إيران... المشكلة والحل (2)

| د. إميل شكرالله

فإذا‭ ‬حققت‭ ‬إيران‭ ‬كل‭ ‬الاستحقاقات‭ ‬التي‭ ‬ذكرناها‭ ‬سابقا‭ ‬بات‭ ‬ملزما‭ ‬وواجبا‭ ‬عليها‭ ‬الاعتذار‭ ‬عن‭ ‬كل‭ ‬المآسي‭ ‬والضيقات‭ ‬والآلام‭ ‬التي‭ ‬سببتها‭ ‬للدول‭ ‬العربية‭ ‬القريبة‭ ‬منها‭ ‬والبعيدة‭ ‬وللعالم‭ ‬أجمع‭ ‬حتى‭ ‬فنزويلا‭ ‬منذ‭ ‬قيام‭ ‬الثورة‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1979‭ ‬وحتى‭ ‬الآن‭. ‬عندها‭ ‬يمكن‭ ‬للحكومة‭ ‬أن‭ ‬تستثمر‭ ‬المليارات‭ ‬التي‭ ‬تنفقها‭ ‬هباء‭ ‬على‭ ‬تصدير‭ ‬أفكار‭ ‬سياسية‭ ‬وآيديولوجية‭ ‬لن‭ ‬يقبلها‭ ‬العرب‭ ‬ولن‭ ‬يباركها‭ ‬العالم‭ ‬المتحضر‭ ‬وذلك‭ ‬في‭ ‬نهضة‭ ‬ورخاء‭ ‬الشعب‭ ‬الإيراني‭.‬

على‭ ‬أصحاب‭ ‬القرار‭ ‬في‭ ‬الجمهورية‭ ‬الإسلامية‭ ‬في‭ ‬طهران‭ ‬أن‭ ‬يعلموا‭ ‬أن‭ ‬القمع‭ ‬الذي‭ ‬يفرض‭ ‬على‭ ‬الشعب‭ ‬باستمرار‭ ‬يشبه‭ ‬تماما‭ ‬الضغط‭ ‬على‭ ‬جسم‭ ‬كبير‭ ‬حتى‭ ‬يتحول‭ ‬إلى‭ ‬ذرة‭ ‬صغيرة،‭ ‬وهنا‭ ‬مكمن‭ ‬الخطر‭ ‬لأن‭ ‬الذرة‭ ‬عندما‭ ‬تنفجر‭ ‬يخرج‭ ‬من‭ ‬داخلها‭ ‬عملاق‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬الممكن‭ ‬أن‭ ‬يدمر‭ ‬البلاد‭ ‬من‭ ‬الداخل‭ ‬ويحولها‭ ‬إلى‭ ‬دويلات‭ ‬عرقية‭ ‬متناحرة‭ ‬للأكراد‭ ‬والسنة‭ ‬في‭ ‬الأهواز‭ ‬وغيرها‭... ‬ولعلكم‭ ‬لا‭ ‬تنسون‭ ‬النظرية‭ ‬الشيوعية‭ ‬الشمولية‭ ‬وكيف‭ ‬انهارت‭ ‬بفعل‭ ‬إرادة‭ ‬ذاتية‭ ‬هزت‭ ‬الاتحاد‭ ‬السوفيتي‭ ‬سابقا‭ ‬وزلزلت‭ ‬أركانه‭ ‬وأعادته‭ ‬مرة‭ ‬أخرة‭ ‬إلى‭ ‬خمس‭ ‬عشرة‭ ‬دولة‭ ‬مستقلة‭.‬

أما‭ ‬إذا‭ ‬رفضت‭ ‬الجمهورية‭ ‬الإسلامية‭ ‬في‭ ‬طهران‭ ‬هذه‭ ‬المطالب‭ ‬الستة‭ ‬التي‭ ‬نعتقد‭ ‬أنها‭ ‬مشروعة‭ ‬والتي‭ ‬ستعود‭ ‬مكاسبها‭ ‬على‭ ‬الشعب‭ ‬الإيراني‭ ‬أولاً،‭ ‬وتمسكت‭ ‬بأجندتها‭ ‬المعلنة‭ ‬والخفية‭ ‬فعليها‭ ‬ألا‭ ‬تلوم‭ ‬إلا‭ ‬نفسها‭ ‬وأن‭ ‬تتحمل‭ ‬العواقب‭ ‬المريعة‭ ‬المريرة‭ ‬التي‭ ‬ربما‭ ‬سوف‭ ‬تعيدها‭ ‬إلى‭ ‬حالات‭ ‬الانهيار‭ ‬التام،‭ ‬خصوصا‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬من‭ ‬التقارير‭ ‬المحلية‭ ‬والدولية‭ ‬والتي‭ ‬تثبت‭ ‬بالدليل‭ ‬والبرهان‭ ‬هشاشة‭ ‬النظام‭ ‬الإداري‭ ‬والاجتماعي‭ ‬للجمهورية‭ ‬الإسلامية‭ ‬الإيرانية‭ ‬والذي‭ ‬سيكون‭ ‬أهم‭ ‬حافز‭ ‬في‭ ‬التسريع‭ ‬بانهيار‭ ‬الدولة‭ ‬إذا‭ ‬ما‭ ‬قامت‭ ‬ضدها‭ ‬حرب‭ ‬ضروس‭ ‬ندعو‭ ‬الله‭ ‬ألا‭ ‬تحدث‭.‬

دعونا‭ ‬نتذكر‭ ‬قول‭ ‬الحكيم‭ ‬“إن‭ ‬الحق‭ ‬يحتاج‭ ‬إلى‭ ‬اثنين‭ ‬من‭ ‬الرجال‭ ‬الأول‭ ‬ينطق‭ ‬به‭ ‬والثاني‭ ‬يفهمه”‭.‬”إيلاف”‭.‬