ‬“صفحة‭ ‬جديدة”‭ ‬يكتبها‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان

| عادل عيسى المرزوق

تنشر‭ ‬اللقاءات‭ ‬الكريمة‭ ‬التي‭ ‬يتشرف‭ ‬بها‭ ‬المسئولون‭ ‬والمواطنون‭ ‬بلقاء‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬طيبًا‭ ‬معطرًا‭ ‬بحرينيًا‭ ‬أصيلًا‭ ‬يبعث‭ ‬على‭ ‬التفاؤل‭ ‬والبشرى‭ ‬والأمل،‭ ‬وتكبر‭ ‬التطلعات‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬البلد‭ ‬الكريم‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬المخلصين‭ ‬لأن‭ ‬تشهد‭ ‬بلادنا‭ ‬الغالية‭ ‬صفحة‭ ‬جديدة‭ ‬تطوي‭ ‬الماضي،‭ ‬وهذه‭ ‬الصفحة‭ ‬بكل‭ ‬معطياتها‭ ‬هي‭ ‬أمل‭ ‬ينشده‭ ‬الجميع‭ ‬من‭ ‬سمو‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭.‬

لماذا؟‭ ‬لأن‭ ‬سموه‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه‭ ‬أسهم‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬المراحل‭ ‬التاريخية‭ ‬للنهضة‭ ‬الشاملة‭ ‬في‭ ‬البلد،‭ ‬حتى‭ ‬أننا‭ ‬ندرك‭ ‬تلك‭ ‬العبارة‭ ‬التي‭ ‬يكررها‭ ‬سموه‭ ‬كثيرًا‭ ‬من‭ (‬أن‭ ‬المسيرة‭ ‬مستمرة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬البناء‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬تحقق‭ ‬للوطن‭ ‬وشعبه‭ ‬من‭ ‬مكتسبات‭ ‬اجتماعية‭ ‬واقتصادية‭)‬،‭ ‬ولا‭ ‬خلاف‭ ‬بين‭ ‬اثنين‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬كل‭ ‬الأوطان‭ ‬تمر‭ ‬بمراحل‭ ‬سياسية‭ ‬مختلفة،‭ ‬وفي‭ ‬كل‭ ‬مرحلة‭ ‬يبادر‭ ‬المخلصون‭ ‬بأفكارهم‭ ‬وجهدهم‭ ‬وآرائهم‭ ‬لتحصين‭ ‬البلد،‭ ‬ومن‭ ‬الطبيعي‭ ‬أن‭ ‬تشهد‭ ‬الأوطان‭ ‬تقلبات‭ ‬مع‭ ‬الزمن،‭ ‬إلا‭ ‬أننا‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬نعتز‭ ‬بأننا‭ ‬تحت‭ ‬قيادة‭ ‬حيكمة‭ ‬رشيدة‭ ‬تتميز‭ ‬بالحكمة‭ ‬والدراية‭ ‬والخبرة‭ ‬والحنكة‭ ‬في‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬الظروف،‭ ‬ولعل‭ ‬الأمنيات‭ ‬تتسامى‭ ‬وتتعاظم‭ ‬لأن‭ ‬تعود‭ ‬المياه‭ ‬إلى‭ ‬مجاريها‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مناحي‭ ‬الحياة‭.. ‬ليشعر‭ ‬بها‭ ‬كل‭ ‬مواطن‭ ‬البحريني،‭ ‬دون‭ ‬نظر‭ ‬إلى‭ ‬ديانة‭ ‬أو‭ ‬مذهب‭ ‬أو‭ ‬انتماء،‭ ‬فالانتماء‭ ‬والولاء‭ ‬الأول‭ ‬والأخيرة،‭ ‬هو‭ ‬لهذا‭ ‬الوطن‭ ‬العريق،‭ ‬ولطالما‭ ‬تعلمنا‭ ‬من‭ ‬سمو‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬رعاه‭ ‬الله،‭ (‬ضرورة‭ ‬الاهتمام‭ ‬بالجوانب‭ ‬التي‭ ‬تعمق‭ ‬الوحدة‭ ‬الوطنية،‭ ‬وتزيد‭ ‬من‭ ‬التماسك‭ ‬المجتمعي‭)‬،‭ ‬فشعب‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬نظر‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬يمتلك‭ ‬وعيًا‭ ‬عاليًا،‭ ‬ولم‭ - ‬ولن‭ - ‬يسمح‭ ‬أبدًا‭ ‬بأن‭ ‬تنال‭ ‬النوايا‭ ‬البغيضة‭ ‬البحرين،‭ ‬فهي‭ ‬كانت‭ ‬ولا‭ ‬تزال‭ ‬وستبقى‭ ‬واحة‭ ‬أمن‭ ‬وأمان‭ ‬ودرع‭ ‬حصينة‭.‬

نعم،‭ ‬هي‭ ‬البحرين،‭ ‬الدرع‭ ‬الحصينة،‭ ‬لكل‭ ‬المنطقة،‭ ‬وكلما‭ ‬تعرض‭ ‬هذا‭ ‬الوطن‭ ‬للملمات،‭ ‬فإن‭ ‬حكمة‭ ‬قيادته‭ ‬الرشيدة‭ ‬المحبة‭ ‬لشعبها،‭ ‬ووعي‭ ‬الشعب‭ ‬والتفافه‭ ‬حول‭ ‬راية‭ ‬قيادته‭ ‬ووحدة‭ ‬الوطنية،‭ ‬تكفل‭ ‬تجاوز‭ ‬كل‭ ‬مرحلة‭ ‬وتعود‭ ‬للبناء‭ ‬أقوى‭ ‬من‭ ‬ذي‭ ‬قبل‭.‬

إننا‭ ‬اليوم‭ ‬في‭ ‬حاجة‭ ‬ماسة‭ ‬لإعادة‭ ‬قراءة‭ ‬كل‭ ‬مشاهد‭ ‬المرحلة،‭ ‬ومن‭ ‬كل‭ ‬جوانبها‭ ‬ونواحيها،‭ ‬ذلك‭ ‬لأن‭ ‬الحاجة‭ ‬اليوم‭ ‬أكبر‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬وقت‭ ‬مضى،‭ ‬بل‭ ‬ومهيأة‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬وقت‭ ‬مضى‭ ‬لأن‭ ‬ننتقل‭ ‬إلى‭ ‬صفحة‭ ‬جديدة‭ ‬مبنية‭ ‬على‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬سيادة‭ ‬واستقرار‭ ‬وأمن‭ ‬الوطن‭ ‬وتفتح‭ ‬المجال‭ ‬للجميع،‭ ‬فأبناء‭ ‬البحرين‭ ‬الغالية‭ ‬كما‭ ‬يصفهم‭ ‬سموه‭ ‬هم‭ ‬أبناؤه،‭ ‬مهما‭ ‬كان‭ ‬الأخطاء‭ ‬والزلات،‭ ‬فلابد‭ ‬لهذا‭ ‬البيت‭ ‬أن‭ ‬يبقى‭ ‬قويًا‭ ‬متماسكًا‭ ‬ومستعدًا‭ ‬للمستقبل،‭ ‬ولاشك‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬إشراقات‭ ‬الصفحة‭ ‬الجديدة،‭ ‬والبيت‭ ‬البحريني‭ ‬مهيأ‭ ‬تمامًا،‭ ‬تنبئ‭ ‬بما‭ ‬يحمله‭ ‬كل‭ ‬مواطن‭ ‬مخلص‭ ‬من‭ ‬دور‭ ‬لباني‭ ‬نهضة‭ ‬البلاد‭ ‬الحديثة،‭ ‬سمو‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬أطال‭ ‬الله‭ ‬عمره،‭ ‬لأن‭ ‬نستبشر‭ ‬بخطوات‭ ‬تنشر‭ ‬ذلك‭ ‬العطر‭ ‬الطيب‭.‬

من‭ ‬الدروس‭ ‬العظيمة‭ ‬التي‭ ‬تعلمناها‭ ‬من‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه‭ ‬وسدد‭ ‬خطاه،‭ ‬ما‭ ‬يقرأه‭ ‬سموه‭ ‬من‭ ‬أحداث‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬أقطار‭ ‬العالم،‭ ‬ولهذا‭ ‬كان‭ ‬سموه‭ ‬حريصًا‭ ‬دائمًا‭ ‬وفي‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مناسبة‭ ‬ولقاء،‭ ‬على‭ ‬الحديث‭ ‬مع‭ ‬الجميع‭ ‬بضرورة‭ ‬أخد‭ ‬العبرة‭ ‬من‭ ‬السياسات‭ ‬التي‭ ‬تستهدف‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬وتستنزف‭ ‬خيرات‭ ‬الأوطان‭ ‬وتؤخر‭ ‬مشاريع‭ ‬التنمية‭ ‬فيها‭ ‬وبالتالي،‭ ‬تتعرض‭ ‬لخسائر‭ ‬فادحة‭ ‬تكون‭ ‬الشعوب‭ ‬هي‭ ‬ضحيتها‭.‬

وحين‭ ‬نتحدث‭ ‬اليوم‭ ‬عن‭ ‬التطلعات‭ ‬الوطنية‭ ‬لفتح‭ ‬صفحة‭ ‬جديدة‭ ‬تنشر‭ ‬خيرها‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬الوطن،‭ ‬فإننا‭ ‬نتضرع‭ ‬إلى‭ ‬الله‭ ‬سبحانه‭ ‬وتعالى‭ ‬لأن‭ ‬يوفق‭ ‬جميع‭ ‬المخلصين‭ ‬للمضي‭ ‬في‭ ‬المبادرات‭ ‬الكريمة،‭ ‬والكل‭ ‬يجمع‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬التاريخ‭ ‬المشرف‭ ‬لسمو‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬في‭ ‬صياغة‭ ‬النهضة‭ ‬الحضارية‭ ‬لبلادنا‭ ‬هي‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬الركائز‭ ‬للدخول‭ ‬نحو‭ ‬الغد،‭ ‬ولطالما‭ ‬أكد‭ ‬سموه‭ ‬ضرورة‭ ‬أن‭ ‬تظل‭ ‬الوحدة‭ ‬الوطنية‭ ‬محاطة‭ ‬بالرعاية‭ ‬والاهتمام‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الشعبي‭ ‬والرسمي؛‭ ‬لأنها‭ ‬الباعث‭ ‬لكل‭ ‬إنجاز‭ ‬وطني‭ ‬عبر‭ ‬تاريخ‭ ‬البحرين،‭ ‬وفي‭ ‬كل‭ ‬الإضاءات‭ ‬التي‭ ‬يطرحها‭ ‬سموه‭ ‬أبعادًا‭ ‬مهمة‭ ‬لكل‭ ‬مواطن‭ ‬ومسئول‭.. ‬وخصوصًا‭ ‬لأبناء‭ ‬البلد‭ ‬من‭ ‬الشباب،‭ ‬فهم‭ ‬من‭ ‬عليهم‭ ‬المعتمد،‭ ‬وهم‭ ‬من‭ ‬يلزم‭ ‬أن‭ ‬تتهيأ‭ ‬لهم‭ ‬الظروف‭ ‬ليرفعوا‭ ‬راية‭ ‬التقدم‭ ‬خفاقة،‭ ‬وتبقى‭ ‬البحرين‭ ‬ذات‭ ‬مكانتها‭ ‬الرائدة‭ ‬بين‭ ‬الأمم‭.‬

وإذا‭ ‬نظرنا‭ ‬إلى‭ ‬الساحة‭ ‬المحلية،‭ ‬فمن‭ ‬بواعث‭ ‬الفخر‭ ‬والشرف‭ ‬أن‭ ‬تجد‭ ‬ذلك‭ ‬الحرص‭ ‬والعمل‭ ‬المخلص؛‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الامتثال‭ ‬لتوجيهات‭ ‬سمو‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬صعيد‭ ‬يبني‭ ‬ويرفع‭ ‬شأن‭ ‬الوطن‭ ‬والمواطن،‭ ‬وما‭ ‬أروع‭ ‬ذلك‭ ‬الشعور‭ ‬حين‭ ‬تجد‭ ‬أبناء‭ ‬البلد‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬الطوائف‭ ‬والاتجاهات‭ ‬يجمعون‭ ‬على‭ ‬أن‭ (‬البحرين‭ ‬أولًا‭)‬،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬تتوافق‭ ‬عليه‭ ‬كل‭ ‬الآراء‭.‬

إنه‭ ‬من‭ ‬الأهمية‭ ‬بمكان‭ ‬ألا‭ ‬يتوقف‭ ‬تدفق‭ ‬الأفكار‭ ‬والمبادرات‭ ‬وبرامج‭ ‬العمل،‭ ‬سواء‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬مؤسسات‭ ‬الدولة‭ ‬أم‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬منظمات‭ ‬المجتمع‭ ‬المدني‭ ‬والجمعيات‭ ‬السياسية‭ ‬والقطاع‭ ‬الأهلي،‭ ‬ومن‭ ‬جانب‭ ‬شخصيات‭ ‬ورجالات‭ ‬البلد‭ ‬أيضًا،‭ ‬وأن‭ ‬تُفتح‭ ‬لها‭ ‬الأبواب‭.. ‬أبواب‭ ‬الخير‭ ‬لما‭ ‬يحقق‭ ‬المصلحة‭ ‬العليا‭ ‬للوطن،‭ ‬وكلنا‭ ‬على‭ ‬ثقة‭ ‬واعتزاز‭ ‬بأن‭ ‬تلك‭ ‬اللقاءات‭ ‬التي‭ ‬تشرف‭ ‬فيها‭ ‬رجال‭ ‬الوطن‭ ‬بمجلس‭ ‬سمو‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬وفقه‭ ‬الله،‭ ‬وفي‭ ‬الزيارات‭ ‬التي‭ ‬قام‭ ‬بها‭ ‬الوزراء‭ ‬ضمن‭ ‬توجيهات‭ ‬سموه‭ ‬للالتقاء‭ ‬بالمواطنين‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬المناطق‭ ‬والوقوف‭ ‬على‭ ‬احتياجاتهم،‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬يؤكد‭ ‬أن‭ ‬الأرضية‭ ‬مهيأة‭ ‬وخصبة؛‭ ‬لغرس‭ ‬نبتة‭ ‬المستقبل‭ ‬البحرينية،‭ ‬حتى‭ ‬يجني‭ ‬ثمارها‭ ‬الأبناء‭ ‬جيلًا‭ ‬بعد‭ ‬جيل‭.. ‬حفظ‭ ‬الله‭ ‬بلادنا‭ ‬وقيادتنا‭ ‬وشعبها‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬سوء،‭ ‬وعاشت‭ ‬البحرين‭ ‬شامخة‭ ‬بين‭ ‬الأمم‭.‬