لعنة الوقت

| فاطمة الجمعة

ماهو الوقت؟! فعلاً، فكر ماهو الوقت؟! في صِغَري كنت دائماً اتسأل عن الوقت بإستغراب، هل نحن الآن ليل ام نهار؟! كم الساعة الآن؟! وكانت الاجوبة تتشابه لدي، كونه لافرق بين ليل او نهار او ارقام تشير اليها الساعة الآن! رغم كونه عقل طفلة لايفهم الكثير الا ان قلبها كان اعقل فالوقت لديها ماتستمتع به سواءً ليلاً او نهاراً ولا فرق. فالوقت ليس الا ساعة تدور وارقام تتكرر إن لم نكن نعيش حقاً. إتبعنا حكمة غريبة واتعبتنا تقول "الوقت كالسيف ان لم تقطعه قطعك" فقطعناه وادمأ ايدينا وارهقَّنا حمله. اصبح الوقت هاجساً مقلقاً، كم الساعة! كم الساعة! تسمعها في كل وقت ومكان، وكأنها وحش مخيف نهرب منه او نحاول إرضاءه بالحضور وقت مايشاء دون تأخير كي لايغضب! كل شيء بات سريعاً. نأكل سريعاً، نفرح سريعاً، نحزن سريعاً، ننام سريعاً. مسرعين ورغم ذلك دائماً متأخرين!  ولا مجال حتى لتفكير لما نحن مسرعين! الساعة إختراع وضع لتيسير حياة البشر لا لتصعيبها. هَلا تركت الساعة جانباً ونسيت كم تشير إليه، مستمتعاً بوجبتك، ملاعباً اطفالك، مخلصاً في عملك، محدثاً صديقك، مصغياً لوالدتك. وان اخذ ذلك منك الكثير من الوقت. فإنه لاوقت ان لم تكن تعيش حقاً الا ساعة تدور وارقام تتكرر!.